انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 21 من 24 الأولىالأولى ... 111718192021222324 الأخيرالأخير
عرض النتائج 201 الى 210 من 238

الموضوع: ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ :: الرواية كاملة بجميع حلقاتها ::

  1. #201
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)

    exclusive ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة الأخيرة¸.•´♥الرواية الأزلية.•´♥


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ::
    ::


    http://www.youtube.com/watch?v=qAnvDAbHaq4


    ::
    ::

  2. #202
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)


    - لا يا جمال..لن ترحل يا جمال الدين..لن ترحل يا جمال العلم..لن ترحل يا جمال الخلق..لن ترحل عن دار محمود..إنني غريب دونك يا أخي...
    ثم صرخ معتز:جمال.
    واستيقظ من حلمه المفزع ،لم يرى جمال ينام على سريره ففزع أكثر، ركض إلى غرفة المعيشة فلم يجده ركض إلى غرفة الطعام فلم يجده،اضطربت نفس معتز،ثم تذكر..وركض إلى الغرفة استقبال الضيوف، فتح الباب بقوة، فوجده يصلي قيام الليل كعادته،وقد قارب أن يفرغ من صلاته، فجلس على الأريكة،يحاول التقاط أنفاسه،وعندما فرغ من صلاته التفت إلى معتز,سأله باسماً كعادته:ما بك يا معتز؟
    جلس على الأرض بالقرب من أخيه، تأمله وقال: كنت أود أن أصلي معك،فرأيتك قد فرغت.
    ابتسم جمال ابتسامة صافية وقال:فقط! ما خطبك يا أخي فأنا أفهمك جيدا.
    هز معتز رأسه نافيا وقال: صدقني..لا شيء.
    ابتسم جمال، وقف، مد يده لمعتز حتى يساعده على الوقوف،أمسك معتز بيد جمال،وقف معتز وصليا معا،كان كتف جمال قد لاصق كتف معتز،ثم جاءت ميس الصغيرة،ووقفت بينهما.

  3. #203
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    إنها أربع سنوات أخرى قد مرّت وجمال هو..هو..يرتدي نظارته الدائرية، يهزها ليعدلها بقلق،أو بتوتر،أو بتأمل،يراجع كتاب البداية والنهاية، وينام وهو يحتضن مصحفه الصغير،وفي الجامعة نال التفوق، بل كان يقود النشاطات الطلابية، لم يعد في الجامعة جمال الدين والعلم والخلق واحد، بل ألف جمال.





    وقف جمال أمام المرآة،وهو يرتدي ملابس التخرج الجامعية الساحرة،ابتسم ثم عدّل نظارته وتأمل نفسه والغرفة التي تنعكس من خلال المرآة،تذكر أول مرة دخلها، وتوالت الصور،كأنها شريط متحرك مر كلمح البصر،فما أيقظه من أحلام ذاك الشريط،إلا يد محمود الحانية تربت على كتفه، أمسك تلك اليد،وقبّلها من أعماق قلبه وكانت سبب نور قلبه، وقال باسما:سأتخرج اليوم يا أبتِ محمود.
    أمسك محمود ذراعي جمال،نظر إلى عينيه وقال:نعم يا صقر الأندلس،إن فرحتي لا توصف بنجاحك يا ولدي.
    قال جمال وهو يتأمل محمود:أهديك هذا النجاح يا أبتِ محمود، إن هذا النجاح نصرٌ أنت من صنعه.
    عانق جمال محمودا وكانت الغبطة والسرور تملآ قلبيهما، وإذا بمعتز ينادي مازحاً:الله ..الله ..لنرى مشاعرك يا أبتِ محمود عندما أتخرج في السنة القادمة بإذن الله، أم هذه المشاعر الأبوية الحنونة لجمال وحده.
    اقترب جمال من معتز وقال:أيها المنافق،ألا يعانقك أبي محمود؟ألا يحمل المشاعر الأبوية الحنونة تجاهك؟
    معتز وقد قفز على سرير جمال وجلس عليه ثم قال مازحا:لا إنها حِكرا للحبيب جمال.
    سمية مازحة:هذا لأن طالب كلية الإعلام معتز لا يرضى أن تسلط الأضواء إلا إليه.
    معتز:صدقيني يا عصمة الدين خاتون،زوجة نور الدين محمود زنكي، أنا مسكين بسبب هذه العائلة.
    جلست بالقرب من معتز ومسحت شعره وقالت مازحة:أيا ناكر الجميل.
    دخلت ميس ذات الأربع سنوات وركضت إلى أحضان أخيها الأكبر فحملها وقالت بذهول:ملابس جميلة،أريد أن نتصور معاً، أرجوك يا جمال.
    جمال وهو ينظر إليها يبتسم ويقرص أنفها برفق:حاضر يا حبيبة،ولكن لا تتحركي أثناء التقاط الصورة كعادتك أيتها المشاكسة.
    أحضر معتز كاميرا صغيرة ومتطورة، أهدته إياها سمية حينما نجح في الثانوية العامة، جهزها بتشغيل توقيت رقمي لتلتقط الصورة ، فتصور أفراد العائلة الخمس في غرفة المعيشة ،كانت سمية تجلس على أريكتها بجانب محمود،معتز يجلس على الأرض بجانب جمال، أما ميس كانت تقف كزهرة نرجسية في منتصف اللوحة الفنية.




