لقد بدأت فكرة هذا البحث لدي مع الإعلان في الركن عن مسابقة علوم القرآن, ولم أكن أعلم أني سأدخل بحوراً من العلوم لا علوماً فقط ببحثي في هذا المجال و لكثرة ما حصلت عليه من معلومات و غزارة ما وقعت عليه من مصادر و مراجع تولدت فكرة هذا الموضوع لدي..و هو عبارة عن لمحة موجزة أقدم فيها تعريفاً لعلوم القرآن و أهميتها و مراحل تطور الكتابة فيها وأهم من ألف و كتب في هذا المجال و أهم كتبهم و مراجعهم ..أتمنى بحق أن يعود عملي هذا بالنفع علي و عليكن أخواتي الكريمات و لا تحرمنني من إبداء رأيكن فيما ستقرأن و تصويب أخطائي فهذا يهمني كثيرًا بارك الله فيكن ..علوم القرآن (تعريفها- أقسامها- علماؤها)
أهمية علوم القرآن
علوم القرآن من أفضل العلوم و أشرفها و يقول ابن الجوزي –رحمه الله تعالى-:"لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم كان الفهم لمعانيه أوفى الفهوم ؛ لأن شرف العلم بشرف المعلوم)و يقول السيوطي في مقدمة كتابه (الإتقان في علوم القرآن):" و إن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم و منبعها و دائرة شمسها و مطلعها أودع فيه سبحانه و تعالى علم كل شيء أبان به كل هدي و غي فترى كل ذي فن منه يستمد وعليه يعتمد :
فالفقيه يستنبط منه الأحكام و يستخرج به حكم الحلال و الحرام.و النحوي يبني منه قواعد إعرابه و يرجع إليه في معرفة خطا القول من صوابه.و البياني يهتدي به إلى حسن النظام و يعتبر مسالك البلاغة في صوغ النظام.وفيه من القصص و الأخبار ما يذكر أولي الأبصار ومن المواعظ و الأمثال ما يزدجر به ألو الفكر و الاعتبار."و قد ذكر الزركشي في مقدمة كتابه (البرهان في علوم القرآن):"قال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى " اهدنا الّّسّّّّراطِ المستقيم" أي " القرآن " أرشدنا إلى علمه "و يتضح مما تقدم لنا مكانة هذه العلوم و فضلها و سر انكباب الكتاب و المؤلفين على الكتابة فيها و الإبحار في أعماقها و ضرورة علمنا بها و لو بشكل مبسط .تعريف علوم القرآن :
لقد وجدت في هذا المجال الكثيرمن التعاريف و الشروح و أبسطها في رايي تعريف قراته ل أ.د/فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي أستاذ الدراسات القرآنية في كلية المعلمين بالرياض و أتمنى أن أكون قد وفقت في توضيح المقصود..يقول الأستاذ: مصطلح علوم القرآن له معنيان :لغوي يفهم منه أنه العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن سواء أكانت خادمة للقرآن بمسائلها أو أحكامها أو مفرداتها أو أن القرآن دل على مسائلها و أرشد إلى أحكامهاو الثاني اصطلاحي خاص بعلم مدون يعرف بأنه علم يضم أبحاثاً تليه تتصل بالقرآن من نواحٍ شتى يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً.نشأة علوم القرآن:
نشأت علوم القرآن منذ فجر الإسلام عندما كان الصحابة يجتمعون في دار الأرقم بن أبي الأرقم يحفظون القرآن و يتدبرون آيه حيث أن حفظ القرآن و تلاوته و تدبره من أهم علوم القرآن.لكن لم يقم الصحابة في العهد النيوي بتدوين لعلوم القرآن حيث أن أغلبهم لم يكن يعرف القراءة و الكتابة عدا عن أن أدوات الكتابة لم تكن متوافرة لديهم زيادة على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهاهم عن كتابة أي شيء غير القرآن. لكن و مع ذلك فهم كانوا عارفين بعلوم القرآن حاملين لها في صدورهم فلم يكونوا يتركون أية دون فهم معانيها و العمل بها و قد أخرج الطبري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعرف معانيهن و العمل بهن.وفي صحيح البخاري يقول ان مسعود رضي الله عنه (و الله الذي لاإله إلا غيره, ما نزلت سورة من كتاب الله, إلا أعلم أين نزلت, و لاأنزلت آية من كتاب الله, إلا أنا أعلم فيم نزلت, ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله, تبلغه الإبل, لركبت إليه).