الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم والحمد لله الذي وهب الذكر والأنثى
والحمد لله على نعمه جميعها
أخواتي في الله كثيراً ما نقرأ مواضيعاً فحواها أن الإمرأة تريد الحمل بـ ولد أو بـ بنت
فـ نجدها تبحث هنا وهناك عن الطرق وان جربت إحدى الطرق وتولد العكس فـ تريها جاحدة لنعم ربها
وبعض الطرق المحرمة كـ الجدول الصيني كثيــــــــرا ما تؤمن به النساء
كيف لـ تلك العقول النيرة أن تبحث عن خرافات بل محرمات؟؟؟!!!
ألا تعلموا أن كله بـ إذنه سبحانه وتعالى
ما ذنب الموءودة الـتي دفنت وهي على قيد الحياة وذلك الرجل الذي بشر بأن زوجته قد ولدت أنثى فـ(ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) النحل/58
هذه كلها نعم من الله فـ كيف لـ البشر بـ فعل هذه الفعلة المريبة وقتل هذه النعمة التي وهبها الله لك
قال العزيز الحكيم :
الشورى/ 49-50(لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء ويهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا و إناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير)
فـ الله سبحانه وتعالى في هذه الآية قسم هبته لعباده في النسل أربعة أقسام
فـ منهم من وهب الإناث ومنهم من وهب الذكران
ومنهم من أعطي الصنفين أي الإناث والذكران ومنهم العقيم الذي لا نسل له
آل عمران/6(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
وفسر الطبري هذه الآية وقال:
يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : اللَّه الَّذِي يُصَوِّركُمْ فَيَجْعَلكُمْ صُوَرًا أَشْبَاحًا فِي أَرْحَام أُمَّهَاتكُمْ كَيْفَ شَاءَ وَأَحَبَّ ,
فَيَجْعَل هَذَا ذَكَرًا وَهَذَا أُنْثَى , وَهَذَا أَسْوَد وَهَذَا أَحْمَر . يُعَرِّف عِبَاده بِذَلِكَ أَنَّ جَمِيع مَنْ اِشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَام النِّسَاء مِمَّنْ
صَوَّرَهُ وَخَلَقَهُ كَيْفَ شَاءَ , وَأَنَّ عِيسَى اِبْن مَرْيَم مِمَّنْ صَوَّرَهُ فِي رَحِم أُمّه وَخَلَقَهُ فِيهَا كَيْفَ شَاءَ وَأَحَبَّ , وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ إِلَهًا
لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ اِشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ رَحِم أُمّه , لِأَنَّ خَلَّاق مَا فِي الْأَرْحَام لَا تَكُون الْأَرْحَام عَلَيْهِ مُشْتَمِلَة , وَإِنَّمَا تَشْتَمِل عَلَى الْمَخْلُوقِينَ.
من المهم أن نعرف بـ أن حكمة الله هي أن يتم التوزيع بين الجنسين دون تدخل من الإنسان
لـ يحفظ توازن المجتمع
فـ الإنسان يقوم بعملية النكاح ولكن الله هو الذي يجعله مؤثرا أو يبطل أثره على حسب مشيئته
وما اقتضته حكمته فالله خالق الأسباب ومسبباتها ولا يستطيع المخلوق مهما كان أن يجزم بحصول النتيجة بل الأمر كله لله سبحانه
ورد في الشرع ما يشهد لهذا الأصل وهو أن الشرع أباح للعبد العزل في الجماع لإتقاء الولد ورخص الفقهاء في تعاطي الدواء
المانع من الحمل مع أن الأمر كله لله والعبد لا يستطيع حقيقة منع الحمل والولد
فـ كم من نساء يستخدمن موانع الحمل وشاء الله لهن بالحمل!!!!
فـ إذا كله بـ إذن الله سبحانه
وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم سبب ذكورة الجنين وأنوثته كما في صحيح مسلم من حديث ثوبان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله،
وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثى بإذن الله)
ما ورد في كتب السنة الصحيحة عن تكوين الإنسان ونفخ الروح فيه كما في صحيح مسلم
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم يجمع خلقه
في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك،
ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد"
(صحيح مسلم، كتاب القدر، حديث رقم 4781).
معلومة
يتكون جسم الإنسان من خلايا حية, و بداخل هذه الخلية محتويات كثيرة,
من ضمنها الكروموسومات , و هي عبارة عن شريط يحمل آلاف الجينات ,
و الجين بالمختصر المفيد عبارة عن مركبات تحمل صفات الشخص من طول و عرض ....إلخ
في الخلية البشرية 23 زوجا من الكرموسومات, زوج واحد هو الذي يحدد نوع الجنين ,
التركيبة الوراثية للرجل (الكروموسومات)هي xy ,
أما تركيبة الوراثية للانثى فهي xx ,
يحدث الإخصاب عند إلتقاء ماء الذكر (المني) مع ماء الانثى(البويضة),
إذا كان ماء الرجل يحمل الصفة y, كان المولود ذكرا بإذن الله(x +y),
أما إذا كان ماء الرجل يحمل الصفة x كان المولود أنثى بإذن الله (x + x),
فـ مجيء الجنين ذكراً أو أنثى له سبب بعد إذن الله سبحانه
وهذا السبب معلق بالرجل والمرأة معاً وليس بـ أحدهما دون الآخر
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُود قَالَ :
(مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ ،
فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : يَا يَهُودِيُّ ، إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، فَقَالَ : لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ .
قَالَ : فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ / مِمَّ يُخْلَقُ الْإِنْسَانُ؟
قَالَ : يَا يَهُودِيُّ ، مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ ، وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ ، فَأَمَّا نُطْفَةُ الرَّجُلِ فَنُطْفَةٌ غَلِيظَةٌ
مِنْهَا الْعَظْمُ وَالْعَصَبُ ، وَأَمَّا نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ مِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّمُ ،
فَقَامَ الْيَهُودِيُّ فَقَالَ : هَكَذَا كَانَ يَقُولُ مَنْ قَبْلَكَ) رواه أحمد في "مسنده" (7/437) .
قال ابن القيم رحمه الله
"إن سبق أحد الماءين سبب لشبه السابق ماؤه ، وعلو أحدهما : سبب لمجانسة الولد للعالي ماؤه ،
فها هنا أمران : سبق ، وعلو ، وقد يتفقان ، وقد يفترقان ، فإن سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأة ، وعلاه : كان الولد ذكراً ،
والشبه للرجل ، وإن سبق ماءُ المرأة ، وعلا ماءَ الرجل : كانت أنثى ، والشبه للأم ، وإن سبق أحدُهما ،
وعلا الآخر : كان الشبه للسابق ماؤه ، والإذكار ، والإيناث لمن علا ماؤه" .
ابن القيم رحمه الله يرى في تفسير " السبق " ، و " العلو " إلى أن سبق
أحد الماءيْن : سبب لشبه السابق ماؤه ، وعلوُّ أحدهما : سببٌ للتذكير والتأنيث
تحفة المودود بأحكام المولود ( ص 278 )
الروابط المفضلة