السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
أخواتي الغاليات
أتمنى تاخدوا نفس وتقرؤوا ما كتبته بتمعن وبدون ملل وأهم شيء التطبيق
أرى الكثير منكن (واولهن أنا ) مهمومات , حزينات , مكتئبات !!
فأحببت من منطلق التشجيع الروحي أن أهمس لكن بعض العبارات ..
حبيباتي .. أذكركن ونفسي بأن حياتنا قائمة على الابتلاء .. قال تعالى :{ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا }
وقال تعالى :{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }..
وقال تعالى { لقد خلقنا الإنسان في كبد } أي في مكابدة ومعاناة منذ مولده , وقد وصفها علي رضي الله عنه بقوله :دار أولها بكاء وأوسطها عناء وآخرها فناء ..
هذه هي الدنيا الدنية .. لم يسلم منها احد .. ومع ذلك فلم يكف عن السعي في الاستزادة منها أحد ..
وأسعد الناس فيها من قنع منها باليسير ..
أخية تأملي قول الله تعالى :{ الله لطيف بعباده } .. فهو سبحانه لا يبتلينا إلا بما نطيق , ويلطف بنا فيما ابتلانا به .. فيعيننا ويثبتنا ..
عزيزتي .. لا شيء يبعث على التسليم والطمأنينة عند نزول القضاء مثل التسليم لله في قضائه وقدره .. والبعد عن التسخط والضجر ..
قال تعالى :{ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } .
فلا يكمل إيمان العبد ولا يستقيم حتى يؤمن بالقدر خيره وشره .. ويعرف أن من صفته تعالى أن يقدّر ويلطف , ويبتلي ويخفف { إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم }..
حبيبتي .. جاء في الحكمة : من نظر في مصاب غيره هانت عليه مصيبته ..ومصيبة الدنيا أهون من مصيبة الدين .. وقد علمنا رسول الله أن نقول ( اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ).. من أصيبت بتأخر في الدورة فلتعلم أن هناك من لا تأتيها الدورة .. من عندها تكيس فلتعلم أن هناك من لديها أكياس وانسدادات ,, ومن كان عندها انسدادات وتشوهات فلتعلم أن هناك من عندها أورام ... ومن عندها أورام فلتعلم أن هناك من ليس لديها رحم وهكذا ... فلنحمد الله على ما أصابنا ..
احتسبي الأجر عند الله فالله لا يظلم الناس شيئا .. والله سبحانه قد قسم الرزق بين الناس لكن نبهنا على أمر مهم فقد قال تعالى :{ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن } فلا تقولي ياريت عندي مثل أولادها , أو ياليت عندي مثل بيتها , أو ياريت وياريت وياريت ... لأن الله تعالى قال في تكملة الآية :{ واسألوا الله من فضله } فإنك لا تدري إن أنت سألت الله من فضله العظيم لربما يعطيك أكثر مما يعطيها ..
واعلمي أن الابتلاء خير ونعمة { ]فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ خَيراً كَثِيراً }[/
[
واعلمي أن الابتلاء علامة حب ورأفة ..[في الحديث الصحيح : "إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء،وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] []يقول ابن القيم رحمه الله : "إنَّ ابتلاء المؤمن كالدواء له، يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه لأهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به إلى تمام الأجر وعلو المنزلة …"[/
[
واعلمي أن الابتلاء درس من دروس التوكل على الله تعالى .. ويعرفك على حقيقة نفسك بأنك ضعيفة لاحول لك ولا قوة إلا بالله تعالى ..]
]
البلاء درس تربوي عملي يربينا علـى الصبر. وما أحوجنا إلى الصبر في كل شيء . فلن نستطيع الثبات على الحق إلاَّ بالصبر على طاعة الله، ولن نستطيــع البعد عن الباطل إلاَّ بالصبر عن معصية الله، ولن نستطيع السير في مناحي الحياة إلاَّ بالصبر على أقـدار الله المؤلمة . وما أجمل الصبر في ذلك كله، فهو زادنا إلى جنة الخلد والرضوان. قال سبحانه وتعالى : { وَمَا يُلَقاهَا إِلا الذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقاهَا إِلا ذُو حَظ عَظِيمٍ } [ فصلت : 35 ] .]
