السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا المقال و أحببت أن أنقله لكم ،أتمنى أن تعم الفائدة
,,,,,,,,,

صراخ ...مشاكل ...تذمر ...عصيان ..كلها ظواهر ترافق المراهق المتمرد في المنزل ويتحير الوالدان أشد الحيرة ماذا نفعل مع هذا الابن العنيد

د.كمال إبراهيم مرسي يضع لنا أبجديات التعامل مع تلك النوعية من المراهقين
المطب الثالث
من " أبي عيد " – الإمارات: ابني عمره ثلاثة عشر عاماً، وهو مشكلة متنقلة، لا يسمع كلام أحد، متمرد، ويستخدم القوة على إخوته ليأخذ ما يريد، أعترف بأنني أهملته بعض الشيء وهو صغير لإنشغالي بإخوته الصغار، واستخدمت أنا ووالدته الضرب معه عندما كان يضرب إخوته وهو صغير، والآن حقاً لم نعد قادرين على إيقافه ونريد علاجاً ناجحاً!

مشكلة متنقلة
د.كمال إبراهيم مرسي يجيب على أبي عيد قائلاً:
يحاول الابن إثبات ذاته من خلال العدوان على إخوته، ومرّد ذلك أنه لا يجد الفرصة المناسبة في إثبات الذات بالطرق المقبولة والمشروعة، فلجأ إلى هذا السلوك، وكونه تعرض للشدة والغلظة وهو صغير، فسلوكه الآن رد فعل طبيعي، وعلى الوالدين إدراك خصائص مرحلة المراهقة، والتعامل مع المراهق بجدية وحذر، فإن أهم ما يحتاجه المراهق في هذه الفترة هو شعوره باحترام والديه لشخصيته ووجهات نظره ورجولته، واحترام تلك المشاعر أو عدمها هو ما يحدد سلوك الابن فيما بعد، فإذا استخدم الوالدان العصبية والوعيد مع ابنهم زاده ذلك عنداً، وتمادي في سلوكه السيء، وإذا استخدما أسلوب الإقناع الهادئ والتبصير بالأمور والصبر والتحمل، فسوف يساعدهم ذلك في تعديل سلوك ابنهم تدريجياً.

المطب الرابع
من " أم أحمد " الإمارات: ابني يمر بمرحلة المراهقة، وهو في بداية المرحلة الثانوية، ويهددنا دائماً أنه لن يذاكر حتى نلبي طلباته، ولقد رسب بالفعل تنفيذاً لتهديده، ليس لديه طموح لدخول الجامعة، كما أنه يريد أن يتطوع بالجيش بعد الانتهاء من المرحلة المتوسطة وكلامه هذا يعتبر صدمة لنا.. فما هو الحل؟!

تهديد مستمر
ويجيب د. كمال مرسي قائلاً:
لقد سلك الابن طريقاً معيناً مع والديه استطاع من خلاله تحقيق ما يريده، وهو سلوك الإغاظة والتهديد، والمشكلة هي أننا نريد أن نربي أبناءنا على شاكلتنا ليكونوا مثلنا أو أفضل، وهذا خطأ تربوي كبير، فأبناؤنا قد خلقوا لجيل وزمن غير جيلنا وزماننا، فدخول الجامعة مثلاً له قدرات واستعدادات وميول لا تتوافر لدى جميع الشباب، والأسلوب المتبع من الوالدين غير مناسب، والأنسب أن نفهم شخصية الابن أولاً وميوله واهتماماته إدراكاً وفهماً، وبعد أن يدرك الوالدان أن تصرفات ابنهم هذه محاولة من أجل تحقيق ذاته وشخصيته، فعليهم أن يتبعوا سبيل الإقناع الهادئ والتشجيع والمديح للوصول به إلى السلوك الصحيح.

المطب الخامس
من "محمد راشد" الكويت: طلبات ابني لا تنتهي وهو يربط بين طلباته وبين طاعته كلها تعتمد على المال، مثل الجت سكي، والدراجة النارية أو السيارة، على الرغم من أن سنه لا يتعدى الثانية عشر، ولا نعرف الطريق لجعله يفك الارتباط بين كونه ابناً مطيعاً وطلباته الكثيرة.

