انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 6 من 6

الموضوع: خروج الجن الموكل بالسحر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الردود
    3
    الجنس

    خروج الجن الموكل بالسحر

    فضيلة الشيخ .. جزاك الله خيراً على ماتقدمه وجعله ذخراً لك يوم لاينفع مال ولا بنون ..
    سؤالي عن خروج الجن الموكل بحماية السحر من جسد المسحور ..كيفية التعامل مع اللحظات الأخيرة له إذا قال أريد الخروج ولكن لا أستطيع ولا أعرف وأحياناً أخرى يتجمع في الفخذ أو القدم ويقول لا أعرف كيف أخرج ويبدأ يتردد على أعضاء الجسم .. في هذه الحالة ماذا أفعل معه وماذا أقرأ عليه ليسهل خروجه دون تأذية المريض ؟؟
    مع شكري وامتناني لكم ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الردود
    484
    الجنس
    الأخ المكرم ( عبدالله 11 ) حفظه الله ورعاه

    السلارم عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    أولاً لا أنصح مطلقاً لمن لا يملك الخبرة العملية أو النظرية في التعامل مع الجن والشياطين وبخاصة ( خدام السحر ) ، أذكر هنا الطريقة الخاصة في تعامل المعالجين مع أمثال هؤلاء من باب الفائدة العامة ، وأحذر من التطبيق العملي لذلك من قبل العامة أو ممن لا يملكون الخبرة والدراية في التعامل مع الجن والشياطين وهيَ على النحو التالي :

    طريقة الفصد تستخدم عادة في محاولة إما لفتح طريق للخروج ، أو إيذاء الجن والتأثير عليهم للخروج من بدن المصروع ، وعادة ما يلجأ بعض المعالِجين إلى استخدام طريقة تجميع الجن في منطقة معينة ، تظهر كورم ومن ثم فصد ذلك الموضع بواسطة إبره ونحوه مع خروج دم أسود قانٍ من ذلك المكان ، ويترتب على إجراء هذه العملية شفاء المريض بإذن الله تعالى ، ويتساءل البعض عن مشروعية ذلك ، وقد تكلم في هذه المسألة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين – حفظه الله - حيث قال : ( فالشيطان الرجيم يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ويصل إلى كل جزء وعرق منه ، وقد يتغلب على قلبه فيملؤه بالأوهام والتخيلات والوساوس المحيرة ، ولا ينخنس إلا بذكر الله والاستعاذة منه 0 وأما شياطين الجن فقد يسلطهم الله على بعض الأشخاص ، وذلك هو الجنون والصرع والمس الذي يحصل لبعض الأفراد ؛ بحيث أنه يصرع في اليوم مِرارا فتراه يقوم ويسقط كما أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله : ( 000 لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ 000 ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 275 ) ، والغالب أنه يحصل بتسليط السحرة والكهنة الذين يتقربون إلى الشياطين بما تحب حتى يتملكوا كثيرا من الجن ، فإذا عمل الساحر العمل الشيطاني سلط بعض من تحت تصرفه على ذلك الفرد فلابسه فيصعب تخليصه إلا بالقراءة والتعويذات والتحصن بذكر الله تعالى ، وقد يتمكن الجني من الإنسي فلا يخرج حتى يقتل ذلك الإنسان ، وقد يتمكن من بعض الأفراد فيعالج بالضرب والإيلام والتهديد حتى يخرج ويشاهد خروجه من أحد الأصابع ، بحيث ينغمس في الأرض ثم ينجذب من الجسد ، وكثيرا ما يموت ، تحت الضرب أو تحت القراءة ويحترق بالأدعية والأوراد التي تشتد عليه حتى يموت ويشاهد أنه يجتمع في جزء من البدن كورم يسير يجرح فيخرج قطعة دم 0 وكل هذا معلوم بالمشاهدة والعيان لا ينكره إلا جاهل أو معاند ) ( مجلة الدعوة – الخميس 15 صفر سنة 1416 هـ - العدد 1499 ) 0

    وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي في استخدام عملية الفصد مع الجن والشياطين بعد أخذ العهد والميثاق عليهم بعدم العودة للمريض ونقضهم لذلك العهد ، فأجاب - حفظه الله - :

    ( يظهر أن الفصد هو إخراج الدم ، فإذا كان الجني متمردا بحيث تكرر خروجه وعودته ، ولم يتأثر في أحدها بالرقية جاز الاحتيال إلى قتله ، وقد ذكر بعض القراء أنهم يتمكنون من القراءة عليه حتى يجتمع في موضع من بدن المصروع ، فيفصدونه بسكين ونحوها ، مما يسبب موته وبرء المصروع ، وآخر يقرأ في ماء بعض الأوراد ويحجر الجني عن الخروج ويسقى المصروع من ذلك الماء مما يسبب إحراق الجني وموته في موضعه ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0

    وأما طريقة التجميع فتتم على النحو التالي :

    1)- إن أفضل الأماكن التي يستطيع أن يقوم المعالِج بتجميع الجني الصارع فيها ثلاثة أماكن على النحو التالي :

    أ - إبهام اليدين 0
    ب- إبهام القدمين 0
    ج - منطقة الجبهة 0
    وهذه المناطق لا يشكل الفصد فيها أية خطورة أو إيذاء على حياة المريض إذا اتبعت الضوابط الطبية اللازمة لمثل ذلك الإجراء 0

    2)- أن يقوم المعالِج بالرقية الشرعية وأثناء ذلك لا بد من تحديد المكان الذي يستقر فيه الجني الصارع عن طريق سؤال المريض عن بعض الأعراض التي يعاني منها وأماكنها ، ويستطيع المعالِج الحاذق المتمرس معرفة مكان تواجد ذلك الجني 0

