كيف حال احبائي الصغار ؟ اسئل الله ان تكونوا بالف خير
تعالوا معي نستكمل سيرة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم )
فبعد ان تعرفنا على ولادة نبينا محمد هنا
وقضاء فترة الرضاعة في بادية بني سعد مع امه بالرضاعة حليمة السعدية وعائلتها وبعد اكتمال سنتي الرضاعة رجعت به حليمة السعدية الى مكه
وحاولت ان تقنع امه السيدة آمن بنت وهب ان يبقى محمد صلى الله عليه وسلم معاهم
فدخلت حليمة السعدية مع نبينا محمد الطفل الصغير الى بيت السيدة آمنه بنت وهب
واستقبلت السيدة آمنه حبيبها وأبنها الوحيد محمد صلى الله عليه وسلم بكل لهفة وحب وحنان وقلبها تملئه العاطفة وتحتضنه بين ذراعيها ,فقد كانت مشتاقة لابنها الوحيد وكانت تتمنى ان تنقضي فترة الرضاعة ليرجع وليدها لحضنها وبعد ان هدأت عاطفتها
راحت تكلم حليمة السعدية عن احوالها وعن احوال محمد الرضيع معاها خلال السنتين الماضيتين
فأخبرتها حليمة السعدية كيف تبدلت احوالهم منذ ان دخل محمد صلى الله عليه وسلم بيتها
وكيف زوجها اشتغل بالرعي وبارك الله له في تلك الماشية
وكيف هي حزينة على انقضاء فترة الرضاعة ورجوع محمد لحضن أمه
فطلبت منها ان يرجع محمد صلى الله عليه وسلم الى البادية
ليربى فصيح اللسان قوي البدن ويربى في الهواء الطلق وحيث اصفاء والمرح واخبرتها ان كل هذا لايتوفر في اجواء مكه
فوافقت السيدة آمنة بنت وهب ان يرجع ابنها محمد صلى الله عليه وسلم الى البادية بعد ان اخذت موافقة جد نبينا محمد (عبد المطلب ) ورغم شوقها وحبها ان يبقى محمد ابنها معاها
وطلبت من جاريتها ان تنادي لجد النبي (عبد المطلب ) وعندما سمع بعودة حفيده محمد (صلى الله عليه وسلم ) جاء مسرعاً ليرى حفيده الذي يحبه حباً كبيراً واكثر من احفاده جميعاً
وبعد ان حضنه وشبع من شوقه لحفيده كلمته السيدة آمنه عن رغبة حليمة بأن يرجع محمد معاهم
ووافق بعد ان فكر بان الامر له فائدة لحفيده الغالي محمد (صلى الله عليه وسلم)
ورجع محمد (ص) مع حليمة السعدية وتربى مع اولادها في البادية وكان الخير يعم قبيلة بني سعد
وبعدها اصبح محمد الطفل (ص) يخرج مع اولادها الى البادية ليرعى معاهم الى ان جاء رجلين
وأجلسوا محمد الطفل (ص) وقاموا بشق صدره واخرجا شيئاً من جسمه
ذهب ابن حليمة السعدية واخ محمد (ص) بالرضاعة يركض الى البادية ينادي الى امه ان رجلان شقا صدر محمد (ص)
فراحت تركض ووجدت محمد (ص) وقفاً ولكنه مفزوع مما حصل فسألته عما حدث له
فأخبرها ان رجلين (وهما ملكين من السماء ) قاما بشق صدره واخرجا قلبه وأزالا شيئاً منه وقالا هذا نصيبك من الشيطان وطهرا قلبه وارجعاه الى مكانه ليستعد للنبوة والرسالة
فخافت حليمة السعدية على محمد (صلى الله عليه وسلم ) وقررت ان ترجعه لأمه خوفاً من ان يحصل له مكروه
فقامت بأرجاعه لها وحدثتها عما حصل ولكن السيدة آمنة لم تخاف او تجزع
وتعجبت حليمة السعدية ,فقالت لها السيدة آمنة اتخافين عليه من الشيطان ؟ قالت نعم
فقالت لها السيدة آمنه لا تخافي عليه من الشيطان
وعادت حليمة الى ديارها وبقي محمد الطفل (ص) مع امه في مكه
الى ان اصبح عمره 6 سنوات قررت السيدة آمنه ان تأخذ محمد الطفل (ص) الى اخواله بني النجار في يثرب (المدينة ) وبقيت هنالك شهراً كاملة واخذت النبي محمد الى قبر والده هناك
وبعدها عاودت الى مكة مع محمد الطفل (ص) وجاريتها ام ايمن
وفي الطريق توفيت السيدة آمنه في مكان يسمى الأبواء ودفنت هناك
وعادت الجارية ام ايمن مع محمد الطفل (ص) وهو حزين لفراقه امه الغالية التي لم يقضي معاها وقت طويل
وأصبح محمد الطفل (ص) يتيم الاب وإلام ولما وصلا الى مكة ذهبت به الى بيت جده عبد المطلب
وتفاجئ من خبر وفات السيدة آمنه وحزن على محمد صلى الله عليه وسلم لانه اصبح يتيما وهو صغير
وتكفل برعايته وزوجته والتي كانت بنت عم السيدة آمنة وأهتما به اهتماماً كبيراً
ورعته مثل ولدها حمزة (عم الرسول صلى الله عليه وسلم ) ولم تفرق بينهما
وجده كان يحبه ويناديه ببني وكان يأخذه معاه في أي مجلس يذهب له ويجلسه بحضنه لانه يحبه حباً جما
ومرت سنتان ومحمد الطفل (ص) محاط بالرعاية والحب والحنان من جده عبد المطلب
وعندما اصبح عمره 8 سنوات توفي جده عبد المطلب وحزن محمد (ص) لوفاة جده
وتكفل برعاية وتربية محمد الطفل (ص) عمه ابي طالب
وكان حب عمه ابي طالب لايقل عن حب عبد المطلب لمحمد الطفل (ص)
وكان عمه ابي طالب اقل مالاً من اعمام محمد البقية
ولكنه تكفل برعايته لانه يحبه كثيراً بل قد احبه اكثر من اولاده
وكان يأخذه معاه في أي مكان يذهب له
وكان يرى في ذلك الطفل النباهة والكياسة والوعي في كلامه وحركاته وتصرفاته
غير متوفرة في الاولاد بعمره
الى هنا احبائي الصغار ننهي معاكم سيرة حبيبنا محمد الطفل صلى الله عليه وسلم
وانتظروني في محمد الفتى لنرى ماكان يفعله محمد صلى الله عليه وسلم وكيف ساعد عمه ابي طالب في الرعي وأعانة عمه في تأمين العيش لعياله
واتمنى من الامهات أن يأخذوا العبرة من سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وان يقوموا بأخراج اطفالهم من جدران المنازل الضيقة والجلوس لفترات طويلة امام التلفاز او اجهزة الحاسوب
وأن يعطوا حرية للطفل ليركض ويلعب في الهواء الطلق وتحت اشعة الشمس الدافئة لتقوي مناعة اطفالك وتزيدي من ادراك طفلك بالاستكشاف والوعي
ولمن ارادت طباعتها
الروابط المفضلة