* نموذج عجيب من النساء.. امرأة همتها في السماء.. محبة لرب الأرض والسماء.. حملت فلم تتمنّ ما تتمنى التافهات.. بل وجهت همتها نحو معالي الأمنيات.. وقالتها صريحة: لا أريدها فنانة.. ولا راقصة معبد.. ولا مستعرضة للحمها كالـ (مستنيرات) المتحضرات.. بل أريدها عفيفة ستيرة.. مؤمنة مخبتة.. هي لك يا ربي: موقوفة منذورة لخدمة دينك ومعبدك.. والقيام بما أمرتَ به، والانتهاء عما نهيتَ عنه، حلس محراب، وحليفة دعاء، ونضو قيام وصيام..
ولم يخيب الله تعالى رجاءها.. ولم يرد نذرها (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبـتها نباتا حسنا) فخرجت البنت عفيفة طاهرة، بتولاً متبتلة، حصاناً رزاناً.. لتصل إلى أعلى مرتقىً عبادي يرقى إليه الآدمي بكسبه.. أعلى الدرجات على الإطلاق: درجة الصديقية.. وهي درجة نادرة.. لم تصل إليها - في التاريخ بطوله ـ من النساء إلا قليلات من ذوات الهمة.. مثل الصديقة الصبور آسية بنت مزاحم، وأم المؤمنين الصديقة الثابتة خديجة بنت خويلد، وأم المؤمنين الصديقة عائشة المبرأة، والصديقة الزهراء النبوية بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهن جميعا..
ليس هذا فقط: بل لتـنجب - بعد - واحدا من أعظم من عرفت البشرية على الإطلاق.. ولتخرج للدنيا رجلا من أعظم خمسة في التاريخ ـ أولي العزم ـ هو الكريم العظيم الموحد، نبي الله عيسى ابن مريم، عليهما السلام ..
يا أيتها الشابة.. يا أيتها العروس.. يا أيتها الحامل: يا أيتها الأم:
* لم لا تنوين مثلما نوت امرأة عمران، وتنذرين ما نذرت؟!
* لم لا تقولين مثلما قالت هند بنت عتبة عن ابنها: ثكلتـه إن لم يسد العرب والعجم جميعا؟ وصحت فراستها.. رضي الله عنهما؟!
* لم لا تفعلين ما فعلت أم الغلام اليتيم "محمد بن إدريس" الذي ملأ طباق الأرض علما بعد ذلك باسم "الشافعي"؟!
* لم لا تفعلين ما فعلت زوج فروخ أم الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن.. التي صبرت على الوحدة.. وفرّغت همتها؛ لتخرج للدنيا معلم الأئمة، ومفـرّخ الجهابذة؟!
* لماذا لا تنذرين ما في بطنك مجاهداً أو عالماً أو داعية أو عابداً.. كما فعلت الموفقات؟!
هل ستقولين ما قالت المرأة الصالحة: إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني.. لعلك تكونين أماً لشيخ من شيوخ الإسلام؟!
هل تفعلين؟!
افعلي.. لعل الله أن يبارك نيتك، ويقبل دعاك..
منقول
الروابط المفضلة