    3)- في حالة تحديد مكان وجود الجني في منطقة معينة كاليد مثلا ، عند ذلك تبدأ عملية تدليك في المنطقة المشار إليها ، وسحب الألم والذي يمثل تواجد الجني الصارع إلى منطقة إبهام اليد ، وسؤال المريض عن انتقال الألم مع عملية السحب والتدليك ، وتستمر العملية حتى يتم تجميع الجني في منطقة إبهام اليد حيث يتم ظهور نتوء أو ورم غير طبيعي 0

    4)- يقوم المعالِج بعملية الفصد ، ويظهر معها دم أسود قانٍ ، وبعد تلك العملية يبرؤ المريض بإذن الله عز وجل ، وفي بعض الأحيان قد يطلب المعالِج من الجني أن يتجمع في المنطقة التي يحددها بحيث يخرج ذلك الجني دون حصول إيذاء له من عملية الفصد ، ويعتبر ذلك فتح باب أو ممر للخروج دون إيذاء لكلا الطرفين ، وبعض الأرواح قد يتجاوب مع هذا الأسلوب 0

    5)- لا بد للمعالِج من إدراك أهمية استخدام هذا الأسلوب مع الرجال دون النساء ، وأما بالنسبة للنساء فيجب الحذر من فعل ذلك مباشرة إلا عن طريق أحد محارم المرأة أو إحدى المرافقات ، بحيث تتم عملية التدليك والتجميع ، ويترك للمعالِج عملية الفصد فقط 0

    ولا بد لهذه العملية من توفر ضوابط شرعية وطبية أوجزها بالآتي :

    أ)- عدم الخوض بالأمور الغيبية كما يفعل بعض المعالِجين بقولهم : ( مات ) أو ( قتل ) ونحوه ، وكون أن هذه العملية معلومة مشاهدة بالعيان وظاهر نفعها بإذن الله سبحانه ، لكنها أمور غيبية لم نقف على حقيقتها ، ولم يتأكد لنا إلا آثارها النافعة الطيبة 0

    ب)- عدم القيام بعملية الفصد ، إلا بعد إقامة الحجة وأخذ العهد على تلك الأرواح ثلاثا بعدم تعرضها للمصاب ، وفي حالة نقض العهد والميثاق من قبل تلك الأرواح ، فلا بأس باتخاذ هذا الإجراء ، حرصا على سلامة المعالِج والمعالَج لما قد يسببه ذلك الفعل من إيذاء أو قتل للجني الصارع ، والذي قد يترتب عليه انتقام أهله وعشيرته بسبب عدم إقامة الحجة عليه بأخذ العهد والميثاق لعدم تعرضه للمصاب ، كما تم الإشارة في نقطة سابقة 0

    ج)- الحرص على سلامة المريض وعدم إيذائه باستخدام طرق غير صحيحة للفصد كما يفعل بعض الجهلة اليوم 0

    د)- الحرص على تعقيم الأدوات المستخدمة في عملية الفصد حرصا تاما ، ونظافة كل ما هو مستخدم فيها 0

    هـ)- يفضل استخدام الإبرة الخاصة بفحص الدم لسهولة استخدامها وللمحافظة على سلامة المريض ، وعدم حصول أية مضاعفات نتيجة لذلك 0

    و)- استخدام القفازات الطبية من قبل المعالِج حرصا على سلامته وعدم تعرضه لآثار بقايا دم المريض ، خاصة أن بعض الأمراض الوبائية قد تنتقل بإذن الله تعالى عن طريق الدم كوباء الكبد والإيدز ونحوه 0

    ز)- استشارة طبيب متخصص في الكيفية التي تتم بها عملية الفصد ، من أجل سلامة المريض وعدم التسبب في أي ضرر أو إيذاء جسمي أو نفسي له 0

    هذا ما تيسر بخصوص استخدام هذه الطريقة في الاستشفاء والعلاج ، سائلاً المولى أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

    أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الردود
    3
    الجنس
    أخي الفاضل أبو البراء جزاك الله خيراً على الإجابة المسهبة .. ولكن هل كل الجن لايخرجون من الجسد إلا بالفصد ؟؟ علماً أن الفصد لا يستخدم عندنا بكثرة في معالجة المس ..حيث أن الرقاة يكتفون بالرقى الشرعية ويخرج الجن أيضاً إذا كان عاصياً يضربوه أما إذا أسلم فقط يقرأوا عليه الآيات القرآنية ويخرج .. وقد شاهدت أنا بعض الحالات من ذلك وشهدت استخراجهم من البدن دون فصد .. ولكن ما أحببت معرفته الآيات التي تسهل خروجهم من البدن ..وجزاك الله من الخير أشمله وأعمه..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الردود
    484
    الجنس
    الأخ المكرم ( عبدالله 11 ) حفظه الله ورعاه

    السلارم عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    طبعاً كما هو معلوم لديكم أخي الحبيب فالوسائل المتبعة في إخراج الجن والشياطين من الجسد بإذن الله عز وجل كثيرة جداً ومنها ما هو أسباب شرعية : كالرقية واستخدام زيت الزيتون وحليب البقر والحبة السوداء وماء زمزم ونحوه ، ومنها ما هو أسباب حسية : كالشذاب ، والحلتيت ونحوه ، وهنا تكمن أهمية فراسة وخبرة المعالج في التعامل مع الجن والشياطين ، ولا ننسى مطلقاً أهم من كل ذلك وهو الأسلوب الدعوي المتبع معهم ، وغالباً ما يعطي نتائج تفوق الوصف والتصور 0

    وبالعموم أخي الحبيب إذا أردت الاستزادة فيمكنك مراجعة كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) ، وسوف يتم تنزيل الموسوعة بأكملها على صفحات الانترنت في القريب العاجل ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة واالعافية :

    أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الردود
    3
    الجنس

    أخي الحبيب أبو البراء ..حفظه الله ورعاه ..
    فعلاً كما تفضلت بالنسبة للأسباب الحسية والتي ذكرت منها الشذاب أو السذاب كما يسمى عندنا وهو مما أستخدمه أنا شخصياً في استخراج الجان وهو ذو تأثير شديد عليهم كما أن المسك الأسود تأثيره شديد أشد من السذاب وكثير من الجن الذين أستخرجهم يتأذون منه كثيراً وكما قال أحدهم بعد أن أسلم قال عليكم بالمسك الأسود ادهنونا به ونخرج لانستحمله أيضاً التبخير بالسذاب مع القسط الهندي ولبان الدكر والحبة السوداء يطردهم من البيت ..وقرأت عن شيء آخر ولكن لم أجربه وهو غسل البيت ببذور الرجلة يقال أنه يطرد الجن الموكل بالسحر من البيت ..ولكن أنا مشكلتي أنه بعد أن أقنع الجن بالخروج وبعضهم من اليهود والنصارى يعتنق الإسلام يتعسر خروجه ويقول لا أعرف كيف أخرج ..هذه المشكلة لدي ونصحت من ذوي الخبرة بقراءة سورة يس لأنها تسهل خروجهم ..

    سيدي الكريم وأخي الحبيب أبو البراء جزاك الله من الخير أجزله وأعمه وحماك من تسلط الأعداء وجمعنا وإياك على حوض نبيه الحبيب عليه الصلاة والسلام ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الردود
    484
    الجنس
    الأخ الحبيب ( أبو عبدالله 11 ) حفظه الله ورعاه

    السلام عليكم ور حمة الله وبركاته ،،،

    جزاك الله كل خير على هذا الإطراء الذي لا أستحقه ، وأسـاله سبحانه وتعالى أن يجعلني شعرة في صدر كل عبد مسلم كما نقل عن الحبر الأعظم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ، وكما قال : ( اللهم اجعلني خيراً مما يضنون ، واغفر لي ما لا يعلمون ، ولا تؤاخذني بما يقولون يا رب العالمين ) 0

    أما بخصوص قولكم - يا رعاكم الله - : ( أيضاً التبخير بالسذاب مع القسط الهندي ولبان الدكر والحبة السوداء يطردهم من البيت ) 0

    قلت وبالله التوفيق : حول مسألة استخدام اللخور ، فاعلم - يا رعاك الله - أن بعض العامة يستخدمون بعض البخور كالحبة السوداء والشبه والمستكة أو ما يسمى بتفاح الجن لتحصين البيوت من الجن والشياطين ، أو ظنا بنفعها لإزالة العين والحسد ونحوه 0

    وقد سئل علماؤنا - حفظهم الله - في ذلك ، فأفتوا بعدم جواز ذلك مطلقا لمشابهة ذلك ما يقوم به السحرة من إطلاقهم البخور واستخدامهم له ، وأما استخدام ذلك البخور بقصد العلاج الشعبي ، كطرد الغازات والرطوبة من الجسم ونحوه ، فلا بأس به ، إن ثبت نفعه من الناحية الحسية وأصبح سببا حسيا للشفاء من خلال التجربة والخبرة ، ودون حصول أي ضرر أو تلف أو إيذاء 0

    وقد سئلت اللجنة عن جواز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من إصابة العين ، فأجابت :

    ( لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها ، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة 0 وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) ( مجلة البحوث الإسلامية – فتوى رقم 4393 – 27 / 70 – اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ) 0

    سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - عن جواز التبخر بالشب ، أو الأعشاب ، أو الأوراق وذلك لمن أصيب بالعين ، فأجاب : ( لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها ، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن ، والاستعانة بهم على الشفاء ، وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة ) ( فتوى رقم " 4393 " بتاريخ 25 / 2 / 1402 هـ ) 0

    قال الشيخ علي بن حسن عبد الحميد : ( وليس من شك أن استعمال البخور من صنائع المشعوذين ، حيث يجلبون الجن والشياطين ، يستهوونهم بها على هذه النية ، فهذا لا يجوز بحال ، وأما استعمال البخور لطيب رائحته وحسن عبيره لا إشكال في جوازه في غير هذا المقام ) ( منهج الشرع في إثبات المس والصرع – ص 223 ) 0

    قال الأستاذ مجدي محمد الشهاوي : ( ويدخل في هذا التبخر بأي نوع آخر من البخور كالجاوي والفاسوخ وغيرهما ، وكذلك ما يكتبه الدجالون ، والمشعوذون من أوراق يعطونها للعامة من الناس يتبخرون بها للشفاء من الحسد أو غيره من الأمراض ، وإنما ذلك من حيل الشيطان ، وقد نصب لهم شباك الفتنة وأوقعهم في حبالها ، واستعان عليهم بأهل الخرافات وضلالها ، وكتّاب الحروز والتمائم ودعاة الشعوذة وعمالها ، فحسنوا القبيح وقبحوا الحسن ، وضللوا الأمة في عقائدها وأقوالها وأفعالها ) ( حقيقة الحسد وعلاج المحسود – ص 86 ، 87 ) 0

    وقد كان لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رأي آخر عندما سئل عن حكم التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من الإصابة بالعين ؟؟؟

