كانت في غرفتـها تقلب صفحات كتابهــالتذاكر درسا صعب عليها..
في ظلمة الليل الحالك. وهمسات رياح الشتاء تداعب أغصان الشجر ليعزف
سمفونية عذبه بأنغام الوتر الطبيعي. حتى النجوم ترسل إشعاعات وهي تظهر
مرة وتخبو تارة حين تغطيها أطياف السحب البيضاء.
وفي أجواء هذا الصقيع المتجمد تقترب بالقرب من المدفأة لتحفظ كلمات كتابها التائهه
وسط الكتـاب.وفجأة طرق بابهـا بشدة وبصوت يشع منه الحيويه والقوة.!!!
فخافت وانتفضــت وارتعدت فرائصها واقشعر بدنها وهي تجيب .. من .. من الطارق؟؟؟
قال:: إفتحــــــــــــــــــــــــــي الباب ولاشأن لك !! فلايوجد بيننا فارق!
فلما فتحت الباب بعد تردد شديد اتسعت عيناهــا وفغرت فاهــا تشابكت كلماتها وقال::
هذا أنت !! ... كيف جئت ؟؟؟ ومن أين أتيت ؟؟ ومتى سافرت ؟؟؟؟
قال وقــد أغرورقــت عيناه بالدموع مازلت موجوداً ولم أسافــر ولم أذهب ولكنك هجرتني
وعني لم تسألي فياويحــك !!!!!
قالت :: ياأيها العزيز ومن الفؤاد قريب ألا تعلم أن الإمتحان قريب ألا تعلم أني في خطب
للقلب مذيب وأصبحت الكلمات والحروف في عقلي في عراك مريب !
فقدر حالتي أيها الحبيب ...
قال: إن أمرك لعجيب . ألا تعلمين أني الحروف والكلمات فما أدراك ما (آلــم) و(كهيعص)
وماأدراك(خذ العفو وأعرض عن الجاهلين) وماأدراك ماهذه الكلمات التي هي رؤى واستدراكات
والتي هي إعجاز يصعب على ذي اللب الخارق من الجهابذة والعباقرة أن يأتو بشطر هذه الكلمات
ألا تعلمين أني باق وأني سحر وآفاق وأني كشجرة ذات أوراق فاقرئي كلماتي قبل أن تلتف الساق
بالساق !!
كفكف دموعه وأوقد شموعه وغادر المكان !!!!!!!!!!!!!
فهو ليس بجسد ولاكيان بل هو كلام الواحد المنان
نظرت إليه من بعيد وفي قلبها لهيب شديد ولوعة وشوق لهذا الحبيب
نظرت إلى السماء وقالت :::: اللهــم استبدل كتابي هذا بالقرآن الكريم !!!!!!!!!!
فأين نحن من قرآننا العظيــم .. جرائد ومجلات وخطب عظيمّ!
لنصحو قبل فوات الآوان ..
أختكم شمس
الروابط المفضلة