    أثناء تناول الإفطار حول محمود،كانت ميس تجلس على كرسيها تأكل وتتأمل أخيها جمال معجبة به وبملابسه، معتز يأكل بنهم كعادته، أما محمود وسمية يتأملان جمال ولا يأكلان، فانتبه وسأل بعد أن ابتسم:ما لكما تحدقان فيَّ كأنها أول مرة نلتقي؟
    معتز مازحا: معجبان بك، أيا حسرتي على نفسي.
    تجاهل محمود معتز وقال بتوتر:راشد يريد أن يتحدث معك اليوم بعد صلاة العشاء.
    تناول جمال لقمة صغيرة وقال بضيق:يبدو أن عظمة أخرى قد وصلتني.
    محمود يلومه: جمال!لا تقل هذا!
    معتز مستفسرا:الإعلامي يريد أن يفهم ما القصة عن أي عظامٍ تتحدثون.
    جمال يتنهد:تصلني منذ سنين مبالغ مالية، وعمي راشد يحفظها لي.
    معتز:أمرك عجيب!أتعمل لتغطي نفقات دراستك،وتصلك مبالغ مالية!من أين لك هذا؟
    جمال وقد عدّل نظارته بتوتر:من أبي،البروفيسور يوسف لمتونه.
    غصّ معتز في لقمته،تناول شربة ماء، وقال بدهشة:أكنت على اتصالٍ معه تلك السنين؟
    جمال:ليس الأمر كما قلت بالضبط ،لقد كان يرسل لي فتات المال عن طريق عمي راشد،يظن أن أمي ماتت، وأنني مازلت ذاك الطفل الضعيف الذي جاءكم في اليوم الأول(تنهد) يرسل لجروه...
    محمود بحزم:كفى..(هدأ وقال)إن المبلغ كبير هذه المرة ،وراشد يريد أن يرجع لك ثروتك.
    جمال يهز رأسه: كبير هذه المرة! كم؟
    محمود: مئة ألف دولار.
    معتز بذهول وسخرية:يا لها من عظمةٍ ذهبية!أعطنيها مع ثروتك كلها سأفتح قناة تلفزيونية (نظر جمال إليه بغضب،فتدارك معتز نفسه وقال ساخرا) سأجعلك تساهم في مسلسل تاريخي.
    محمود بحزم: كفَّ عن التعليقات الساخرة، ولا تنس أنك تتحدث عنه وعن أبيه.
    معتز باستنكار: تعليقات ساخرة! إنها يا أبي صغيرة أمام المشهد الساخر الذي تحدثت عنه،أي أبٍ هذا؟قالها جمال ولم أفهم حكايتها، إن الأب ليس من يهب المال إنما من يغرس القيم.
    محمود وقد مسح على وجهه وقال بعد أن تأفف:أبوك هنا ويريد لقائك،وأخذك معه.
    نظر جمال إلى محمود،أما معتز فنظر إلى جمال وإلى محمود فقال جمال بدهشة:ماذا! لن أقابله؟
    محمود بحزم حزين:هو أبوك،وعدم مقابلته يعتبر من العقوق.
    جمال باستنكار:عقوق! لقد عقّني أولا،لقد رماني في أحضان كونزالس،ثم إلى ملجأ الأيتام،ثم هنا..
    مد معتز ذراعيه حامدا لله وقال مقاطعاً:ألا شكرا له لما فعله (غضبت العائلة فأردف)إنك قد وصلت هنا بسبب فعاله وصرت ابن محمود وأخي،ولن أسمح لهذا الرجل من أن يأخذك منا.
    ميس مستنكرة: من سيأخذ جمال؟
    جمال يبتسم وينظر إلى ميس ويمازحها: حِشرية أنت مثل أخيك معتز.
    معتز: دعها تفهم حكايتك المريرة، هو شيطان يا ميس، يريد أن يأخذ أخاكِ الأكبر،يريد سرقته منا،يريد أن يضيعه من جديد، شيطان يا ميس،هو من طعن كتاب البداية والنهاية، لأن اسمه بداخل صفحةٍ صغيرة سوداء مظلمة.
    خافت ميس وركضت إلى جمال فحملها وقال لمعتز معاتبا:أترك البنت ولا تخيفها.
    بدأت ميس تمسح وجهها بصدر جمال وتتشبث بثيابه وتقول:لا تذهب يا جمال،لا تتركنا.
    جمال برفق: لا تخافي يا ميس، لن أذهب مع هذا الرجل.
    سمية صامتة لا تتكلم فقال محمود: تكلمي يا حبيبة.
    ظلت صامتة... وتأمّلت جمال ..تأملته كأنها تودعه..تأملته كأنها النظرة الأخيرة..تأملت العائلة حول محمود..وقفت..اقتربت من جمال..الذي وقف ومشى نحوها فاحتضنته وبدأت تشم رائحته الزكية..وتتلمس وجهه.
    همست:دينك دينك لحمك دمك
    همس جمال:ديني ديني لحمي دمي.
    سمية تهمس: علمك علمك شرفك عزّك.
    جمال يهمس:علمي علمي شرفي عزّي.
    سمية تهمس:خلقك خلقك زينة عملك.
    جمال يهمس:خلقي خلقي زينة عملي.
    أقترب محمود واحتضن جمال وأمه..أما معتز فصرخ: كفى..إن ذهب معه سيضيع ..لن أسمح بأن يعود جمال ذاك الطفل الضعيف الذي أوقع علبة الدواء فما قدر أن يرفعها، لن يعود جمال بأزمات قلبية، لن يعود جمال بصراعات نفسية، لن يعود جريحا كما جاء.
    مشى جمال نحو معتز وقال باسما: لقد جاء جمال غريبا عن هذه الدار، فكنتم أهله ورعيتموه، جاءكم طريدا فحميتموه ، مريضاً فداويتموه، حزينا فواسيتموه، جريحا فضمدتم جراحه، لن أترككم يا معتز.
    آخر مرة عدل بواسطة ام البنين1977 : 17-04-2011 في 10:13 AM

