الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

ذكرت في كتابي الموسوم ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) تحت عنوان ( كيف نتقي شر السحرة أو من يتعامل بالسحر والشعوذة والكهانة والعرافة ) الأسس الخاصة بهذا الموضوع وهو على النحو التالي :

أولاً : لا بد أولا من توفر قرينة إثبات تؤكد ذلك الأمر ، وتبين أن هذا الشخص ساحر بعينه ، أو أنه يتعامل مع السحرة والمشعوذين ، ويجب الحذر من القذف الزور باطلا وبهتانا ، دون توفر الأدلة ، وإلا فإن رمي الآخرين بذلك دون القرائن المثبتة لذلك يوقع صاحبه في الإثم العظيم ، مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) ( سورة الحجرات – الآية 12 ) 0

ثانياً : إن ثبت ذلك الأمر بأدلته وقرائنه ، فلا بد من توجيه النصح لهذا الشخص مع مراعاة الدعوة وفق الأسس والقواعد العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بحيث لا يترتب على تلك الدعوة مفسدة أعم من المصلحة المتوخاة ، وعليه فلا بد من تذكيره بالله سبحانه وتعالى ، إما مباشرة أو عن طريق شخص آخر ، بحسب الظروف والأحوال ، وإيضاح خطورة وحرمة السحر وتعاطيه والتعامل به من الناحية الشرعية ، وسياق الأدلة المؤكدة لذلك 0

ثالثاً : لا بد من الحرص في التعامل مع هذه الفئة من الناس ؛ ويحذر جانبهم بكافة السبل والأشكال والوسائل ، فلا يؤكل طعامهم ، ولا يستقبلون في البيوت ، ولا يتعامل معهم إلا بما دعته الضرورة ، دون إحداث عداوة أو قطيعة رحم أو مشاحنة أو بغضاء ضمن حدود ونطاق الشريعة 0

رابعاً : الحرص على الطاعات والبعد عن المعاصي ، ويعتبر هذا العامل أساسا في صون الإنسان من كل شر ، واستحضاراً لكل خير بإذن الله تعالى ، وبذلك يجعل المسلم بيته قلعة وحصنا يتترس فيه من أذى السحرة وشرورهم ، ولن تستطيع الأرواح الخبيثة بإذن الله تعالى النفاذ إليه أو التسلط عليه ، ولن يتمكنوا من اختراق البيوت الإسلامية ، ولن يقدروا بأي حال أن يعيثوا فيها الفساد والتدمير والخراب 0

قصة واقعية :

ذكر لي أحد الاخوة الثقات من دولة اسلامية ، بأن زوجته صارحته ذات يوم بحقيقة مذهلة ، قالت له : بالله عليك دلني ماذا تفعل ، وبأي شيء تستعين لوقاية نفسك من السحر وملحقاته ، والذي نفسي بيده ما تركت ساحرا في المنطقة والمناطق المجاورة إلا وقد طرقت بابه لأجعل المحبة والوئام بيننا ، فما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وقال لي : تذكرت أني دائما كنت أجد بعض الأشياء الغريبة تحت وسادتي أو سريري ، كخيوط معقدة ورأس دجاجة سوداء ونحوه ، قال : فقلت لها : ما أفعل إلا ما ترين ، أحافظ على الطاعة والذكر والتقرب من الله سبحانه وتعالى ، وصدق الحق تبارك وتعالى حيث يقول : ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 102 ) 0

خامساً : المحافظة على الأذكار عامة ، خاصة أذكار الصباح والمساء والنوم ، والأذكار عقب الصلوات المكتوبة ونحوه 0

سادساً : الإكثار من قول : ( حسبي الله ونعم الوكيل ) أو : ( اللهم اكفنِهم بما شئت ) وكذلك : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، فبهذه الأذكار يتوجه العبد المؤمن بيقين وصدق ويفوض أمره لخالقه سبحانه وتعالى ، وهو القادر وحده على رد كيد الكائدين ، وإظهار زيف المبطلين 0

سابعاً : قد تتطلب الضرورة والمصلحة الشرعية وقد يلزم الأمر رفع أمرهم إلى ولاة الأمر ، للحد من أذاهم وإفسادهم في الأرض وإقامة الحدود الشرعية بحقهم ، وإراحة المسلمين من شرهم وأذاهم 0

وبناء على ما ذكر ، فلا بد لأخيك المعالج – وفقه الله لكل خير - من معرفة الدوافع لهذه الدعوة ، فإن كان القصد منها العودة لعلاج المريض ، فنحمد الله على ذلك ، أما إن كان القصد والهدف هو إيذاء المعالج في نفسه وأهله ، فلا يذهب إليهم ، ويستطيع المعالج معرفة ذلك بالفراسة وبتقصي الأمور من الغير حول هذا الموضوع ، سائلاً المولى عز وجل أن أن يهدي هؤلاء القوم ، وأن يحفظ المعالج بمنه وكرمه وفضله ، وأن يوفقنا لما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0