    فأجاب – حفظه الله - : ( التبخر هو جعله على الحجر ، حتى يخرج له دخان ، فيتلقى ذلك الدخان بوجهه ، أو بينه وبين ثوبه ، وقد يكون ذلك مفيداً إذا تبخر بعلاج نافع ، كبعض الأعشاب التي يكون لها رائحة تؤثر في الجسد ، وقد تكافح بعض الأمراض ، حيث أن هناك أمراض تعالج بمثل البخار الذي هو دخان فيه مواد مكافحة للمرض ، فأرى أن ذلك خاضع للتجربة ، فمتى عرف أن هذا يؤثر التبخر به فهو جائز ولا محذور فيه ، لأن الأصل في الأدوية الإباحة إلا ما دل دليل على منعه، فالشب دواء معروف، وهو معدن شبه الحجارة ، يقرب من البياض ، يستعمل دواء لبعض الأمراض ، وأما الأعشاب فالأصل فيها الإباحة ، ولا مانع من التبخر بما يفيد منها ، وأما الأوراق فلا أصل للتبخر بها ، لكن بعض العلماء رخص في كتابة بعض الآيات في أوراق ثم غسلها وشرب مائها ، ثم التبخر بأصل الورق ، ولعل ذلك خاضع للتجربة ، والذين يفعلون ذلك من العلماء المعتبرين ، وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد بعض الآثار في كتابة آيات من القرآن ، وأدعية مأثورة ، ثم غسلها وشرب مائها ، وأن ذلك يؤثر ويفيد ، والله أعلم ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) 0

    قلت : تعقيباً على ما ذكره العلامة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – فإن بعض الأعشاب وبعض المواد لها خاصية نافعة ومفيدة بإذن الله سبحانه وتعالى إذا استخدمت على هذه الكيفية - أعني التبخر بها – وقد ثبت هذا لدى أهل الدراية والخبرة وكذلك الأطباء المتخصصون ، فقد ثبت أن لبعض البخور خاصية في تقليل نسبة الرطوبة لدى النساء بعد الولادة ، كما ثبت أن بخار الحديد نافع بإذن الله تعالى لبعض أنواع الأمراض الجلدية كما تم الإشارة آنفاً 0

    أما بالنسبة لاستخدام التبخر بهذه الأعشاب للإصابة بالعين والصرع والسحر فلا أرى أنها تندرج تحت الأسباب الحسية لاعتبارين أولاهما :

    أولاً : أنها لم تثبت منفعتها للمتخصصين في مجال الرقية الشرعية ، بل على العكس من ذلك تماماً فبعض هذه الأعشاب تساعد على استحضار واسترضاء الجن والشياطين 0

    ثانياً : أن فيها مشابهة لما يقوم به السحرة والمشعوذون من إطلاقهم البخور واستخدامه في استحضار الأرواح الخبيثة ، كما أشارت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء آنفاً لهذا المفهوم ، وكذلك بين العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - والله تعالى أعلم 0

    وأما استخدام البخور الطيبة كالعود والمسك بنوعية الأسود والأبيض والورد الطائفي ونحوه ، فلا حرج فيه ، وهو من الأسباب المباحة التي لا تتعارض مع الأحكام الشرعية ، شريطة أن لا يعتقد فيها بالنفع والضر ، بسبب أن الشياطين تكره الرائحة الطيبة لخبث أرواحها ، وتوافق ذلك الجانب في طبيعتها مع الرائحة الخبيثة ، فهي تميل لها وتحبها 0

    يقول ابن القيم - رحمه الله - : ( وفي الطيب من الخاصية ، أن الملائكة تحبه ، والشياطين تنفر عنه ، وأحب شيء إلى الشياطين الرائحة المنتنة الكريهة ، فالأرواح الطيبة تحب الرائحة الطيبة ، والأرواح الخبيثة تحب الرائحة الخبيثة ، وكل روح تميل إلى ما يناسبها ، فالخبيثات للخبيثين ، والخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين ، والطيبون للطيبات وهذا وإن كان في النساء والرجال ، فإنه يتناول الأعمال والأقوال ، والمطاعم والمشارب ، والملابس والروائح ، إما بعموم لفظه ، أو بعموم معناه ) ( الطب النبوي – ص 281 ) 0

    وقال - رحمه الله - تحت عنوان هديه صلى الله عليه وسلم في حفظ الصحة بالطيب : ( لما كانت الرائحة الطيبة غذاء الروح ، والروح مطية القوى ، والقوى تزداد بالطيب وهو ينفع الدماغ والقلب وسائر الأعضاء الباطنة ويفرح القلب ويسر النفس ويبسط الروح وهو أصدق شيء للروح وأشده ملاءمة لها ، وبينه وبين الروح الطيبة نسبة قريبة ، كان أحد المحبوبين من الدنيا إلى أطيب الطيبين صلوات الله عليه وسلامه ) 0

    وقال أيضا : ( والطيب غذاء الروح التي هي مطية القوى ، والقوى تتضاعف وتزيد بالطيب كما تزيد بالغذاء والشراب والدعة والسرور ومعاشرة الأحبة وحدوث الأمور المحبوبة ) ( الطب النبوي – ص 509 ) 0

    وقال - رحمه الله - : ( وله تأثير في حفظ الصحة ودفع كثير من الآلام وأسبابها بسبب قوة الطبيعة به ) ( الطب النبوي – ص 517 ) 0

    وتجدر الإشارة إلى مسألة مهمة تتعلق بهذه الناحية ، وهي أنه ليس كل ما يقال من قبل العامة في قضايا العين وعلاجها يعتد ويؤخذ به ، إلا ما ثبت به الدليل من الكتاب والسنة ، أو أقره أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين ، ولا بد قبل الحديث والكلام والنقل فيما يختص بهذه المسائل من العودة لأهل العلم وسؤالهم ، واستفتائهم ، لدقـة تلك المسائل وتعلقها وتأثيرها على الناحية الإعتقادية 0

    قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - : ( إن الدواء سبب للشفاء ، والأسباب إما أن تكون شرعية كالقرآن الكريم والدعاء ، وإما أن تكون حسية كالأدوية المادية المعلومة عن طريق الشرع كالعسل أو عن طريق التجارب مثل كثير من الأدوية وهذا النوع لا بد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس صح أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى ، أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال ويهون عليه المرض وربما ينبسط السرور النفسي على المرض فيزول فهذا لا يجوز الاعتماد عليه ولا إثبات كونه دواء لا ينساب الإنسان وراء الأوهام والخيالات ولهذا نهى عن لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع المرض أو دفعه لأن ذلك ليس سببا صريحا حسيا وما لم يثبت كونه سببا شرعيا ولا حسيا لم يجز أن يجعل سببا ، فإن جعله سببا نوع من منازعة الله تعالى في ملكه وإشراك حيث شارك الله تعالى في وضع الأسباب لمسبباتها ) ( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 143 ، 144 ) 0