  4. #204
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    كان جمال يجلس مع رفاقه,و لم يكن جمال وحده من يرتدي ملابس التخرج الجامعية، كان عُبادة كذلك،سيتخرج مع جمال من كلية القانون فقال ضياء ضاحكا:يبدو أن دربنا مازال طويلا يا معتز.
    معتز يمزح:قل هذا لنفسك إن درب كلية الطب طويل،سأبقى سنة أخرى فقط سأستمتع برؤية الطالبات...
    جمال بحزم وغضب:كفَّ يا ولد..أنت الإعلامي..صوت الحق.. فلا تشتط.
    معتز بمزاح ويمط حروفه: محمــــود...محمــــود..حزم محمود ولكن بشعر أشقر وعينين زرقاوين.
    ابتسم جمال فقد عرف معتز كيف يحتوي غضبه، وضحك الرفاق جميعاً من الموقف.



    وإذا برجل يقترب من جمال..رآه جمال فوقف وبدأ يمشي نحوه..تقدم الرجل يبتسم، وتقدم جمال ولم يبتسم، كان الرجل والد جمال البروفيسور يوسف،وصل إليه واحتضن ابنه جمال الذي يرتدي ملابس التخرج الجامعية، وقال برفق: كم أنا مشتاق لرؤيتك يا ولدي!
    اهتز كيان جمال وأراد أن يعدّل نظارته فلم يستطع ،تصلّبت يده وهاجت نفسه، ثم ردّ وقد خرجت الكلمات تحمل أنينا مريرا من أعماق صدره:يـــــــاه..آلآن جئت تقول يا ولدي!؟
    البروفيسور يوسف: كنت مضطرا يا ولدي.
    جمال:وما الذي منعك؟
    البروفيسور يوسف هامسا خائفا: سطوة ليديا.
    جمال بمرارة: بل شهوة منصبك؟
    وقبل أن يرد اقتربت امرأة أجنبية شقراء،من جمال وقالت بعد أن ابتسمت ابتسامة خبيثة:مر زمن طويل لم أرك فيه؟
    ثم أرادت زوجة أبيه ليديا أن تحتضنه فقال جمال: عذرا يا سيدتي، إننا في حرم الجامعة، هم لا يعرفون من أنت، واحتضانك سيجعل الناس تنظر إلي باستنكار، فاحترمي وجه نظري يا سيدتي.
    ابتسمت بخبث ثم قالت:ما زلت كما أنت!عشت معنا ستة أشهر فقط،ما رأينا فيها إلا تمردك.
    ابتسم بسخرية أما البروفيسور يوسف قال: أنتظرك في مكتب عميد كلية الحقوق بعد ساعة يا ولدي، عندما علم بأنك ابني الطالب المتفوق، سمح لي بأن أقابلك هناك.




    معتز ينظر بضيق، فسأل ضياء: من هذا؟
    معتز: والد جمال.
    عبادة بدهشة: والد جمال! كيف جاء؟
    معتز ضحك ساخرا وقال: على رأس دبابة.
    ضياء مستغرباً: وأين كان؟
    معتز ساخرا: في بروجٍ مشيدة.
    عبادة مستنكرا : ولم لم يأتِ قبل هذا يحتضن ابنه ويحاوره؟
    معتز ساخرا:هو أكبر من أن يأتي ليحتضنه، وكلامه عمييييييييق أكبر من أن يفهمه ابنه.

  5. #205
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    قبل أن يحين موعد اللقاء بين جمال وأبيه جمع رفاقه في غرفة من غرف الجامعة وبدا كأنه يودعهم!
