..

..

عن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى.((رواه البخاري ومسلم )

أناالمسجد الحرام تشد الرحال إليّ وأول مسجد وضع في الأرض قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم

أنا المسجدالأقصى ثاني مسجد وضع بعد المسجد الحرام ولي فضائل عظيمة وقدسية شريفة ولكنني أشعر بالحزن

: نعم يا أخي أنت ثاني مسجد وضع بعدي وهذا يتضح من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: عن أبي ذر الغفاري ، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال:" المسجد الحرام"

، قال: قلت ثم أي؟ قال:" المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال:"أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله، فان الفضل فيه." (رواه البخاري.)

وقد كنت قبلة الأنبياء والمسلمين وقبلة النبي صلى الله عليه وسلم لمدة 14 عشر عاما وفيك أمّ النبي محمداً صلى الله عليه وسلم الأنبياء ومنك أعرج به إلى السماء وقد كان الله تعالى قادرا على أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وسلم مني إلى السماء لكنه عرج به منك ليري المسلمين عظمة فضلك وقداستك فلمَ الحزن يا أقصانا وأخانا وقرة أعيننا وشوقنا لك يزيد يوما بعد يوم وكم من المسلمين يدعون ويتمنون أن تلامس جباههم أرضك الطاهرةعبادة لله فلمَ الحزن ؟؟

: وكيف لا أكون حزينا والمسلمون يُمنعون من دخولي وشد الرحال إليّ أنا أشتاق لهم كما يشتاقون لي .. وكيف لا أحزن وأنا كل يوم يدنس أرضي يهود مغتصبين يقتلون أبنائي ويحفرون الأرض من تحتي ليكملوا مخططهم في هدمي وإقامة حائطهم المزعوم .. وكيف لا أحزن وأنا في الأسر والأمة في سبات عني

: آآآه يا أخي لقد أوجعت كلماتك قلبي وأدمعت عيني لكني على يقين أن ذلك لا يكفي .. فأبشر يا أخي بالنصر فما عهدت منك إلا القوة والصبر فكم من محنة قد تعرضت لها وخرجت عزيزا شامخا قد تكون الأمة نائمة لكنها أمة لا تموت .. إن أشلاء شهداءك وأرواحهم المرتفعة إلى السماء دليل بداية ليقظة الأمة فلا تحزن يا أخي ..

أبناؤك في كل مكان تحترق قلوبهم شوقا إليك وتلتهب أكبادهم حزنا عليك وسيأتي اليوم الذي نحررك فتخرج من محنتك كما خرجت سابقا فحولك رجال امتدحهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله (( ‏لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي ‏ ‏أمر الله ‏ ‏وهم كذلك ‏)) ..

أبشر يا أخي بالنصر والعزة فمن قلب المحن تأتي المنح رسول الله صلى الله عليه وسلم محاصر في المدينة قد تجمعت الأحزاب حوله متآمرة عليه المشركين من الخارج واليهود من الداخل قلوب المسلمين بلغت الحناجر والرسول صلى الله عليه وسلم يبشر صحابته بكنوز قيصر وكسرى .. وذلك دليل على ثقته بنصر الله وأنه سيخرجه من محنته وسيبلغ دعوته ..

: صدقت يا أخي فلقد فتحني الخليفة عمر بن الخطاب ورفع مؤذن رسول الله الآذان وصدح بالحق في أرجائي فعشت قرونا شامخا بقوة الإسلام ثم اعتدى الصليبيون على قداستي فسخر الله صلاح الدين القائد البطل الشجاع فحررني وأعاد للمسلمين كرامتهم وأنا اليوم أنتظر من أبنائي أن يكونوا كعمر وصلاح يحملون الكتاب والسنة ينتصروا على أنفسهم وينبذوا خلافاتهم ليكون النصر حليفهم ويعود أقصاهم من الأسر ..

: كلنا سندعوا إلى الاعتصام بأمر الله وعدم التفرق فديننا واحد ونبينا واحد أستودعك الله يا أخي وكن على يقين أننا سنناضل من أجلك وستكون قضيتك قضيتنا.