حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِي كُرَيْبٍ - قَالَ سَهْلٌ حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ مُسَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً، قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ فَقَالَ " نَعَمْ " . فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ . قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " دَعِيهَا وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ إِذَا عَلاَ مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلاَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ " .رواه مسلم 741العلو يأتي بمعنى الغلبة
فالعلو في حديث الشبه هو علو غلبة فمن المعلوم أن الحوين يحمل في جيناته صفات وراثية سائدة (غالبة) أو متنحية (مغلوبة) وكذلك تحمل البييضة في صبغياتها صفات وراثية سائدة (غالبة) أو متنحية (مغلوبة) فلو حدث أن لقح حوين يحمل صفات غالبة بييضة تحمل صفات مغلوبة لأتى الولد شِبْهَ أبيه، والعكس، وبذلك يكون السبق الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم هو غلبة حوين الرجل بص فاته القاهرة الغالبة أو غلبة بييضة المرأة بصفاتها القاهرة الغالبة أو السائدة فيأتي الولد شبه أمه،
في الصحيح : إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه الولد أعمامه , وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه الولد أخواله .
وقد بينا تحقيق ذلك في شرح الحديث بما لبابه أنها أربعة أحوال :
· ذكر يشبه أعمامه .
· أنثى تشبه أخوالها .
· ذكر يشبه أخواله .
· أنثى تشبه أعمامها .
وذلك في الجميع بين ظاهر التعالج أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم : سبق : خرج من قبل , ومعنى علا كثر , فإذا خرج ماء الرجل من قبل وخرج ماء المرأة بعده وكان أقل منه كان الولد ذكرا [ ص : 81 ] بحكم سبق ماء الرجل , ويشبه أعمامه بحكم كثرة مائه أيضا
وإن خرج ماء المرأة من قبل وخرج ماء الرجل بعده وكان أقل من مائها كان الولد أنثى بحكم سبق ماء المرأة , ويشبه أحوالها لأن ماءها علا ماء الرجل وكاثره . وإن خرج ماء الرجل من قبل لكن لما خرج ماء المرأة كان أكثر جاء الولد ذكرا بحكم سبق ماء الرجل وأشبه أمه وأخواله بحكم علو ماء المرأة وكثرته . وإن خرج ماء المرأة من قبل لكن لما خرج ماء الرجل من بعد ذلك كان أكثر وأعلى كان الولد أنثى بحكم سبق ماء المرأة , ويشبه أباه وأعمامه بحكم غلبة ماء الذكر وعلوه وكثرته على ماء المرأة . فسبحان الخلاق العظيم .
الروابط المفضلة