    وعلى كل حال فإن استخـدام الطيـب بشكل عام وبخاصة العود والمسك بشقيه الأبيض والأسود وكذلك الورد الطائفي وكثير من تلك الأنواع مفيد ونافع ، وبخاصة أن الطيب مما حبب إلى رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ، وبالعموم فإن الشياطين تنفر من كل ما هو محبب للنفس من روائح عطرية طيبة ، ولا تطيق بأي شكل من الأشكال تلك الرائحة ولا تداني الأماكن التي تنبعث منها ، وتلك جبلة هذه الأرواح ولذلك تراها تألف وتحب الأماكن القذرة كالحمامات والحشوش والمزابل ونحوها 0

    يقول الأستاذ وحيد عبدالسلام بالي : ( 000 فقد لاحظت أن كفار الجن يتضايقون من الروائح الطيبة خاصة رائحة المسك00 بينما الجن المسلمون يحبونها كمسلمي الإنس تماما )( وقاية الإنسان من الجن والشيطان – ص 21 ) 0

    يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( المسك يؤذي الجن الكافر إيذاءً شديداً ويخنقه ، وقد يهلكه أحياناً ، ويستخدم في دهان المصاب بالسحر والمس بمفرده أو مع زيت حبة البركة وزيت الزيتون بعد قراءة آيات الرقية ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 51 ) 0

    ومن الفوائد التي ثبت نفعها عند أهل الاختصاص أن استخدام المسك الأبيض أو الورد الطائفي قبل النوم ودهنه على المنطقة الواقعة ما بين السرة والركبة ينفع بإذن الله تعالى من الاعتداءات والتحرشات الجنسية ، وأما بالنسبة لاستخدام المسك الأسود فقد ثبت نفعه بإذن الله تعالى للاعتداءات المتنوعة التي قد يتعرض لها المصاب من ضرب ورفس ونحو ذلك ، والله تعالى أعلم 0

    وهنا أود الإشارة إلى مسألة في غاية الأهمية حيث قد تفشى في الآونة الأخيرة عند بعض المعالجين - وفقهم الله للخير - استخدام الأعشاب المركبة في الرقية والعلاج وتتضمن على مجموعة من الأعشاب والعقاقير الشعبية ، وقد تحتوي تلك الأعشاب على بعض المركبات السامة التي قد يؤدي استخدامها لتعطيل بعض الوظائف الخاصة بالجسم البشري بل قد يتعدى ذلك أحيانا ويؤدي للوفاة ، وتحت هذا العنوان لا بد من التنبيه للأمور الهامة التالية :

    1)- لا يجوز البتة استعمال تلك الأعشاب مع قبل المرضى باعتبار أنها غير مأمونة الجانب ، خاصة إن لم تكن معدة من قبل متخصصين في هذا المجال ، وطب الأعشاب علم قائم بذاته له معادلاته وتركيباته النسبية الدقيقة ، وأي إخلال بتلك النسب يؤثر تأثيرا سلبيا على خواص تلك الأعشاب ، وقد يعرض ذلك حياة المرضى للخطر الشديد ، وأحيانا قد يؤدي للوفاة ، ويستثنى من ذلك المعالِج الذي يملك إجازة رسمية علمية في مزاولة وممارسة طب الأعشاب 0

    2)- قد يدعي البعض من هؤلاء المعالِجين بأن طبيبا عربيا حاذقا في هذا النوع من الطب قام بتركيب تلك الأعشاب وإعدادها للاستعمال ، وهذا بحد ذاته لا يعتد به ، ولا يعتبر مسوغا كافيا لتمرير مثل ذلك العمل ، والسبب في ذلك أن المسؤولية سوف تقع على عاتق من يقوم بإعطاء تلك الأعشاب المركبة ، ولن تخلى مسؤولية المعالِج بأي حال من الأحوال في حالة ترتب أية مضاعفات خطيرة نتيجة استعمال الأعشاب لأسباب كثيرة أورد منها :

    أ - الاستخدام الخاطئ في الكمية المحددة لذلك العلاج 0
    ب- إضافة أعشاب مركبة أو غير مركبة في الاستخدام من عدة أشخاص معالجين ، وهذا يؤدي إلى الإخلال الكلي بمعادلة الأعشاب المركبة أصلا ، وقد ينتج عن ذلك مضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة 0

    3)- ناهيك عن بعض الجهلة ممن يقومون بإعداد تلك الأدوية المركبة دون التقيد بمعادلاتها ونسبها ومقابلة كل نوع من الأنواع الخطيرة بما يضاده في التأثير 0

    وهذا العلم قائم على معادلات وتركيبات بحيث يتم إعداد تلك الأعشاب من قبل المتخصصين في هذا العلم الحائزين على شهادات علمية ، ويتم إعداد تلك الأعشاب وفق نسب معينة دقيقة تكون مأمونة الجانب والأثر 0
    ولذلك أنوه بالجميع وبخاصة النساء على عدم استعمال واستخدام مثل تلك الأعشاب خاصة استخدام التحاميل المهبلية أو الشرجية لما يكتنفها من مخاطر لا يعلم مداها وضررها إلا الله ، ولا يجوز البتة استخدام تلك الأعشاب مهما كان مصدرها إلا في حالة واحدة وهي حصول المعالِج على إجازة رسمية علمية معتمدة تخوله تركيب وإعداد مثل تلك الأدوية ، لا سيما أنه قد ثبت نفع عظيم في استخدام هذه الأعشاب كأدوية سواء كان ذلك في علاج الأمراض العضوية أو الأمراض التي تصيب النفس البشرية كالصرع والسحر والعين ونحوه ، والشريعة أباحت استخدام ذلك على اعتبار أنها أسباب حسية للشفاء بإذن الله تعالى 0

