السلام عليكن أخواتي الحبيبات
إذا استحكمت الأزمات , وتعقدت حبالها , وتوالت الضوائق , وطال ليلها , فالصبر وحده هو الذي يشع للمسلم النور من التخبط , والهداية الواقية من القنوط .
الصبر فضيلة يحتاج إليها المسلم في دينه ودنياه , ويجب على المسلم أن يوطن نفسه على احتمال المكاره دون ضجر , وانتظار النتائج مهما بعدت , ومواجهة الأعباء مهما ثقلت , وقد أكد الله أن ابتلاء الإنسان لا محيص عنه , قال تعالى :{ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه }
أحبائي .. الحمد لله .. أنا أجزم أن كل واحدة منا صابرة متصبرة على ما أصابها , لكن من منا صبرت صبرا جميلا ؟؟؟
قال تعالى في سورة يوسف عن يعقوب عندما أخذ أولاده يوسف عليه السلام وهو أحب أولاده إليه :{ فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون }
فما هو الصبر الجميل ؟؟
الصبر الجميل أحبتي : هو الذي لاجزع فيه ولا شكوى معه إلى الخلق , فيعقوب عليه السلام عندما أتاه الخبر إلتزم الصبر لكن الصبر الجميل من غير جزع ولا تشكي للخلق وإنما استعان بالله وشكى أمره إلى الله تعالى { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله }
فالشكوى إلى الخالق لا تنافي الصبر الجميل .
وصبر يعقوب ليس صبر اليأس القنوط , وإنما صبر الأمل الراجي لفضل الله , الواثق بأن بعد العسر يسرا , وبعد الفرقة اجتماعا .
فنصيحتي لك أختي أن تقتدي بأهل الصبر والعزائم واستعيني بالله , واستعيني بالصبر والصلاة على مصابك , وثقي أن الفرج قادم , وأن مع العسر يسرا ..
أخية ..
إذا التفتنا إلى مصابنا فهو واحد , كلنا يريد الذرية , والذرية الصالحة طبعا , لكن ما هي نيتك لإنجاب الذرية ؟ يعني لماذا تريدين طفلا ( بالصريح )؟؟
قد تقول إحداكن : لأشبع غريزة الأمومة في , وأخرى تقول : حتى يأتي من يؤنسني , أو يؤنس طفلي فيكون له أخ أو أخت يجلس معه , أو يكون الرد : حتى عندما أكبر يكون هناك من يساعدني ويكونون من حولي .. إلى غير ذلك ..
لا شك إنها مطالب جميلة لكنها كلها دنيوية .. فلما لا نغير نيتنا ونجعلهها أخروية .. كيف ؟؟
تأملي قوله تعالى في قصة إبراهيم :{ رب هب لي من الصالحين }
فإبراهيم طلب من الله أن تكون ذريته من الصالحين فكان الرد { فبشرناه بغلام حليم }
وفي قصة زكريا عليه السلام : { رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء }
{ رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين }
{ فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا }
فزكريا عليه السلام حين دعا ربه بأن يرزقه بالولد وكانت نيته أن يكون هذا الولد يلي أمر الدعوة إلى الله بعد وفاته , لأنه خاف ضياع الدين , ويرث من آل يعقوب وهو إبراهيم ومن بعده , وإرثهم هو ما تركوه من الحنيفية وهي عبادة الله وحده لا شريك له , ودعا بأن يجعل ولده رضيا : أي عبدا صالحا ترضاه لحمل رسالتك .
وكان الرد { فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى ..}
والفاء في قوله تعالى :{ فنادته الملائكة } علي للترتيب : أي فور دعائه استجاب الله له .
وأيضا لو نظرنا إلى امرأة عمران , عندما حملت ماذا كانت نيتها :{ رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني }
فكانت نيتها بولد يحرر المسجد الأقصى ..
هكذا ينبغي أن تكون نيتنا أحبابي أن ننجب أولادا صالحين نقدمهم للإسلام والمسلمين , هذه تنجب عالما , وأخرى مجاهدا , وأخرى تنجب إناثا أمثال فاطمة وخديجة وعائشة ..
فلنجدد نيتنا أخواتي لعل الله يستجيب دعاءنا .
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء
رب هب لي من الصالحين
رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين
اللهم إنا دعوناك فبشرنا كما بشرت أنبيائك والمرسلين
هذا والله أعلم وأجل وأكرم
محبتكم : حــــ عين ـــور
المصادر : أيسر التفاسير =أبو بكر الجزائري
تيسير الكريم الرحمن = السعدي
الصبر في القرآن = القرضاوي
خلق المسلم = الغزالي .
الروابط المفضلة