    بدأ فخلع جمال نظارته التي تشبه نظارة عمر المختار الدائرية وألبسها لضياء المقدسي، وقال:خذ نظارتي يا ضياء الفكر،انظر إلى الحياة من خلالها،وأرجوك،أرجوك، احملها حينما تحرر بيت المقدس لعل بضعة مني تصل إلى هناك.
    ضياء وهو يخلع النظارة،يتأملها ويقول باستنكار:لا تقل هذا.
    ثم قال مندهشا بعد أن ركز النظر في نظارة جمال: ما هذه النظارة يا جمال!؟إنها تحتوي زجاج عادي،هذه ليست عدسات!وهذه ليست نظارة.
    ابتسم جمال وقال:أجل، هي نافذة أنظر إلى الحياة من خلالها،قد أعدّل نظرتي بتوتر حيناً و بقلق حيناً، وبتأمل حينا أخرى، ولكني لا أيأس من تعديل النظرة والتعامل معها بطريقة تسعى لتعديل الحدث.
    وأعطى عبادة كتاب البداية والنهاية وقال:هذا لك أيها القاضي الفاضل، هذا الكتاب أهدته أمي لي قبل أن تُؤسر، كأنها تقول، هذه البداية جلية واضحة بين يديك،والنهاية أنت من تصنعها بيديك،(سكت لحظة وقال)صح! وأعطتني المصحف.
    ناول المصحف الصغير الذي يحمله دائما في جيبه وأعطاه لمعتز وقال:وأعطتني المصحف حتى أستمسك به، خذه يا معتز،ولا تعتز بغير الإسلام فتهلك.
    انقض معتز على ذراعي جمال وقال بغضب:قلت أنك لن تتركنا، ثم تتصرف كأنك تودعنا؟
    جمال همس وابتسم بألم:أجل..أنا راحل يا معتزا بالإسلام.
    معتز بانفعال :لن ترحل..أنا وأنت جسد واحد يا جمال، إذا أنتزع أحدهما صار الجسد مبتورا،أنا و أنت توأم لا يفترقان، توأم ولدا في نفس المكان والزمان..بك قد عرفت قدر نفسي.
    هزه وصرخ في وجهه: يا جمال أنا أنت وأنت أنا،إن رحلت أنت ضعت أنا، لن أسمح لك بأن ترحل معه، وإلى أين سترحل!
    جمال وقد ابتسم ابتسامة مريرة:إلى ساحة الإعدام يا صاح،ألم ترى ليديا معه!؟إنها تشتاق لقتلي، ولو سألتني من أنا هذه المرة، لأجبتك أنا عمر المختار يمضي إلى ساحة الإعدام.
    ثم عانق جمال معتزا بالإسلام وهمس في أذنه بكلمات فتجمد مكانه، فانتزع نفسه من أحضان جمال، ونظر إليه، نظر جمال إلى معتز وابتسم، وهز جمال رأسه وقال:ثق بي.
    معتز:هل سنحسم الصراع؟
    جمال: صراعنا باقٍ أبد الدهر ولن يحسم
    معتز وقد نزلت دمعته وقال بقلق:لكنك ستعرض نفسك للخطر...
    جمال وقد ابتسم يودعه:وداعا يا معتز..أوصيك بميس وبأمك سمية، بأبي محمود،نور الدين محمود.
    احتضن جمال وبكى..ثم تركه برفق..تراجع جمال وهو ينظر إلى رفاقه نظرة وداع..ثم استدار ورحل.




