هذه القصة أكتبها الآن ولم تكتمل بعد إلا أني قررت أن أنشرها في المنتدى على عدة أجزاء وذلك إن أعجبتكم وسيتم بإذن الله إرسال كل جزء بعد أسبوع مما قبله أرجو أن تنال إعجابكم وأخبروني برأيكم فيها وششششششششكراً
اقطر الندى
فتحت النافذة كعادتي كل صباح، ونظرت للشارع المكتظ بالمارة، يا لتلك العجوز ألم تمل من الجلوس على تلك الحافة، والتحديق بالمارة، إن فضولي يقتلني لأعرف ما يجول بخاطرها وما الذي يشغل تفكيرها.
صباح الخير يا أمي .. أنا ذاهبة هل تريدين مني شيئا قبل رحيلي.
لا يا حبيبتي لكن لا تنسي ان تأخذي النقود لقد وضعتها لك على الطاولة هناك، وفقك الله يا ابنتي اهتمي بنفسك .
حسنا يا أمي- كم أعشق تلك الكلمات من فمها- إلى اللقاء يا أمي.
نظرت لتلك العجوز وتبسمت في وجهها المليء بالحنكة والخبرة، وقلت لها بخجل صباح الخير يا خالة، فردت عليّ وهي مبتسمة صباح الخير يا ابنتي لقد تأخرت بالمجيء ما الذي أخرك؟
نظرت لها باستغراب وقلت لها: ربما تعتقدين أني شخص آخر، فقالت لا الست أنت الفتاة التي تقطن في الدور الثاني من ذلك البناء؟
قلت: نعم، ولكني لم أعدك بزيارة من قبل.
قالت: بلى، كل صباح عندما تفتحي نافذتك وتنظرين لي وتسألي نفسك أسئلة كثيرة بخصوصي.
توجست منها خيفة وأصبحت أرتجف من الداخل ونظرت لها نظرات ريبة و هلع.
فمدت يدها وأمسكت يدي وباليد الأخرى طبطبت على كتفي، وقالت لا تخافي يا ابنتي أنا إنسية ولست جنية، ولكن الأيام علمتني الكثير الكثير، حتى بت أعرف ما يجول في خاطر كل واحد يمر من أمامي أو ينظر لي من قريب أو بعيد.
شعرت بحنان غريب في لمستها ودفئ صوتها، ونظرت في عينيها الصغيرتين الممتلئين ذكاء و دهاء لوقت قليل وقبل أن أسالها قالت: نعم عندي بيت وليس عندي أولاد، وعندي دخل يكفيني لأن أعيش عيشة رغيدة، ولكن جلوسي هنا لأن لا أهل لي ولا أقارب، وبذلك أعيش مع كل أهل الحي والمارة فيه، حياتهم ومشاكلهم.
هذه المرة اشتد خوفي منها أكثر وسحبت يدي من يدها بقوة، وقمت بسرعة، وقلت لها عن إذنك يا خالة أخشى أن أتأخر عن الجامعة، استودعك.
قالت لي بثقة وهي مبتسمة ابتسامة خبث ومكر ودهاء، بل إلى اللقاء أيتها الشابة الجميلة.
لم أعرف كيف مشيت وابتعدت من أمامها، وقضيت النهار ولم أشعر بشيء حولي، لقد كنت أفكر فقط بكلمات تلك العجوز، ورجعت إلى البيت من الطريق الخلفي كي لا أراها، ودخلت لغرفتي مباشرة، وأغلقت النافذة وأنزلت الستائر، وجلست خلف الطاولة وأنا أرتعش خوفا.
دخلت أمي لغرفتي ونظرت إلي قائلة، ماذا بك يا حبيبتي، لماذا لم تلق عليّ التحية عندما جئت، وما بال وجهك مكفهرا هكذا، واقتربت مني وضمتني وقبلتني، قائلة إنك تتعبين نفسك كثيرا بالمذاكرة، سآخذك غدا لزيارة خالك في القرية كي ترتاحي بعض الشيء، فجو القرية جميل جدا في مثل هذه الأيام.
وذهبنا في اليوم التالي للقرية لزيارة خالي، ومر اليوم بطوله دون أن أشعر بما يجري من حولي، وكيفما تحركت أتذكر كلمات تلك العجوز، وذهبت وجلست تحت شجرة الزيتون الكبيرة، وبدأت أفكر وأفكر طويلاً، ثم قررت أن أذهب لتلك العجوز غدا، دون أن أبين لها خوفي منها، وأعرف ما قصتها، وكيف عرفت ما يجول بخاطري.
وما أن أتى اليوم التالي حتى قمت من سريري مسرعة، وفتحت النافذة ونظرت للشارع فلم أجد العجوز في مكانها المعتاد، بحثت عنها بعيني يميناً وشمالاً...........................يتبع في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى
لاأسامح من ينقلها لأي موقع أومنتدى آخر ولكم حبي وتقديري
وتصبحون على خير
الروابط المفضلة