    علماً بأن الأنفع والأسلم المداواة بالأدوية المفردة أو الغذاء ، وما كان أقل تركيباً ، كما أفاد بذلك أهل العلم الأجلاء 0

    قال ابن القيم – رحمه الله - : ( إن أدوية غالب الأمم والبوادي بالأدوية المفردة ، وعليه أطباء الهند 0 وأما الروم واليونان : فيعتنون بالمركبة : وهم متفقون عليها : على أن سعادة الطبيب أن يداوي بالغذاء ؛ فإن عجز : فما كان أقل تركيباً ) ( الطب النبوي – ص 57 ) 0

    سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي في استخدام الأعشاب من قبل بعض المعالِجين دون التقيد بنسبها ومعادلاتها ؟؟؟

    فأجاب – حفظه الله – : ( استخدام الأعشاب كعلاج للسحر والصرع جائز ، لكنه خاضع للتجربة أو لذكر ذلك في كتب الطب القديمة أو الحديثة ، ولا شك أن الأعشاب والنباتات فيها فوائد للإنسان أو للحيوان ، فإن الله تعالى لم يخلق شيئا من الحيوان أو النبات عبثا ، بل لا بد فيه من فائدة أو مصلحة تعود إلى المخلوقات ، ومن ذلك العلاج بها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله 000 ) ( أخرجه الإمام أحمد في مينده ، والبخاري في صحيحه – السلسلة الصحيحة 451 ) رواه أحمد وغيره وبعضه في الصحيح ، ولكن لا ينبغي استعمال كل دواء في كل مرض فقد تكون بعض الأعشاب وبعض العلاجات ضارة لبعض الأشخاص أو في بعض الأحيان فلا بد من التجربة قبل الاستعمال ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع – ص 322 ) 0

    وقد سئل فضيلته عن موقف الإسلام من الأطباء الشعبيين فأجاب – حفظه الله - : ( ورد في الحديث " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه ، وجهله من جهله " فهؤلاء الأطباء الشعبيون قد عملوا بالتجربة على هذه الأدوية ، ورجعوا فيها إلى كتب الطب التي جمعها علماء عارفون بذلك ، وهذا فن من فنون العلم الكثيرة ، قد تخصص فيه أقوام من عهد النبوة ، وقبلها وبعدها ، وعرفوا تراكيب الأدوية وخواص كل دواء ، وكيفية استعماله ، مع اعتقادهم أنها أسباب للشفاء ، وأن الله تعالى هو مسبب الأسباب 0
    فعلى هذا لا بأس بتعلم ذلك والعلاج به ، وعلى السائل أن يقرأ كتاب : ( الطب النبوي ) لابن القيم ، وللذهبي ، و ( الآداب الشرعية ) لابن مفلح ، وكتاب ( تسهيل المنافع ) ، وغيرها ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع – ص 323 ) 0

    يقول الأستاذ علي بن محمد ياسين : ( إن التطبب والتداوي سواء بالأعشاب أو بالعقاقير الطبية بأنواعه ومقاديره ، مجال لا يجوز للإنسان أن يخوض فيه ولا يعمل فيه إلا بعلم ودراية وإلمام تام 0
    لا بد له من علم بنوع المرض وضرره وآثاره ، وعلاجه ومقادير ذلك ، وما يتناسب مع حال المريض ، ومدى قابلية بدنه للعلاج ، ومدى نفع ذلك العلاج لحالته ، وبيئته التي يعيش فيها ومدى تأثير البيئة على العلاج ، والاستفادة منه من عدمها ، ومعرفة نوعية العلاج والمواد التي يحتوي عليها ، والنافع منه والضار ، ومراعاة النسب عند التركيبات وجدوى الخلط بين النوعين ، وما هي المادة التي تنتج من ذلك ، ومدى النفع والضرر الحاصل من جراء تلك المخلطات ، وغير ذلك من العوامل التي يجب على المعالج مراعاتها حال علاجه للناس 0
    وإذا خاض المعالج في هذا المجال بدون الضوابط السابقة فهو آثم واقع في منكر عليه أن يقلع عنه ، ويتوب إلى الله منه ، وأن يتوقف عن التطبب في الناس دون علم وبصيرة ، فرب علاج كان سمًا زعافاً كما أسلفت ورب متطبب مشفق ، عاد على مرضاه بالضرر، والله الهادي إلى سواء السبيل ) ( مهلاً أيها الرقاة – ص 113 ) 0

    يقول العشاب اليمني المعروف محمد حسن السراجي عن ظاهرة التداوي بالأعشاب الطبية ووقوع عشرات المواطنين بسبب هذا الوضع ضحايا للأدعياء والمشعوذين معلقا : ( بعد العودة العالمية للمعالِجة بالنباتات والأعشاب الطبية برز كثير من الأدعياء والمشعوذين في هذا الميدان 0 ومشكلة هؤلاء أنهم يعتمدون على مؤلفات عدة لممارسة المهنة في ضوئها لكنهم يفتقدون المعرفة والدراية بأنواع الأعشاب ومنافعها ومضارها وخصائصها وكيف ومتى تستخدم وبأي أوزان ومقاييس 0 ومعظمهم لا يستند إلى العلم في معرفة الأمراض وأسبابها وطرق علاجها وبعضهم لا يعرف حتى تركيب جسم الإنسان ) ( جريدة الحياة - 20 جمادى الأولى 1418 هـ – العدد 12623 – ص 22 ) 0

    سئل الدكتور أحمد جودة محمد بكالوريوس صيدلة عن مسألة تركيب الأعشاب وتجميعها وخلطها ، هل كل شخص يمتلك الإمكانات لتركيب هذه الأعشاب وصرفها للمرضى للعلاج ؟