    عبادة مستنكرا: لماذا تركته يرحل؟
    مشى إلى النافذة ونظر من خلالها وقال بتحد وألم:آن للشخصيات التي رسمت صفحات المجد في كتاب البداية والنهاية أن تقف...وتتحدث عن نفسها،(التفت إليهم ثم بسط ذراعيه)هيا يا رفاق، لدينا عمل قبل أن يسدل الستار عن فصول مسرحيتنا الأزلية،وقبل تبدأ مع أبطال جدد.
    آخر مرة عدل بواسطة ام البنين1977 : 17-04-2011 في 10:51 AM

  6. #206
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    دخل جمال غرفة عميد الكلية،فاحتضنه البروفيسور من جديد،وكانت ليديا هناك،فقال البروفيسور فخورا:لقد مدحك عميد الكلية، مدح علمك وخلقك.
    ليديا:طبعاً! ذاك الشبل من هذا الأسد
    جمال مط شفتيه وهز رأسه وسأل: أسد!أي أسد؟منذ متى كان الشبل يعرف هذا الأسد،وأين الأسد من تاريخ الشبل،لقد كان أسدا عندما كان حفيد عبد الرحمن الداخل ويوسف بن تاشفين...
    ابتسم البروفيسور ابتسامة مقتضبة وقال: لا بد أنك عاتب يا ولدي.
    جمال بمرارة: ولدك..ومتى كنت ولدك؟ ومتى اعترفت بأني موجود.
    البروفيسور يوسف: منذ الآن..ومنذ القدم..
    جمال بألم: لا ...بل منذ الآن فقط..منذ أن رأيتني قويا وأقدر على محاكمتك..
    البروفيسور يوسف باستنكار:محاكمتي! أنا أبوك.
    جمال واعتصره الحزن:أبي!لقد حكمت علي بأن أكون يتيما..لقد حكمت علي بالضياع ..فمرة ترميني بأحضان كونزالس..ومرة في ملجأ الأيتام أنا لست ابنك..أنا ابن محمود...محمود ...يا بروفيسور.
    البروفيسور يوسف: من محمود هذا؟وماذا يكون؟أنه شخصية بسيطة ساذجة.
    جمال غاضبا: بل أمّة أصيلة، أمّة نبيلة،أمّة عظيمة، هو من جعلني أعيش من جديد، بعد أن دمرتني أخطاؤك.
    البروفيسور يوسف:أخطاء أمك التي دمرتك ولست أنا، هي من أخطأت في حقك، فما قدرت أن أحتمل.
    جمال باستنكار: وما كانت غلطتها ؟
    ليديا بهدوء خبيث: هل تسمح يا بروفيسور أن تتركني مع ابنك حتى أحاوره؟ فأخطاء أمه تخصني.
    بروفيسور: لكن حبيبتي أريد أن...
    عاند فاقتربت من البروفيسور وجعلت وجهها الخبيث يستقبل وجهه وقالت بخبث:دعني معه وإلا ستخسر مركزك العلمي يا بروفيسور،أنا من دعمتك لتصل إلى هذا المركز، وأنا قادرة على الإطاحة بك، ثم،أنا مشتاقة للحديث مع جمال منذ زمن طويل.


