سلام من الله عليكم
عند حدوث غارة مدوية أو إستهداف فى منطقتنا
أول من أتفقده هو أحمد ذو الثلاث أعوام
لكننى ما ألبث أن أجده يحتضننى بقوة ويقول
ماما أنا بخاف ماما أنا بخاف إنتى بتخافى؟؟
أضمه إلى صدرى وأسمع نبضات قلبه الصغيرة التى تخفق بسرعة أشد من سرعة نزول الصاروخ
وأقول لقد ذهب الصوت با بطل
وفى قلبي أتمنى أن أصرخ بصوت يملأ الأرجاء
وأخبره بأننى من بحاجة لأن يضمني
نعم أنا أخاف يا بنى نعم
بل أرتعب خوفا ......
فالصوت يهزأ قلبي ووجداني
نعم أن أخاف يا بنى أن يكون الصاروخ متوجه نحونا وأنا لست مرتدية حجابي
نعم أنا أخاف يا بني عليك وعلى إخوتك لأننا قد نكون في لحظة نزول الصاروخ متباعدين عن بعضنا
نعم أنا أخاف أن أموت دون أن أخبركم بحبي لكم ومدى سعادتي بكم وفخرى وإعتزازي وثقتى بأنكم ستكونوا الأفضل والأروع
نعم أنا أرتعب خوفا على والدك ألا يكون معنا
نعم أنا أخاف بعد أن شاهدت بيت أهلى الذى أمضيت فيه أكثر من عشرون عاما يدمر ويحرق وتنتهى الذكريات عند هذه اللحظة
التى أحرقت قلبي معها
نعم أنا أخاف يا أحمد لكننى يجب أن أكون صامدة لأجلك وإخوانك
لأجل أن أبث فيك الأمل يا روحي
لأجل أن أعلمك أننا على الحق وأننا في أرض الرباط وأننا نأخذ أجر الرباط والثبات والدفاع عن أرضنا ومقدساتنا
لأجل أن أنشأك أنت وإخوانك مجاهدين مرابطين ثابتين على دين الله ترفعون راية الإسلام عالية خفاقة
اللهم أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وإنصرنا على القوم الكافرين
إنما هى صرخة من قلبي الحزين أردت أن أبثها هنا
أراكم على خير إخواتى فإن كتب الله لنا الشهادة وهذا ما نرجوه فسامحونى وحللوني
وإن كتب لنا اللقاء فعلى يوم نصرا وإنتصار مع مقاومتنا الباسلة
حفظهم الله وأيدهم بجنوده من عنده وثبت أقدامهم ونصرهم على القوم الكافرين وأعوانهم المتخاذلين
الروابط المفضلة