[
]يروى عن عمر الفاروق رضي الله عنه أنَّه كان يكثر من حمد الله على البلاء، فلما سُئِل عن ذلك قال : "ما أُصبت ببلاءٍ إلاَّ كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أنَّـه لم يكن في ديني، وأنَّـه لم يكن أكبر منه، وأنِّي لم أُحْرَم الرضا والصبر، وأنِّي أرجو ثواب الله تعالى عليه".[/
[]
أصيب عروة بن الزبير رحمه الله في قدمه؛ فقرر الأطباء قطعها، فقطعت . فما زاد على أن قال: "اللهم لك الحمد فإن أخذت فقد أبقيت، وإن ابتليت فقد عافيت" . فلما كان من الغد ركلت بغلةٌ ابنه محمداً – وهو أحب أبنائه إليه ، وكان شاباً يافعاً – فمات من حينه، فجاءه الخبر بموته، فما زاد على أن قال مثل ما قال في الأولى، فلما سُئِل عن ذلك قال : "كان لي أربعة أطراف فأخذ الله مني طرفاً وأبقى لي ثلاثة، وكان لي سبعةٌ من الولد فأخذ الله واحداً وأبقى لي ستة . وعافاني فيما مضى من حياتي ثم ابتلاني اليوم بما ترون، أفلا أحمده على ذلك ؟!" .[
[
فتشبَّهوا إن لم تكونوا مثلهم إنَّ التشبُّه بالكــرام فلاح[/
[F
]لا تنسي أن تبحثي في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية.[/font]
[ولا تنسي ذكر الله تعالى شكراً على العطاء، وصبراً على البلاء، وليكن ذلك إخلاصاً وخفية بينك وبين ربك .[/font]
[]ولا تنس أنَّ الله تعالى يراك، ويعلـم ما بك، وأنَّه أرحـم بك من نفسك ومن الناس أجمعين، فـلا تشكونَّ إلاَّ إليه ! . واعلم بأنَّـك: [/font]
[]إذا شكوتَ إلى ابن آدم فكأنَّما تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يرحم ]
[]ولا تنسي إذا أُصبت بأمرٍ عارضٍ، أن تحمدي الله أنَّـك لم تُصَابي بعرضٍ أشدَّ منه، وأنَّه وإن ابتلاك فقد عافاك، وإن أخـذ منك فقد أعطاك .[/font]
[ولا تنسي أنَّ مـــا أصابـك لــم يكـن ليخطئك، وأنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء، وأنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبري واحتسبي ، ودعي الجزع فإنَّه لن يفيدكَ شيئاً، وإنما سيضاعف مصيبتك، ويفوِّت عليك الأجر، ويعرضك للإثم . [/font]
[ولا تنسي أنَّه مهما بلغ مصابك ، فلن يبلغ مصاب الأمة جمعاء بفقد حبيبها عليه الصلاة والسلام، فتعزَّ بذلك، فقد قال[/serif'] : "إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنَّها من أعظم المصائب" [ رواه البيهقي وصححه الألباني ] .[/font]
[]ولا تنسي إذا أصابتك أيُّ مصيبةٍ أن تقولي : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أجِرْني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها. فإنَّـك إن قلتي ذلك؛ أجــارك الله فــي مصيبتك، وخلفها عليك بخير.[/font]
]ولا تنسي أن لا تيأسي من روح الله مهما بلغ بك البلاء، فإنَّ الله سبحانه يقول : { فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً (5) إِن مَعَ العُسرِ يُسراً} [ الشرح : 5-6 ] . ولن يغلب عسرٌ يسرين، كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه . ثم حذارِ أن تنسى فضل الله عليك إذا عادت إليك العافية، فتكوني ممن قال الله عنه: { وَإِذَا مَس الإِنسانَ ضُر دَعَا رَبهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُم إِذَا خَولَهُ نِعمَةً منهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ…} [ الزمر : 8 ] . [/font]
]وقبل الوداع أذكِّرك وأُبشرك، بقول الحق جلَّ وعلا: { وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصـابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ}[البقرة:155-157] .[/font]
[
وأخيراً، أسأل الله أن يجعلنا جميعاً مـن الصابرين على البلاء.. وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .[/font] [والسموحة على الإطالة
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء
رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما
محبتكـــــــــــــن
حـــــ عين ـــــور
الروابط المفضلة