    خرج البروفيسور مستكينا أما ليديا فبقيت مع جمال الذي هز رأسه ساخرا وقال: مطيع!
    ليديا هزت رأسها:أجل..وأنت كذلك..عليك أن تكون مطيعا مثله.
    ثم قالت بخبث وهي تدور حول جمال:لنرجع إلى غلطة أمك، كانت غلطتها أنها فكرت بشيء اسمه "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
    جمال ساخرا: فكرت!
    ليديا بخبث: نعم فالتفكير في هذا الأمر خطيئة لا تُغسل ولا تُغتفر.
    هز جمال رأسه وقال:ثم هربت لتربي القائد الذي سيعرف كيف يوجه هذه القوة ويسوس رباط الخيل.
    ثم أردف بألم: ولكنك ما تركت فرصة لتربية القائد، فأرسلتِ من يقتل مشروع القائد ومن يريد تربية القائد.
    ليديا: أجل..وأنا التي أمرت أبيك بأن يتخلى عنك،فرحّب من أجل المنصب، وأنا سجنت أمك حتى لا تفكر في تربية هذا القائد،وقتلت لويس من حاول أن يساعد هذا القائد ..
    جمال بتحدي: ولكن هذا القائد قد تربى من جديد في دار محمود رغما عن أنفك.
    ليديا ضحكت ساخرة: هل تقصد أنك أنت القائد؟من أنت أيتها الحشرة؟
    جمال يتقدم وهي تتراجع،يقول واثقا:أنا لست حشرة، أنا عدل نور الدين زنكي...وعزم الحاجب المنصور...أنا أحمل تواضع يوسف بن تاشفين وانفتاح هارون الرشيد، أنا أحمل حيلة جدي عبد الرحمن الداخل الواسعة...ورِقَّة صلاح الدين الأيوبي الساحرة..أنا أحمل تصميم وعناد محمد الفاتح ، وحب قطز للشهادة، أنا إخلاص عبد الرحمن الغافقي، وحِلم معاوية،أنا دهاء بيبرس،أنا حزم عماد الدين زنكي،وأبوه آق سنقر،أنا ألب أرسلان في معركة ملاذ كرد، أنا يوسف بن تاشفين في الزلاقة، أنا قطز في معركة عين جالوت، أنا عبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط الشهداء، أنا محمد الفاتح في فتح القسطنطينية..أنا....
    ليديا تقاطعه بخبث وضيق: أنت الماضي.
    جمال بقوة: أنا الماضي والحاضر و المستقبل.
    ليديا وقد سخرت: أف..أنت كل هذا؟
    جمال بثقة:أجل، وأنا من سيحرر المسجد الأقصى..ويكمل الطريق إلى الأندلس، ليفتحها من جديد.
    ليديا بخبث: ستموت قبل أن تحررهما.
    وبسرعة غلّقت الباب وأخرجت سكينا من حقيبتها وسألت: هل تعلم ما هذه؟
    جمال مستنكرا: هذه سكين أبي!
    ليديا بخبث: أسنّها...أشحذها...أجهزها كل ليله حتى أقتلك فيها .
    جمال وقد ابتسم وقال بثقة:أقتلي، سكينك لا تخيفني، أفعليها، لأن قتلي سيحيي الأُمة..وقبل أن يموت جمال..سيولد في الأُمة ألف جمال.
    ليديا :حينها سأقتلهم كلهم, والآن دعني أستمتع بقتلك.
    وغمست السكين في صدر جمال ،وضع يده على صدره وكاد أن يسقط ،قال: لا..لن تقــ...د...ري
    .
    آخر مرة عدل بواسطة ام البنين1977 : 17-04-2011 في 10:31 AM

  7. #207
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    وفجأة..خلع عبادة الباب،وأمسك ضياء بيدها،وتناول معتز السكين، التي لم تصب جمال بل أصابت كاميرا معتز كان يحملها جمال في صدره تنقل الحقيقة والحدث لطلبة الجامعة كلهم حتى يشاهدون الرواية الأزلية، التي لا تتغير أحداثها ولو تغير أبطالها.



