***سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ***
حين يشدنا الحنين إلى ا لحبيبه الغاليه على قلوبنا ( فلسطين )
أول ما يخطر في بالنا هو المسجد الأقصى المبارك ...
الذي تحتضنه فلسطين الأبيه في ربوعها الغالي .
و السبب بكل بساطه ليس لأننا فلسطينيون بل هذا الشعور
يخالج جميع المسلمين في جميع أنحاء المعموره ، حب فلسطين
يسري في دماء جميع المسلمين بما أرتبط بقداسه المسجد
الأقصى المبارك و محبتهم إليه منذ كان القبله الأولى للمسلمين
فهوا أولى القبلتين حيث صلى المسلمون إليه في بدايه الأمر
نحو سته عشره شهرا قبل أن يتحولوا إلى الكعبه المشرفه ،
وقد سمى أيضا( مسجد القبلتين )نسبة لذلك ....
فقد أسرى برسولنا الحبيب صلى الله عليه و سلم :
ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس
في السابع و العشرون من رجب قبل الهجره بعام ...
و من بيت المقدس في فلسطين الحبيبه صعد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الى السماء ،
وقد ربط الرسول صلى الله عليه وسلم : مكانه المسجد الأقصى
بالمسجد الحرام و مسجد المدينه المنوره فقال :
لاتشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد : المسجد الحرام ،
و مسجدي هذا ، و المسجد الأقصى ...
و لقد حرص المسلمون منذ الفتح العمري على يد الخليفه
الفاروق ( عمر بن الخطاب ) رضى الله عنه ، على شد الرحال
إلى المسجد الأقصى المبارك و الصلاة فيه و نشر الدعوه
الأسلاميه حتى أن الخليفه ( الفاروق عمر ) وضي الله عنه
قام بتكليف بعض الصحابه الذين قدموا معه عند الفتح بالأقامه
في بيت المقدس و العمل بالتعليم في المسجد الأقصى المبارك
إلى جانب و ظائفهم الأداريه التي أقامهم عليها .
فكان من هؤلاء الصحابه ( عبادة بن الصامت ) أول قاضي في
فلسطين ، و ( شداد بن أوس ) و بقى هذان الصحابيان رضى
الله عنهما في بيت المقدس حتى توفيا و دفنا فيها بمقبره
باب الرحمه الواقع خارج السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك .
وواصل علماء الأسلام من كل حدب و صوب شد الرحال إلى
المسجد الأقصى لتعليم فيه فكان منهم .
(مقاتل بن سلمان المفسر)
( و الأمام الأوزاعي بن عبد الرحمن بن عمرو فقيه أهل الشام )
( و الأمام سفيان الثوري إمام أهل العراق ،)
(و الأمام الليث بن سعد عالم مصر )
(و الأمام محمد بن ادريس الشافعي أحد الأئمه الأربعه )
وقد شهد المسجد الأقصى المبارك في القرن الخامس الهجري
حركه علميه قويه جعلت منه معهدا علميا عاليا لعلوم الفقه
و الحديث ، وذلك لكثره ما وفد إليه من علماء المسلمين و أئمتهم
للتدريس فيه .
وهكذا غدا المسجد الأقصى جامعه إسلاميه عظيمه وقد كان يتوافد
إلى فلسطين الحبيبه جميع المسلمين من شتى بقاع الدنيا
للعيش و المرابطه في القدس الشريف و خير دليل على ذلك
المسلمون الذين قدموا من شمال إفريقيا عاملين بما جاء
عن رسولنا الحبيب صلي الله عليه و سلم الذي قال :
**لاتزال طائفه من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين
، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله عز و جل و هم
كذلك . قالوا يا رسول الله ، و أين هم ؟ قال ببيت المقدس و أكناف
بيت المقدس .**
لهذا بقيت فلسطين الحبيبه غاليه على قلوب جميع المسلمين
و لها مكانه خاصه لديهم لأنها أرض الرباط ، و ما زاد هذا الحنين
هو أن المسجد الأقصى أصبح أسيرا و لا يستطيع الكثر
من المسلمين الوصول إليه و زيارته مثل السابق و السبب
هو الأحتلال الغاشم من قبل الصهاينه أعداء الدين !!!!
هذا ما يجعل في القلب غصه و في الحلق مراره و أيضا هناك
سبب اخر هو ان الصهاينه الحاقدين يخططون إلى إزاله هذا
المسجد الغالي على قلوب جميع المسلمين .
فكلما زارني الحنين ... نسجت خيوط من مشاعري ..مكونه
سلسلة من الأهازيج و الترانيم ... أبعثها مع طيور المحبه
إلى نبض فلسطين الحبيبه ...هذا الحنين الذي يجعلني
أسيرته و سجينته ....يفجر عمق وجداني ...
أدعو الله أن يحررك يا غاليه فلسطين و نعود إليك و نصلي في
المسجد الأقصى المبارك الغالي على قلوبنا ....
نعود قريبا بأذن الله تعالى .
اللهم إجعل كيد الصهاينه إخوان القرده و الخنازير في نحورهم اللهم امين .
دمتم بحفظ الله .
الروابط المفضلة