ما هي المرارة؟
المرارة أو الحويصلة الصفراوية في حالتها الطبيعية هي المحطة التي تستقبل (الصفراء أو المرة أو السائل الصفراوي أو العصارة الصفراوية) من الكبد لتختزنها، ثم تنقبض أثناء وجبات الطعام لتدفع الصفراء إلى الأمعاء للمساعدة في الهضم. في بعض الأحيان يتبلور السائل الصفراوي إذا تراكم وركد داخل المرارة، مما يؤدي إلى تكوّن حصى صغيرة تنمو ويكبر حجمها. تتكون معظم الحصى الصفراوية عندما تزيد كمية الكوليسترول بدرجة تتجاوز بكثير المكونات الأخرى للصفراء.
هناك إحصائية تقول: إن 10% من البالغين يعانون الحصى المرارية، رغم أن الكثيرين منهم لا تظهر عليهم مشكلات أو أعراض مرضية.
تظهر الأعراض عندما تهيج حصاة مرارية أو المواد الكيميائية في الصفراء أو العدوى البكتيرية جدار المرارة مسببة الالتهاب (وهي حالة تسمى الالتهاب المراري أو التهاب الحويصلة الصفراوية) أو عندما تغادر بعض الحصى المرارة وتنتقل إلى القناة المرارية أو القناة الصفراوية الرئيسية أو القناة البنكرياسية لتسد أيًا منها
تقلبات وزن الجسم ترتبط بنشوء حصاة المرارة
دراسة أميركية : من العبث البدء بالحمية ثم تركها
الرياض: د.حسن محمد صندقجي
يقول الباحثون من جامعة كنتاكي الاميركية، إن التقلبات المتكررة في وزن الجسم بين الانخفاض والارتفاع, عبر إتباع حميات غذائية لإنقاص الوزن ثم إهمالها و بالتالي عودة الوزن إلي سابق ارتفاعه “ليس شيئاً نزيهاً”.
و وفق ما تم نشره في عدد 27 نوفمبر من مجلة أرشيفات الطب الباطني التابعة للرابطة الأميركية للطب الباطني فإن ثمة علاقة قوية بين تقلبات الوزن تلك وبين ارتفاع احتمالات الإصابة بحصاة المرارة لدى الرجال. وتحديداً فإنه كلما كانت كمية النقص في الوزن و الزيادة فيه مرتفعة, كلما زادت احتمالات تكوّن حصاة في المرارة. و المعروف أن المرارة تعمل كمحطة استقبال و خزن لسائل الصفراء الذي يُنتجه الكبد. وعندما يتناول الإنسان أطعمة دهنية, فإن كيس المرارة ينقبض كي يدفع هذا السائل الأصفر إلي الأمعاء, عبر قنوات خاصة تصب في الإثنا عشر, للإسهام في هضم هذه الدهون. و نتيجة لحالات يحصل فيها تراكم و ركود لسائل الصفراء في المرارة, تتجمع مكونات هذا السائل علي بعضها البعض, لتكون حصى صغيرة. و تستمر الزيادة في حجم الحصى مع مرور الوقت وتراكم المزيد من المواد في سائل الصفراء عليها.
ثمة عوامل أو شروط معدودة يبدو أنها تزيد احتمال تكون حصى المرارة وهي:
فهرمون الإستروجين الأنثوي يزيد الكوليسترول في الصفراء، والمستويات الطبيعية من الإستروجين التي يتضاعف تأثيرها أحيانًا بتناول الإستروجين الذي في حبوب منع الحمل أو ضمن العلاج التعويضي الهرموني، تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بحصى المرارة.
فالنساء اللائي حملن مرات عديدة يكن أكثر عرضة للإصابة بصفة خاصة
فالزيادة البالغة في الوزن تزيد قابلية النساء للإصابة، وليس الرجال.
عامل الإنقاص السريع للوزن:
فالخضوع لنظام غذائي (ريجيم) قاس يتم فيه تناول أقل من 500 سعر حراري يوميًا يزيد قابلية الإصابة ب" حصوة المرارة".
هو التهيج و الالتهاب طويل المدى لجدار المرارة بسبب وجود حصى مرارية والتعرض لحالات العدوى المنخفضة الشدة، قد لا يسبب أي أعراض أو يسبب أعراضًا طفيفة لسنوات عديدة، ولكن فيما بعد يصاب مرضى الالتهاب المراري المزمن بنوبة من التهاب المرارة الحاد، إذ يصبح الألم مفاجئًا وشديدًا.
وثمة أسباب ترفع من خطورة الإصابة بها, و من أشهر تلك الأسباب هي
السمنة بحد ذاتها أو مجرد الانخفاض السريع في وزن الجسم.