    فأجاب بالآتي : ( أولاً : ما هي الأعشاب الطبية ؟ هي أي نبات يحتوي على مواد ذات تأثير طبي داخل جسم الإنسان 0
    هل تحتوي الأعشاب على مواد كيميائية ؟ نعم ، لأن المادة الفعالة في النبات عند دراستها وتحليلها ، نجد أنها مادة ذات تركيب كيميائي محدد وثابت ويتم التعارف عليها إذا وجدت في هذا النبات أو في آخر ، أو إذا كانت منفصلة 0
    ومن الناحية التجارية إذا كانت هذه المادة متوفرة بكثرة في النبات يتم استخلاصها ، وجعلها على صورة دواء ، وإذا كانت ذات كمية محدودة أو استخلاصها مكلفاً ، يتم تركيبها في المعمل إذا أمكن ، إذاً هل نطلق على هذه المادة المصنعة في المعمل مادة كيميائية ؟ إذا كانت النباتات العشبية تحتوي على مواد ذات خصائص وتأثير معين ، بل نقول : إنها تعامل معاملة الدواء ، فهل يملك أي إنسان القدرة على تعاطيها مباشرة وبدون الرجوع إلى المتخصصين ؟
    من هذه الناحية يمكن أن نقسم النباتات الطبية إلى قسمين :
    قسم متعارف عليه منذ آلاف السنين ، ومتعارف عليه في الطب الشعبي ، ويتوافق استعماله مع استعمال الأطباء له فهذا لا حرج في استعماله ، واستعماله بجرعات غير محددة مثل النعناع والينسون والكراوية 0
    والقسم الآخر نستطيع أن نصنفه على أنه سام ، فهل معنى ذلك أن هذا النبات لا يستعمل ؟ كلا ، ولكن هذه العشبة على طبيعتها تحتوي على نسبة عالية من المواد ذات التأثير الطبي ، وهنا يأتي دور الصيدلي والطبيب في معرفة الجرعة الكافية لمعالجة المرض ، وإذا زادت هذه الجرعة قد تؤدي بصحة المريض وحياته للخطر ، وقد تؤدي إلى الوفاة ، وإلا ما فائدة أن نرى أحد العلاجات تقدر جرعته بالجرام ، والآخر بالملي جرام ، والآخر ميكرو جرام وهكذا 0 وقد تحتوي بعض الأعشاب على مجموعة مواد كيميائية ، منها ما هو صالح بجرعات محددة ومنها ما هو غير صالح بالمرة ، فلا بد من تنقيتها وتصفيتها ، لاستخراج النافع من الضار 0
    إذاً على الإنسان أن لا يتناول مجموعة من الأعشاب مع بعضها ، لأنه في هذه الحالة كالذي يتناول مجموعة من الأدوية ، فمن المسؤول عن إعطائك هذه الأدوية مجموعة ؟ فقط الطبيب ، لأنه أعلم أنه لا يوجد ضرر في ذلك ) ( مهلاً أيها الرقاة – ص 11 ، 113 ) 0

    أوردت جريدة الاقتصادية في عددها رقم ( 1985 ) والصادر بتاريخ 5 ذو العقدة 1419 هـ الموافق 21/2/1999م تحت عنوان " التحذير من تزايد أدعياء علاج العقم والتجارة بخلط الأعشاب " 000 إنقاذ سيدة من 6 أورام بسبب الطب العشوائي 000 أجريت أمس لسيدة سعودية في المنطقة الشرقية عملية جراحية لاستئصال ستة أورام زنتها أكثر من نصف كيلو جرام من الرحم ، تسبب في تكوينها وصفات من أدعياء الطب الشعبي الذين يستغلون حالات العقم لدى النساء عن طريق خلط الأعشاب واستخدام وسائل علاجية بدائية 0 انتهى 0

    وخطورة اللجوء إلى استخدام هذا الأسلوب دون دراسة وعلم وتخصص قد تؤدي إلى عواقب وخيمة ، وبعض المرضى فقد حياته نتيجة استخدام بعض تلك الأدوية 0

    قصة واقعية : وتلك قصة امرأة كان تعاني من مرض من الأمراض التي تصيب النفس البشرية ، وبعد معاناة طويلة وشاقة ، وصف لها نوع من الأعشاب لاستخدامه بقدر ملعقة صغيرة لطحنه ومن ثم أكله ، وهذا النوع يطلق عليه اسم ( تفاح الجن ) ، وفعلت المسكينة ذلك وأحست بآلام شديدة من جراء هذا الاستخدام ، وذهبت إلى المستشفى وبقيت فيه عدة أيام ، ومن ثم فارقت الحياة ، والله تعالى أعلم 0

    ومن باب الأمانة العلمية فلا بد أن أوضح أنني قد استخدمت هذا الأسلوب في العلاج سابقا وهو إعداد الأعشاب المركبة ، علما بأن الذي أعدها رجل متخصص في هذا العلم ، وله باع طويل فيه ، وذات يوم كان في زيارتي أحد طلبة العلم من إحدى مناطق المملكة عندما كانت اقامتي في السعودية ، وكان أخا ناصحا محبا في الله فبين لي بعض المحاذير التي ذكرتها آنفا ، ومن فوري توقفت عن هذا العمل ، لعلمي اليقين بخطأ الاستمرار في ذلك 0

    وأود الإشارة هنا أنه قد وقعت لي بعض الأخطاء في مراحل وفترات العلاج الأولى إلا أنه بفضل الله سبحانه وتعالى وبمساعدة الإخوة الناصحين والعلماء وطلبة العلم تم تقويم تلك الأخطاء 0

    مع الإشارة أخي الحبيب ( عبدالله 11 ) إلى مسألة في غاية الأهمية تتعلق بـ ( الضوابط المتعلقة بالاستخدامات الحسية المباحة في العلاج والاستشفاء ) 0