    وقف جمال فدهشت ليديا وأرادت أن تمسك السكين مرة أخرى وصرخت:سأقتلك يا جمال سأقتلكم جميعا.
    أمسك معتز بيدها وقال : لن تقدري، فما عاد للغرب قوة وما عاد للسلطان سكينا،فلقد عاد جمال الدين والعلم والخلق ومعتزا بالإسلام توأم لا يفترقان، وقد ولدا في نفس المكان والزمان، ضياء الفكر ينورهما، والقاضي الفاضل ينتظر صلاح الدين، وكلنا صرنا صلاح الدين، سنفتح بيت المقدس، ونكمل الطريق إلى الأندلس، لنفتحها من جديد.



    حمل الطلبة جمال الدين والخلق والعلم، وحملوا معتزا بالإسلام، ونادوا جميعا: مهما طال الزمان، وتغير المكان، سيبقى جمال الدين والعلم والخلق،ومعتزا بالإسلام، توأم لا يفترقان،بهما سنحرر بيت المقدس، ونكمل الطريق إلى الأندلس، ما عادت تخيفنا قوة الغرب، ولا حتى سكين السلطان.




    أم أن لكم رأياً آخر يا أبناء الأمة! أو تنادون بقولٍ آخر!لئن فعلتم! سيكون هذا هو الخسران!



    تمت
    ::
    ::
    التوقيع
    ::
    ::

    أم البنين 1977
    غادة إبراهيم

  8. #208
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    شكر الله المبدعة
    همة تناطح السحاب فإبداعها من صنع الفواصل
    آخر مرة عدل بواسطة ام البنين1977 : 17-04-2011 في 10:04 AM

  9. #209
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الموقع
    في قلوب احبتي
    الردود
    3,491
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • ضياء الفيض
      • متألقة صيف 1432هـ
      • زهرة لاتنسى
    حقا هي لاتخيفنا هم اضعف منا بكثير وهم من يخاف من كل شئ
    غاليتي ام البنين ابدعتي بحق
    هنئا للامه قلم كقلمك وفكر كفكرك
    يحزنني ان تنتهي قصتك هنا ولكن مايسعدني ويعطيني امل ان غدا سرى النصر لامتنا كما رايناه بقصتك غاليتي
    تقبلي مروري
    أختك ضوء
    عالمي الخاص هنا





  10. #210
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الموقع
    مهد الحضارة و عراقة التاريخ
    الردود
    22,684
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    36
    التكريم
    • (القاب)
      • بحر العطاء في ركن الكروشية
      • لمسات فنية
      • متألقة صيف 1432هـ
      • ريحانة العطاء
      • مدربة اشغال يدوية
      • الوصيفة الثانية
      • متميزة ركن التصوير
      • متميزة ركن السياحة لعام 2013
    (أوسمة)
    أختي الغالية أم البنين لقد عجزت كلماتي عن وصف شعوري و أنا أقرأ النهاية ..
    نعم لا تخيفنا قوة الغرب و لكن ينقصنا الإتحاد حتى نكون أمة واحدة صامدة لا تستطيع أي قوة أن تجابهنا ..
    متى سيستيقظ العرب و يكون لدينا صقر قريش و صلاح الدين و خالد بن الوليد و محمد الفاتح ..
    فنحن في حالة لن يكفينا وجود أحد الأبطال بل جميعهم يداً بيد ..

    لكِ مني أكبر تحية و تقديري بحجم الكون و عظمة التاريخ الإسلامي ..
    أتمنى أن تكون لقصصك دار نشر لكي يستفيد منها جميع الأمة العربية و الإسلامية ..

    أختكِ نجمة اليمن ..

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 92
    اخر موضوع: 11-09-2012, 06:44 PM
  2. ¸.•´♥ رواية غريب الدار ¸.•´♥
    بواسطة ام البنين1977 في مواضيع فيض القلم المتميزة
    الردود: 39
    اخر موضوع: 16-05-2011, 09:02 AM
  3. صيفنا إبداع: ♥♥♥ حصاد صيفنا إبداع 1431 مع تجميع لمواضيعى خلال الحمله ♥♥♥
    بواسطة ♥أخت فى الله♥ في الأطباق الرئيسية المتميزة
    الردود: 3
    اخر موضوع: 07-10-2010, 10:13 PM
  4. ♥♥♥♥فطيرة الدراق الفرنسية♥♥♥♥حلوان عودتي للمنتدى بعون الله تعالى بعد طول غياب ♥♥♥♥
    بواسطة عاشقة الحلويات في الحلويات والكب كيك والكيك وحلويات العيد
    الردود: 62
    اخر موضوع: 05-07-2010, 10:50 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