قبل الولادة تقضي الأم شهوراً طويلة فى التفكير في طفلها القادم ، وخاصة إذا كانت أم لأول مرة ، وتتسائل كيف سيكون شكله ؟ هل سيتفاعل معها بمجرد ولادته ؟ وهل يشعر الطفل بالولادة هو أيضاً ؟
الآن يمكنكِ عزيزتي الأم التخيل ، فتخيلي نفسك في مكان آمن ودافئ دون الإحساس بالألم أو الضيق ثم ستشعرين بأن شيئا ما يعتصرك تدريجيا ، ويضغط عليكِ لساعات ليخرجك من عالمك الدافئ والهادئ إلى عالم آخر ملئ بالأحاسيس.
شعور الطفل
********
تقول الدكتورة ريم الغامدي " تشعرين لأول مرة بالضوء والبرد واللمس والروائح والضوضاء العالية ، ثم ستشعرين بأن ظهرك أصبح مستقيماً للمرة الأولى وتحسين بحرقة في رئتيك ثم يقوم شخص ما بفركك ببطانية خشنة الملمس ، تخيلي بعد ذلك أنك تشعري بالدفء مرة أخرى وتحتضنك أمك بحنان ، لقد توقفت الضجة ولم يعد هناك شخص يضع الأشياء في فمك بل تركوك لترتاح بهدوء ثم تدريجيا تحصلي على مكافأة من الحليب الدافئ ، وتغطي بعدها في نوم عميق "
الطفل بعد الولادة
***********
الطفل الطبيعي يكون رأسه غير مدور بشكل عادي ربما الجبهة وعظام الجمجمة بارزة جداً قد يكون لونه وردياً ، أو معتما قليلاً كما قد تكون الأيدي والأقدام زرقاء نتيجة الضغط والمجهود أثناء الولادة وغالباً يعود لون بشرة الطفل إلى لونه الطبيعي بعد أسبوع أو اسبوعين .
قد يكون الطفل مغطى بالدم أو بقايا المشيمة وقد تغلفه مادة شمعية لزجة ، هي المادة التي كانت تحمي الطفل داخل الرحم وفي الأغلب فإن هذه الأعراض تختفي من 24 إلى 48 ساعة كما تختفي المادة اللزجة أو تظهر فقط في الفراغات تحت الذراعين أو في طيات الرقبة ويتقشر هذا الجلد مع الوقت ، كما ذكرت جريدة "اليوم".
قد يصاب رأس الطفل ببعض الكدمات أو تظهر عليه آثار استخدام المبضع أو آلة شفط المولود إذا تطلب الأمر استخدامهما وستزول هذه الكدمات بشكل تدريجي خلال الأسبوع الأول. ونادراً ما يتكون لدى الأطفال الرضع جيب كبير من الدم على أحد جوانب الجمجمة تحت الجلد وتزول هذه المشكلة بشكل تدريجي خلال الشهر الثاني أو بالتدخل الطبي خلال 48 ساعة.
لحظة الميلاد الأولي
*************
وتؤكد الدكتور ليلي أبو صالح " ما يحدث مع الطفل في اللحظات الأولى من الحياة ، وتعتبر الساعة الأولى من حياة الطفل الرضيع مرحلة انتقالية حرجة حيث يقوم بأخذ النفس الأول الذي تطلب طاقة كبيرة ويتوجه الدم إلى الرئتين اللتين تتخلصان من السوائل التي كانت موجودة فيهما ويبدأ نقل الأكسجين إلى كافة أعضاء الجسم الحيوية.
بعد الولادة خذي وقتاً كافيا لاكتشاف جسم طفلك الرضيع ، وستشعرين انه جميل بغض النظر عن انتفاخه ولونه الغريب وتشكل الساعة الأولى من حياة الطفل فترة يقظة هادئة.
فبعد فترة البكاء الأولى، يستعد الطفل الرضيع لاكتشاف عالمه الجديد إذا كانت الإضاءة خافتة سيفتح عيونه ويحاول التركيز على وجه أمه وأبيه ثم الإنصات إلى الأصوات المألوفة مثل صوت أمه أو أبيه أو أخوته ، وهذا هو الوقت المثالي لبدء التواصل مع العائلةَ والبدء بإرضاع الطفل من صدر أمه.
أثناء هذه المرحلة يتعلم الطفل الرضيع كَيف يجد الحلمة وكيف يرضع وستكون هذه التجربة أسهل للأم والطفل الرضيع إذا تكلل الاتصال الأول بالنجاح ، فالأطفال الرضع يملكون قدرات مذهلة عند الولادة حيث باستطاعتهم البحث عن الحلمة والرضاعة الطبيعية من الصدر بالفطرة كما يمكنهم أن يواسوا أنفسهم عن طريق مص أصابعهم أو ايديهم كما يمكنهم الاحتفاظ بدرجة حرارتهم عن طريق الالتفاف على أنفسهم كما بإمكانهم إدراك الحركة حولهم ويقومون برفع رؤوسهم لفترة قصيرة من الوقت وعيونهم بارعة جداً في التركيز لمسافة 10 إلى 12 بوصة وهي المسافة بين وجه الأم والطفل عندما يكون بين ذراعيها.
ويذكر الدكتور خالد عبد المحسن أن الولادة تجربة منهِكة للطفل ، ويفضل خلال حوالي ساعة من الولادة ترك الأم والطفل ليناما سويا لعدة ساعات ، وليس غريباً على الطفل الرضيع أن ينام من 4 إلى 8 ساعات وربما يستيقظ فقط للحصول على رضعته ثم يعاود النوم .
ومن الطبيعي أن يصاب الطفل الرضيع بالمغص من عمر 20 يوماً وسبب هذا المغص غير معروف ويشعر الطفل عادة بالراحة بعد خروج الغازات التي قد تكون سبباً في حدوث المغص ويحدث المغص أكثر عند الأطفال الذين يتناولون الحليب من الزجاجة.
الروابط المفضلة