    فأقول وبالله التوفيق : لا بد من التنويه على ضوابط الاستخدامات الحسية في العلاج والاستشفاء والتي يعمد إليها المعالِجون في علاجهم للأمراض الروحية ، وتوفر بعض الشروط الهامة لذلك ومنها :

    1)- إثباتها كأسباب حسية للعلاج والاستشفاء بإذن الله تعالى :

    فالدواء لا بد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال ، فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس صح أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى ، أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال ويهون عليه المرض وربما ينبسط السرور النفسي على المريض فيزول ، فهذا لا يجوز الاعتماد عليه ولا إثبات كونه دواء ، وأما الضابط لكل ذلك فهو التجربة والممارسة من قبل أهل العلم الشرعي الموثوقين المتمرسين الحاذقين في صنعتهم الملمين بأصولها وفروعها 0

    2)- عدم الاعتقاد فيها :

    ولا يجوز بأي حال من الأحوال الاعتقاد في هذه الاستخدامات وأنها تؤثر أو تنفع بنفسها أنما هي أمور جعلها الله سبحانه أسبابا للعلاج والاستشفاء بإذنه تعالى 0

    3)- خلوها من المخالفات الشرعية :

    بحيث لا تحتوي كافة تلك الاستخدامات على أمور محرمة شرعا ، أو قد ورد الدليل بالنهي عنها 0

    4)- سلامة الناحية الطبية للمرضى :

    ومن الأمور الهامة التي يجب أن تضبط كافة تلك الاستخدامات مراعاة سلامة الناحية الطبية ، فلا يجوز مطلقا اللجوء إلى ما يؤدي لأضرار أو مضاعفات نسبية للمرضى ، وقد ثبت من حديث ابن عباس وعبادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) ( السلسلة الصحيحة 250 ) وكل ذلك يؤكد على اهتمام المعالِج بالكيفية الصحيحة للاستخدام لما يؤدي إليه من نتائج فعالة وأكيدة بإذن الله تعالى ، وكذلك لعلاقتها الوطيدة بسلامة وصحة المرضى ، ومن هنا كان لا بد للمعالِج من إيضاح بعض الأمور الهامة للمرضى والمتعلقة بطريقة الحفظ والاستخدام ، وهي على النحو التالي :

    أ - الكمية المستخدمة 0
    ب- طريقة الاستخدام الصحيحة والفعالة 0
    ج - طريقة الحفظ الصحيحة 0
    د - فترة الاستخدام 0

    ويستطيع المعالِج الاستعانة بالمراجع الطبية أو المتخصصة في هذا الجانب ، لمعرفة تلك المعلومات وتقديمها للمرضى ، بحيث يكون مطمئنا على النتائج الفعالة والأكيدة ، دون التخبط في طرق استخدام الأدوية الطبيعة آنفة الذكر ، أو الكيفية الخاصة بها ، والتي قد تؤثر بشكل أو بآخر على صحة وسلامة المرضى 0 والأولى أن يقوم المعالِج بإرشاد المرضى لمراجعة أهل الخبرة والدراية ممن حازوا على إجازات علمية في الطب العربي ليقدموا لهم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن كيفية الاستخدام 0

    5)- عدم مشابهة السحرة والمشعوذين :

    ومن ذلك الإيعاز للمرضى باستخدام بعض البخور التي تشابه العمل الذي يقوم به السحرة والمشعوذون في طرق علاجهم ، مما يؤدي بالآخرين لنظرة ملؤها الشك والريبة للرقية والعلاج والمعالِج 0

    6)- عدم المغالاة :

    ومن الأمور التي لا بد أن يهتم بها المعالِج غاية الاهتمام في كافة الاستخدامات المتاحة والمباحة هو عدم المغالاة فيها بحيث يصرف الناس عن الأمر الأساسي المتعلق بهذا الموضوع وهو الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0

    7)- عرض كافة تلك الاستخدامات على العلماء وطلبة العلم :

    وهذا مطلب أساسي يتعلق بكافة الاستخدامات ، حيث أن بعض الأمور تتضمن دقائق وجزئيات قد تخفى عن الكثيرين وقد تحتوي في طياتها على أمور منافية للعقيدة أو مخالفات شرعية لا يقف على حقيقتها ولا يحدد أمرها إلا العلماء الربانيين 0

    أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( وقرأت عن شيء آخر ولكن لم أجربه وهو غسل البيت ببذور الرجلة يقال أنه يطرد الجن الموكل بالسحر من البيت ) 0

    قلت وبالله التوفيق : لم أسمع بمثل ذلك ، ولكن هناك مسألة في غاية الأهمية لا بد من مراعاتها من قبل المعالجين بالرقية الشرعية وهيَّ عدم المغالاة في استخدام الأمور الحسية كما أشرت أنفاً 0

    هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( عبدالله 11 ) وليتسع لنا صدرك فالغاية والهدف المنتفعة العامة للمسلمين وفق الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

    أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 4
    اخر موضوع: 16-04-2008, 02:53 PM
  2. الردود: 3
    اخر موضوع: 14-02-2008, 03:09 PM
  3. ادعوله ربي يغفرله ويرحمه امين امين احمد مات يارب يارب
    بواسطة كتكوتة2008 في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 19
    اخر موضوع: 21-01-2008, 01:04 AM
  4. الردود: 9
    اخر موضوع: 29-09-2007, 08:59 PM
  5. هل يجوز مخاطبة الجن في أمور خارجة عن موضوع العلاج ( الحوار مع الجن والشياطين ) ؟؟؟
    بواسطة يافا في الرقيه الشرعيه مع الشيخ أسامة المعاني (مغلق)
    الردود: 3
    اخر موضوع: 24-11-2005, 11:51 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