الإحصاءات التي تصدرها وزارات الصحة والسكان في الدول العربية والافريقية تحمل أرقاما مرتفعة لسيدات يحملن كل عام، الغالبية العظمى منهن يتحولن إلى مرضعات بعد تسعة أشهر من حملهن، ومع أن أكثر الاطباء يتحدثون عن الحمل والصيام فإن قليلا منهم من يركز على الرضاعة والصيام للرد على العديد من التساؤلات التي تشغل بال الأمهات عند قرب حلول شهر رمضان. ومنها إمكانية الصوم مع الرضاعة والمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الأم وما هي الحالات التي لا يجب فيها على السيدة المرضع الصيام.
وقليلا ما تجد السيدات الإجابة السليمة والصحية المفيدة حيث أن فترة الرضاعة لا تحتاج إلى التردد والمتابعة لدى الأطباء كما في الحمل.
الأم المرضع
وعن آثار الصيام على المرضع وما يمكن أن تتعرض له السيدة يقول الدكتور أسامه محمود عزمي أستاذ أمراض النساء بالمركز القومي للبحوث في مصر وزميل الكلية الملكية لأمراض النساء والعقم هناك بعض حالات لسيدات مرضعات يمكن لهن الصيام دون مخاطر ولكن الله سبحانه وتعالى رخص للمرضعات أن يفطرن والمعروف أنه أثناء فترة الرضاعة يتكون لبن الام في أغلبه من ماء وكالسيوم وبروتينات ودهون أي أن كل هذه العناصر يجب أن تتوافر في جسم المرضع ويجب أن يحصل عليها الجسم عن طريق الغذاء الصحي المناسب مع بعض الاملاح والفيتامينات وتحتاج المرضع من 2000 إلى 3000 سعر حراري في اليوم من أجل إستمرار عملية الرضاعة في سلام وأمان.
وهناك بعض الهرمونات التي تساعد على تكوين لبن الام مثل هرمون البرولاكتين الذي يفرز من الغدة النخامية بالمخ وهرمون أكسي توسن وهو أيضا يفرز من الغدة النخامية وله عدة نشاطات غير المساعدة على إدرار اللبن فهو هرمون مهم جدا لمساعدة إنقباضات الرحم لمنع النزيف بعد الولادة وأيضا من اجل عودة الرحم إلى حجمه ووضعه الطبيعي بعد إتمام عملية الحمل بسلام. وهو أيضا يساعد على زيادة كمية البول أي يؤدي إلى نقص كمية المياه داخل جسم المرضع. ولهذا ينصح كثيرا هؤلاء بأن يتناولوا السوائل بوفرة أثناء الرضاعة من أجل تعويض كمية السوائل التي تفقد ليس فقط في اللبن ولكن أيضا التي تفرز عن طريق الكليتين.
ويشير د. أسامه عزمي زميل الكلية الملكية لأمراض النساء إلى أن الصيام قد يؤثر بعض الشئ على إدرار اللبن بوفرة في الثدي ويظهر هذا في الثلاثة شهور الأولى وهي الفترة التي يحتاج فيها جسم السيدة إلى تفاعل وتناظم كثيرا من الاجهزة والاعضاء من أجل إتمام عملية إدرار اللبن هذا بالإضافة إلى أنه يجب أن تتناول السيدة الغذاء الصحي المناسب في هذه الفترة المعتمد على منتجات الألبان والسوائل إضافة إلى الخضروات الطازجة.
ويشير د. أسامه عزمي إلى أنه إذ مر على السيدة المرضع أكثر من هذه المدة ولم تكن هناك أية مشاكل من ناحية كمية اللبن ووزن الطفل، وأن الطفل المولود لم يكن مبتسرا فيمكن لهذه السيدة أن تصوم مع ضرورة تناولها لحوالي 3-35 لترات سوائل ما بين فترتي الأفطار والسحور.وأيضا يجب عليها أن تتناول وجبه إضافية ما بين وجبتي الإفطار والسحور وذلك من أجل أن تصل كمية السعرات الحرارية إلى النسب المقررة في هذه الحالة.
وينبه د. عزمي إلى ضرورة التوقف عن الصيام عند الإحساس بالصداع المستمر أو الدوخة أو الزغللة في العينين أو نقص كمية اللبن أو أن وزن الطفل لا ينمو بالمعدل الطبيعي الذي يراه طبيب الأطفال.
وإذا كانت السيدة قد أتمت ما يقرب من تسعة أشهر إلى عام وهي ترضع فليس هناك ما يمنع من الصيام حيث يكون الطفل قد بدأ في تناول أطعمة خارجية واعتماده على الرضاعة يكون في حوالي مرة أو مرتين يوميا وفي أغلب هذه الاثناء تكون الرضاعة إما في آخر الليل أو الصباح الباكر وفي هذه الفترة تكون السيدة لم تتأثر بعد من عملية الصيام.
جريدة البيان
الروابط المفضلة