مجاهدة النفس سرا وعلانية
أختاه….
يذكر صاحب السير والتراجم أن قوما دخلوا على عمر بن عبدالعزيز-رحمه الله-يعودونه في مرضه ،وإذا فيهم شاب ناحل الجسم.
فقال له عمر-رحمه الله-يافتى:ماالذي بلغ بك ما أرى؟؟
فقال:يا أمير المؤمنين،أسقام وأمراض.
فقال:سألتك بالله إلا صدقتني.
فقال:يا أمير المؤمنين،إني ذقت حلاوة الدنيا فوجدتها مرة،فصغر عندي زهرتها وحلاوتها،واستوى عندي ذهبها وحجرها.
وكأني أنظر إلى عرش ربي، والناس يساقون إلى الجنة والنار.
فأظمأت لذلك نهاري،وأسهرت ليلي،وقليل حقير كل ما أنا فيه في جنب الله وعقابه.
….
…أرأيت أختي المسلمة كيف كانت مجاهدة السلف الصالح لأنفسهم في الدنيا،ابتغاء الراحة والسرور في الآخرة.
وكانت إحدى الصالحات تصلي الليل،فإذا طلع الفجر،تجاهد نفسها بقولها:"يانفس كم تنامين؟وإلى كم تقومين؟؟يوشك أن تنامي نومة،لا تقومين منها إلا يوم النشور"
فهذا حال اللواتي يجاهدن أنفسهن سرا وعلانية.
إنهن يا أختاه قارئات للقران،وصائمات للرحمن.
إنهن خائفات من الرحمن،وتائبات من العصيان.
إنهن مسبحات مستغفرات،ومصليات بالأسحار.
إنهن يا أختاه باكيات من الذنوب،ونادمات على العيوب.
إنهن يا أختاه خاشعات في عبادة،خاضعات في طاعة.
إنهن شاكرات عند الرخاء،وصابرات عند البلاء.
وقيل للحسن البصري رحمه الله:ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها؟؟
فقال:لأنهم خلوا بمناجاة الرحمن.
وكان أبو الدرداء-رضي الله عنه-يقول:لولا ثلاث ما أحببت العيش يوما واحد:
الظمألله بالهواجر.
والسجود لله في جوف الليل.
ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام،كما ينتقى أطايب الثمر.
فمتى أختاه تجاهدين نفسك،طلبا لنجاة نفسك؟؟؟؟؟؟؟؟؟
------------------
....اللهم اجعلني كالأرض الذلول يطأوها الصغير والكبير.....وكالسحاب يظل البعيد والقريب...وكالغيث يسقي من لايحب ومن يحب...وكالشمس........
....تشرق على الناس أجمعين...
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة