الاختلاف التربوي بين الوالدين
تقول بعض الأمهات:
حاولت كثيراً مع زوجي لكي يتعامل مع أبنائي بأسلوب تربوي أفضل لكنه يصر على مخالفة ذلك مع الإساءة للأبناء حتى يئست. وبعض الآباء يقول نفس العبارة عن زوجته.
وفي النهاية ومع هذا الخلاف وسوء التنسيق النابع من عناد أحد الطرفين أو كليهما أو من الجدل دون سند علمي حول أحد القضايا أو المفاهيم التربوية يحدث أن تسوء العلاقات بين الزوجين أمام الأطفال مما ينعكس عليهم سلباً.
وكذلك يحدث أن يسيء الأطفال السلوك والتصرف وإن اجتهد الوالدان في إخفاء خلافاتهما حيث إن رؤية كليهما المتباينة سيستفيد منها الصغار بما يحلو لهم فهذا يقسو عليهم والآخر يرى القسوة لا قيمة لها فيميل الأطفال لطرف دون الآخر فترى التجاوزات والأخطاء تزداد شيئاً فشيئاً وكلما حاول الطرف الصائب الإصلاح أعاقه سوء فهم الطرف الآخر وعناده وإصراره على رأيه.
إن السبب الرئيسي في ذلك واضح, فهو نتاج اختلاف بيئة الزوجين وتربيتهما منذ الصغر, فإن لم يتم التفاهم فيما بينهما على أهمية التنسيق والمرجعية للمتخصص أو القراءة فيما هو مختلف فيه من أجل الوصول إلى الحقيقة العلمية التي يجب أن تسود في الواقع العملي فسوف تكون له العاقبة الوخيمة والتي سينعكس أثرها على الأولاد.
إن كلا الوالدين مشتركان معاً في تربية أبنائهما فليس الأب للعقاب والحزم, والأم للرعاية والحنان..إن التوازن التربوي بين اللين والحزم والمرونة وغيرها من قواعد ومحظورات ..إنها جميعاً من مهمات الأب والأم معاً لا ينفرد أحدهما بشيء دون الآخر والمهم هو التنسيق بينهما فعندما يخطئ الطفل ويتحدث أحدهما فيجب على الآخر الصمت ثم يذكر للآخر أنه كان متساهلاً أو قاسياً أو غير ذلك مما كان يتطلبه الموقف.
كل ذلك من أجل التخفيف من آثار الاختلاف التربوي بين الوالدين
* * *
بقلم الخبير والمحاضر التربوي أ/محمد سعيد مرسي
الروابط المفضلة