لكن الدراسة الجديدة تطرح أمراً ثالثاً في شأن وزن الجسم, و هو تكرار الانخفاض والارتفاع، بفعل بذل الجهد في خفضه وتحقيق نقصان في وزن الجسم, ثم إهمال ذلك و عودة الوزن إلي الارتفاع.
.
السمنة والمرارة
* وتمثل السمنة بحد ذاتها عامل مستقل في رفع عُرضة الإصابة بتكوين حصى المرارة, خاصة بين النساء.
إن من يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديها أكثر من 30% ( أي سمنة بالتعريف الطبي ) فإن احتمال نشوء حصى المرارة ثلاثة أضعاف ما هو الحال لدى منْ كان وزنها طبيعيا. و يرى الباحثون أن الكبد لدى البدينين يُفرز كمية عالية من الكولسترول في ضمن تراكيب سائل المرارة, ما يصعب إذابته و بالتالي يسهل ترسبه و تكوين حصى منه داخل كيس المرارة. إضافة إلي هذا فإن البدينين تكون لديهم مرارة كبيرة, أسوة بمعدة كبيرة و كبد كبير و غير ذلك. والمرارة الكبيرة يصعب تفريغ ما بها من سائل مراري, و بالتالي تكون الظروف مهيأة لترسب محتويات سائل المرارة فيها و تكوين الحصى بالنتيجة.
كما يرى باحثون آخرون أن :
** الشحوم في البطن عامل يرفع من احتمالات تكون حصى المرارة, كما هو الحال في الإصابة بمرض السكري,
** وجود الشحوم في منطقة الأرداف أو الفخذين.
**إنقاص الوزن
و من الثابت علمياً اليوم أن تبني حميات غذائية تحقق إنقاصاً للوزن عامل خطورة يرفع من احتمالات الإصابة بحصى المرارة، وعلي وجه الخصوص لدى منْ يفقدون كميات عالية من وزن الجسم بسرعة، فهم أكثر عرضة مقارنة بمن يفقدون تلك الكيلوغرامات بتدرج و بطء. و هناك ضرر أخر ينجم عن الانخفاض السريع في وزن الجسم بالنسبة للمرارة, و هو إثارة الشكوى من حصى المرارة المتكون و الخامل. أي أنه يتسبب في تحويل حالة حصى المرارة الصامت إلي حالة يشكو منها المريض من نوبات ألم في المرارة لم يكن المريض يشكو منها أو حتى يعلم بوجودها وتحديداً تشير الدراسات الطبية إلي من يفقدون حوالي 1,4 كيلوغرام أسبوعياً هم أكثر عرضة ممن يفقدون الوزن بوتيرة أقل.
**و من الحميات الغذائية التي تحقق النجاح الوهمي السريع في فقد وزن الجسم تلك الحميات التي تعتمد تقليل تناول كمية الطاقة في الغذاء إلي حد 800 كالورى ( سعر حراري ). وهي ما بينت الدراسات أنه سبب في نشوء حصى المرارة لدى 25% منهم! و يُعلل بعض الباحثين الأمر بأن حميات إنقاص الوزن السريع تعمل علي إحداث إخلال في توازن مكونات العناصر في السائل المراري, و علي وجه الخصوص الكولسترول و الأملاح المرارية. إذْ كلما زادت كمية الكولسترول انخفضت كمية الأملاح المرارية.
** الانقطاع لفترات طويلة عن الأكل, مثل ما يفعله الكثيرون, هو في الواقع تقليل لانقباضات المرارة و إفرازها لمحتوياتها. ما يُؤدي إلي ترسب مكونات السائل المراري و تكوين الحصى فيها كما تقدم.
و مما يغفل عنه الكثيرون أن
** عمليات تقليص المعدة هي أيضاً سبب أخر في نشوء الإصابة بحصى المرارة. بل و يقول الخبراء أن ثلث من تُجرى لهم مثل العمليات هذه يُصابون بحصى المرارة, و أنها تنشئ غالباً في الشهور الأولى بعد العملية.
* كيف السبيل إذاً لمنع تكون حصى المرارة مع نقص الوزن؟
* تشير نشرات المؤسسة القومية للصحة في الولايات المتحدة عبر فرعها لأمراض الجهاز الهضمي و السكري و الكلى إلي أن ثمة عدة طرق يُمكن من خلال إتباعها تقليل فرص الإصابة بحصى المرارة الناجم عن محاولة إنقاص الوزن. وأهمها هو:
1- تبني نهج خفض الوزن بصفة متدرجة بدلاً من الخفض السريع و الكبير في مقدار وزن الجسم. و يرى الخبراء فيها أنه بالنظر إلي وزن الجسم عند البدء في محاولة إنقاصه تكون النصيحة بفقد ما بين نصف كيلوغرام إلي كيلوغرام واحد أسبوعياً علي أكبر تقدير. وهو ما يُمكن تحقيقه و الاستمرار فيه خلال الستة أشهر الأولى. و بعدها فإن من الطبيعي أن القدرة علي خفض وزن الجسم تقل عادة, لأن قدرة الجسم علي حرق الطاقة تقل.