طلبات لا تنتهي
ويجيب د.كمال ابراهيم مرسي: تتشابه هذه المشكلة مع سابقتها، فالولد فهم اهتمامات أمه وأبيه في تربيته على سلوك الطاعة، فنظر إلى الطاعة على أنها هدف من أهداف والديه، وبالتالي استغل ذلك لتحقيق طلباته من الحصول على المال والأشياء الأخرى، وهذا خطأ تربوي كبير، ولكننا لا نلوم الابن لأن الوالدان ساعداه وشجعاه على ذلك، وقدموا له قاعدة بسيطة، هي أن سلوكه الجيد يقابل بمكافأة دائماً، فأصبح لا يعطي إلا بمقدار ما يأخذ مادياً، وهذا خطأ يترتب عليه أن مطالب الولد سوف تزداد مع تقدمه في العمر، فإذا كانت التربية قائمة على إشباع الرغبات فقط، فإن الشاب سيفسد في مرحلة المراهقة، ولذلك لابد من فهم الشاب في عمر (12) سنة، أي على أعتاب المراهقة، على أنه يريد أن يثبت رجولته، وأنه في حاجة للاحترام والتقدير في حاجة إلى الانتماء من خلال مشاعر العطف والحنان، وليس من خلال تقديم الهدايا المادية، ولذلك ننصح بإعادة النظر في كيفية التعامل مع الابن، وأن يكون للأب دور بارز، وأن لا تترك عملية التربية في مرحلة المراهقة للأم وحدها، لأن التعاون في العملية التربوية بين الوالدين يحقق نجاحاً كبيراً، وعلى الوالدين كذلك اعتماد أسلوب الحوار الصريح للتفاهم مع الشاب، وتبصيره بالحاجات التي يمكن أن تلبى، والحاجات التي لا يمكن أن تلبى، خاصة إذا كان فيها ضرر له ولمستقبله، وإشعاره بأنه شاب واعٍ وناضج، لا أنه طفل صغير يزايد في مقابل طاعة والديه، إلى أن يقلع عن هذه العادة التي تعود عليها، كل ذلك مع حرص الوالدين حرصاً شديداً على عدم إهانة الشاب أو تحقير سلوكياته، أو الحط من شأنه لأن هذا سوف ينشأ عنه العناد في المستقبل، ونوصيهما أيضاً بالصبر والتحمل الطويل حتى تتغير سلوكيات الشاب إلى مسارها الصحيح.

المطب السادس
من " أم محمود " الكويت: ابنتي عمرها خمسة عشر عاماً، وهي تحب العزلة والانطوائية حتى أثناء تناول الغداء، ثم بدأت تفضل تناوله بمفردها ولا أعرف السبب ولا الطريقة لكسر عزلتها، وابنتي هذه كانت هادئة بطبعها منذ طفولتها، فما الحل؟!

عزلة وانطوائية
يجيب د. كمال ابراهيم مرسي قائلاً:
ابنتك يا سيدتي من النمط الانطوائي، فإذا كانت تحب أن تكون بمفردها وليس فيها شحوب في اللون ولا كآبة ولا شرود في الذهن، وصحتها العامة جيدة، ولا تنزعج عندما تكون مع الناس عند الضرورة، وتحصيلها الدراسي جيد، فلا خوف عليها، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لها، ولكن احرصي على تشجيعها على مخالطة الناس دون إجبار، واحترمي رغبتها في أن تكون بمفردها، ولا تحقريها بسبب هذه الرغبة، ولا تنتقديها كثيراً، لأنها من النمط الحساس، ويفضل أن يكون لها صديقة.

أما إذا كانت تعتزل الناس وعندها شحوب في اللون وكآبة وفقدان الشهية للطعام، واضطراب في النوم، وشرود الذهن أو كثرة السرحان، وانخفاض في مستواها الدراسي، والخوف من مواجهة الناس والانزعاج عندما تضطر إلى ذلك، فهذا دليل على أنها تعاني من اضطراب نفسي، وتحتاج إلى علاج لتحديد مستوى الاضطرابات وأسبابه وعلاجه.