::لنأخذ العهد::
نعم لنأخذ العهد على أنفسنا بأن ندافع عن إخواننا و لا نخاف في الله لومة لائم
::
قال حنبل بن إسحاق: سمعتُ ابن معين يقول: رأيتُ عند مروان ابن معاوية لوحاً فيه أسماء شيوخ ، فلانٌ رافضي ، وفلانٌ كذا ، و وكيعٌ -وكيع بن الجراح- رافضي، فقلت لمروان-أي يحيى بن معين يقول- فقلت لمروان : وكيعٌ خيرٌ منك ، يقول قال مروان: منّي –يعني كأنهُ مُغضباً- منّي
قال قلت: نعم ، فسكت ، وقال يحيى –أي ابن معين- : ولو قال لي شيئاً لوثب أصحاب الحديث عليه ، قال: فبلغ ذلك وكيعاً
–أي علم بما حصل- فبلغ ذلك وكيعاً فقال: يحيى صاحبنا، وكان بعد ذلك يعرف لي ويرحب.
يقول الشيخ الدويش معلقاً:
هكذا تجتمع القلوب وتتصافى النفوس عندما يكون كل مسلم قد أخذ العهد على نفسه أن يدفع عن عرض إخوانه ، نريد جمع الكلمة ونريد جمع القلوب مع بعضها ونريد أن تتصافى هذه النفوس إذاً فأنصب نفسك وكيلاً عن أخيك فإنه بهذه الوسيلة يحصل مثل هذا الأمر.
وقال: والله يا أحبة و أنا أقرأ في كُتب السير والتراجم و أنظر إلى مثل هذه المواقف، لا يملك دمعُ العين إلا أن يسيلَ على الخدّ، هؤلاء هم سلفنا و هذه هي أخلاقهم ، و والله لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُحَ أولها ، فلننتبه لأنفسنا و لنراقب قلوبنا و لنعرف طعم الحياة ِ وحلاوةِ الإيمان بسلامة الصدر و طهارة القلب.
قال ابن القيم:
مشهد العفو والصفح و الحلم فإنه متى شهد ذلك و فضله وحلاوته و عزته لم يعدل عنه إلا لأذىً في بصيرته فإنه ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعُلم بالتجربة و الوجود و ما انتقم احد لنفسه إلا ذلّ ، هذا و في الصفح و العفو والحلم من الحلاوة و الطمأنينة و السكينة و شرف النفس و عزتها و رفعتها عن تشفيها بالانتقام ما ليس شيءٌ منه بالمقابلة و الانتقام –انتهى كلامه رحمه الله-
وقال:
مشهد السلامة وبرد القلب و هذا مشهد شريف جداً لمن عرفه و ذاق حلاوته وهو أن لا يشتغل قلبه وسرّه بما ناله من الأذى و طلب الوصول إلى أخذ ثأره و شفاء نفسه بل يصفي قلبه من ذلك و يرى أن سلامته و برده و خلوه منه أنفع له و ألذ و أطيب و أعون على مصالحه فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاتهُ ما هو أهمّ عنده و خيرٌ له منه فيكون بذلك مغبوناً والرشيد لا يرضى بذلك و يُرى أن من تصرفات السفيه .
فأين سلامة الصدر من امتلاءه بالغلِّ و الوسواس و اعمار الفكر في إدراك الانتقام – انتهى كلامه رحمه الله-
وذكر الذهبي في السير في الجزء الاول
قال زيد بن اسلم دُخِلَ على ابي دجانة رضي الله تعالى عنه وهو مريض وقد كان وجهه يتهلل فقيل له : ما لوجهك يتهلل.؟
فقال: ما لي عمل شيءٍ أوثق عندي من اثنتين كنت لا أتكلم فيما لا يعينني و الأخرى فكان قلبي سليماً.
ويذكر أيضاً ابن السري في كتاب الزهد عن سفيان بن دينار قال :قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي بن أبي طالب –رضي الله تعالى عنه- أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيراً و يؤجرون كثيراً ، قلت : ولما ذاك؟ قال: لسلامة صدورهم .
سبحان الله..سبحان الله..لا نملك سوى التعجب !!!!
بقي المزيــــد
الرجاءعدم الرد حتى الإنتهــاء
الروابط المفضلة