2- أن يكون هدف خفض وزن الجسم هدفاً معقولاً. أي يُمكن بالحمية المُتبعة مثلاً فقد مقدار متوسط من الوزن. والأهم من مجرد الفقد هنا هو محاولة الاستمرار في المحافظة علي مقدار النقص. وهو ما يتوافق مع كثير من النصائح الطبية اليوم و المبنية علي فهم أفضل لماهية تأثيرات زيادة الوزن السلبية, و أيضاً مقدار النقص المفيد للجسم من كمية وزنه. فعلى سبيل المثال أشار التقرير السابع للجنة معالجة ارتفاع ضغط الدم الأميركية أن نقص بضعة كيلوغرامات, لا تتجاوز الخمسة, كفيل بخفض ارتفاع ضغط الدم بمقدار يُقارب 10 مليمتر زئبقي. ما يعني أن الخفض المتوسط في وزن الجسم مفيد جداً و يُحقق للإنسان فوائد لا يُستهان بها. و لذا تُؤكد نشرات المؤسسة القومية للصحة أن النجاح في خفض مقدار 10% من وزن الجسم خلال ستة أشهر كاملة هو كل المطلوب من الإنسان فعله. فمن كان وزن جسمه 100 كيلوغرام عليه تحقيق فقد 10 كيلوغرام خلال ستة أشهر, ليس أكثر. إن المطلوب من البدينين بالدرجة الأولى ليس هو أن يعود بهم وزن الجسم إلي المعدل الطبيعي, بل هو مجرد تحقيق نقص بمقدار بضعة كيلوغرامات و المحافظة علي هذا. ثم بعد هذا إن استطاع الإنسان بالتدرج الوصول بوزنه إلي الحد الطبيعي, دون إرهاق لصحته و سلامته أعضائه, فأهلاً و سهلاً. و إلا فمن العبث العلاجي من الأطباء و من العبث السلوكي من الناس تبني تحقيق خفض وزن الجسم بصورة كبيرة و سريعة علي حساب سلامة الجسم و كفاءة أداء أعضائه لوظائفها.
و من الحلول التي قد يستغربها البعض, لكن الأطباء ينصحون بها,
3
- هو أن تحتوي مكونات وجبات الحمية الغذائية لإنقاص الوزن علي كمية معتدلة و معقولة من الدهون. كيف يُحفز ذلك علي انقباض المرارة من آن لآخر، و بالتالي منع الركود في محتوياتها من السائل المراري, المسبب لتكوين حصى المرارة.
4- الإكثار من تناول الألياف و عنصر الكالسيوم لأنهما يُقللان من فرص تكون حصى المرارة.
5- ممارسة الرياضة البدنية أحد وسائل تقليل الإصابة بنشوء حصى المرارة. و هناك عدة أعراض قد تدل علي تأثر المرارة مما تجمع فيها من حصوات و تشمل:
1- ألماً حاداً في المنطقة اليمنى من أعلى البطن
2-ألم في منطقة أسفل الكتف الأيمن من الخلف
4- شعور بالتخمة أو مغص في مؤلم في منطقة المرارة بعد تناول الوجبات الدسمة كالمقليات أو مرق السلطات أو الحلويات
الأطعمة الممنوعة عن مريض التهابات المرارة
- اللحوم الدسمة مثل : المخ و الكبدة و اللحم الضانى السمين
- الشوربة الدسمة بأنواعها
- الفواكه المجففة و المكسرات
كمايجب تطبيق القواعد العامة للتغذية في هذه الحالات وهذه القواعد تتمثل في الأتي:
1- الالتزام بشرب كميات كبيرة من الماء وليس العصائر تصل لحد 2لتر يومياً صباحاً قبل الأفطار.
2- إدخال كميات كبيرة من الألياف والأعشاب على النظام اليومي
3- الحرص من عدم تناول الدهون والزيوت المشبعة وخاصة الأطعمة الجاهزة
4- الحد من تناول السكر والملح سواء بالصور العادية أو في الحلويات والمخللات كما ورد فى جريدة الرياض
5- الألتزام بنشاط حركي معتدل - مشي 20دقيقة ثلاث مرات اسبوعياً
الروابط المفضلة