ويذكر الزركشي في كتابه (و قد كانت الصحابة –رضي الله عنهم- كل منهم مخصوص بنوع من العلم كعلي رضي الله عنه بالقضاء و زيد بالفرائض و معاذ بالحلال و الحرام و أبي بالقراءة....و قال ابن عطية " فأما صدر المفسرين و المؤيد فيهم فعلي بن أبي طالب و يتلوه ابن عباس –رضي الله عنهما-")و عنما فتحت البلاد الإسلامية انتشر الصحابة عليهم رضوان الله يعلمون أهل البلدان المفتوحة القرآن و يفسرونه لهم و نشأت مدارس التفسير و أهمها مدرسة ابن عباس في مكة و مدرسة أبي بن كعب في المدينة و مدرسة عبد الله بن مسعود في الكوفة,ولكن في هذه الفترة لم يكن التدوين بعد موجوداً حتى بدأ عهد التدوين بتدوين بعض العلوم كالقراءات و غريب القرآن و الناسخ و المنسوخ و التفسير الذي بدأ تدوينه مع تدوين الحديث النبوي الشريف.. و تفسير الطبري أقدم تفسير شامل وصل إلينا كاملاً.أهم الكتب في علوم القرآن:
يعتبر الزركشي أول من وضع كتاباً في علوم القرآن مشتملاً على أنواع هذه العلوم سماه (البرهان في علوم القرآن ) و هو للعلم عالم بفقه الشافعية تركي الأصل توفي عام 794 هجرية و عمره 49 سنة.و يقول في مقدمة كتابه ( مما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علوم القرآن كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلم الناس في فنونه... وسميته " البرهان في علوم القرآن" )و قد اشتمل فهرس أنواع العلوم التي تعرض لها في كتابه سبعة و أربعين نوعاً و قد طبع الكتاب في أربعة مجلدات ..و يمكن لمن يريد الإطلاع عليه استخدام الرابط التالي:
ثم تلاه بعد ذلك السيوطي و هوإمام حافظ مؤرخ و أديب له نحو 600 مصنف ولد بالقاهرة سنة 894 و توفي عام 911هجرية رحمه الله .و قد وضع كتاباً مهماً في علوم القرآن سماه (الإتقان في علوم القرآن) وله العديد من الكتب الأخرى كتفسير الجلالين و إعراب القرآن وغيرها في الحديث و اللغة و الأنساب. رابط كتابه:
و يحتوي فهرس كتابه على ثمانين نوعاً من العلوم.
ومن أهم كتب العلماء المحدثين كتاب (مناهل العرفان في علوم القرآن) لمحمد عبد العظيم الزرقاني رحمه الله.أقسام علوم القرآن:
و هنا يتسع المجال أمامنا لنغوص في بحور شتى من العلوم التي تصدى المؤلفون و العلماء للكتابة فيها و لايزالون و تبهرنا تلك المجالات بأفقها الواسع و امتدادها الذي لا حدود له وكيف لا وهي في كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لامن خلفه.ومن أبرز علوم القرآن نجد تفسير القرآن و أسباب النزول و القراءات و المكي و المدني و المحكم و المتشابه و النسخ و الأمثال و القصص و الإعجاز و غيرها الكثير..فوائد معرفة علوم القرآن:
تعطينا صورة متكاملة عن القرآن الكريم، من حيث نزوله، وتفسيره، وجمعه، وكتابته، وعندما تكتمل في أذهاننا هذه الصورة تزداد قداسة القرآن الكريم في نفوسنا، وتزداد معرفتنا بهداياته، وبآدابه، وبأحكامه، وبتشريعاته.
كما أن معرفتنا بعلوم القرآن الكريم تجعلنا نستطيع أن نرد على الشبهات الباطلة التي أثارها الكارهون والجاهلون والحاقدون حول القرآن الكريم، وتجعلنا نعرف ما الشروط التي يجب أن تتوفر فيمن يتعرض لتفسير القرآن الكريم، وفيمن يتعرض للحديث عن أوامره ونواهيه.
كذلك تجعلنا ندرك مدى الجهد الفائق الذي بذله العلماء لخدمة القرآن الكريم، إذ أن منهم من كتب في تفسيره، ومنهم من كتب في ناسخه ومنسوخه، ومنهم كتب في إعجازه، ومنهم من كتب في قرآءاته، ومنهم من كتب في غير ذلك، من الموضوعات الخاصة بخدمة القرآن الكريمالمصادر:
كتاب دراسات في علوم القرآن الكريم ل أ.د/فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي أستاذ الدراسات القرآنية في كلية المعلمين بالرياض و هذا رابطه لمن يحب الآطلاع عليه
كتابا البرهان في علوم القرآن و الإتقان في علوم القرآن المتوفران على موقع نداء الإيمان.
الروابط المفضلة