ماجد تلميذ يحب اللعب كأترابه ويهوى حركة الصغار ، طالب في الصف الثالث من المرحلة المتوسطة .
رأيته كغيره من الطلاب لم ألحظ عليه ما يلفت النظر ..
وتمر الأيام وهاهو ينتقل كغيره من الطلبة إلى الصف الثاني المتوسط ،ولكن ماجدا
أحس بالرجولة وإن كان صغيرا فسبحان الله هاهو يكبر في كلامه وإن كانت سنه صغيرة
هاهو يخاطب معلميه كالرجل ..بدأ يشعر بأهمية الوقت وبدأ يفكر فيما ينفعه ..
ومرة سنة كاملة ورأيته نعم لقد رأيته لكنه الآن أصبح حديث المدرسة في التزامه
وورعه وحرصه على الصلاة وعلى الخير ورأيته حريصا على الصيام نعم لقد التحق ماجد بصحبة صالحة لقد التزم ماجد بحفظ كتاب الله ..
نعم لقد رأيت النور في وجهه مع أنه كان يميل للسمرة إلا أنه يتوقد نورا فسبحان الله ،
وفي يوم من الأيام سافر ماجد مع أهله لمكة المكرمة لأداء العمرة هاهو بعد أن أدى مناسك العمرة يجوب المحلات التجارية ويقلب طرفه ..
لقد توقف لحظة بل لحظات أمام فرو وثير لقد أعجبه وأحب شراءه ليس لنفسه ..
بل لمعلمه لقد تذكر في تلك اللحظة أحد معلميه الفضلاء ..
لم يغادر ماجد مكة المكرمة إلا ومعه ذلك الجلد وهو ينتظر وصوله لمدينته بفارغ الصبر
ليقدمه لمعلمه ..
وفي صباح ذلك اليوم اتجه ماجد كعادته إلى المدرسة ومعه هديته وذهب إلى معلمه
ماجد : السلام عليكم ..
المعلم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلا ماجد
ماجد _ وقد قدم هديته إلى المعلم _ تفضل يا أستاذ ..
المعلم : ما هذا يا ماجد ؟
ماجد : فرو يا معلمي هدية مني إليك ..
وهنا يقف المعلم حائرا ..
هل يقبل الهدية من طالب لديه فيكون فيها ما يكون من الشبهة ؟!!
أم يرفض الهدية ويكسر قلب ماجد ؟!!
ولكنه ما لبث أن قال :
يا ماجد أنا معلمك ولا أستطيع أخذ الهدية ففيها ريبة ..
ثم أردف قائلا : ولكن بإمكانك أن تهديني ما شئت عندما تنجح من المدرسة .
وقف ماجد مدهوشا فهو لم يتوقع هذا الرفض من معلمه، لكنه ابتسم
وقال : حسنا يا أستاذي سأحتفظ بها حتى انجح من المدرسة ثم مضى .
ومرت الأيام بل الأشهر بل سنة كاملة ولم نر فيها ماجدا ..
لقد نجح وغادر المدرسة إلى المرحلة الثانوية ..وانقطعت أخباره
قال المعلم : وفي مرة من المرات سمعت صوت هاتف المنزل ..
رفعت سماعته ..
فإذ بي أسمع صوتا صغير ا يقول لي :
السلام عليكم يا معلمي ..
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
_ هل عرفتني يا أستاذ ؟
_ لا لم أعرفك من أنت يا بني ؟
_ أنا ماجد الذي كنت عندكم العام الماضي ..
يقول المعلم : فتذكرته ورحبت به ثم قال لي :
يا أستاذي لدي أمانة أريد أن أوصلها إليك .فأين أجدك ؟
عندها تعجب المعلم .. أمانة !!! ماهي يا ترى ؟
لقد تعجب المعلم من أمرين اثنين الأول : هذه الأمانة التي لم يسمع بها
الثاني : من أين له برقم هاتف منزلي ؟!!
قال ماجد : ستراها إن شاء الله .
قال المعلم : حسنا ستجدني في المدرسة ..
وفي اليوم التالي حضر ماجد إلى المدرسة التي عاش بين حيطانها ثلاث سنوات
وقابل معلمه وسلم عليه وأعطاه الأمانة
نظر أليها المعلم فإذا بها الفرو الذي رآه العام الماضي !
تأثر المعلم من هذا الموقف ولم يقطع تفكيره سوى قول ماجد :
هذه يا معلمي الهدية التي أحضرتها لك العام الماضي ورددتها أما الآن فلا عذر لك
فأنا انتقلت من مدرستكم ..
أخذ المعلم هديته ، وشكر تلميذه ..
أما صاحبنا ماجد فقد انصرف إلى بيته وهو راض عما فعل ..
وجاء اليوم الموعود ..
هاهو يقف عند باب بيته ينتظر الصحبة الصالحة ليرافقهم إلى حلقة تحفيظ القرآن
نعم هاهم اقتربوا منه ركب ماجد معهم وانطلقوا جميعا إلى المسجد ..
في هذه اللحظات نزل الأمر العظيم من الملك عز وجل
نعم نزل أمر الله تبارك وتعالى
إلى ملك الموت أن يقبض أرواح عديد من البشر منهم الكافر ومنهم المسلم
منهم المجاهد ومنهم الغريق ومنهم المريض ..
وكان منهم ماجد ..
نعم في تلك اللحظات نزل ملك الموت بأمر من الملك عز وجل إلى سيارتهم واختطف
أرواح ثلاثة منهم كان أحدهم ماجد ..
نعم لقد مات رحمه الله وصلي عليه ودفن في المقابر
لقد مات ماجد لكن الخير لم يمت
لقد مات ماجد لكن تأثيره بقي في قلوب معلميه وزملائه ..
عليك رحمة الله يا ماجد
لقد عرفتك تلميذا صالحا هكذا أحسبك والله حسيبك
فنحن يا ماجد شهود الله في أرضه,,
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته
==
نقل من منتدى
حواء
------------------
إذا أردتم العلم فانثروا القران فإنه علم الأولين والآخرين .
<FONT COLOR="#800080" SIZE="2" FACE="Simplified Arabic,Verdana">تم تحرير الموضوع بواسطة بنت الجزيرة بتاريخ 30-04-2001 الساعة 11:46 PM</font>
الروابط المفضلة