مدينة بهندسة معمارية متميزة .. وبناء فني متماسك وبديع
بها حياة إجتماعية تعكس أوجه الحضارات الإنسانية المتعاقبة
هي أسطورة جوهرية مثيرة .. ولؤلؤة فريدة مزدانة بزينة أهلها وتراثها ... أنها
" عديمس " كما ينطقها أهلها .. و " غدامس " كما اشتهرت
تُعد من المدن العريقة الواقعة في تخوم الصحراء الغربية لليبيا الحبيبة والتي لها تاريخٌ وحضارةٌ
هي واحة نخيل تقع جنوب غرب ليبيا في خط عرض 3.29 شرقاً 70.07 شمالاً
وترتفع عن مستوى سطح البحر 357 مترا.
كما تبعد 600 كيلومترً جنوب غرب عاصمة ليبيا - مدينة طرابلس -
يحدها من جهة الشمال الحدود الليبية التونسية على بعد حوالي 9 كيلومتر
وغرباً الحدود اللليبية الجزائرية على بعد 15 كيلومتر
ترتبط مدينة غدامس بالعاصمة طرابلس بطريق بري يمتد يمر تحت جبل نفوسة
وهي السلسلة الجبلية الممتدة من الخمس إلى نالوت
ويوجد بالقرب من المدينة مهبط للطائرات - مطار محلي - تربطها رحلات دورية مع مدينة طرابلس وسبها.
وقد كانت غدامس قديما من أشهر المدن على خط التجارة بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى
ولها علاقة تاريخية مزدهرة في التجارة مع تمبكتو في مالي .
دخل الإسلام غدامس سنة 44 هجرية على يد الفاتح الصحابي " عقبة بن نافع الفهري "
ومازال بها عدد من قبور الصحابة الفاتحين لها ومن بينهم القير سيدي البدري .
وقد صنفت منظمة اليونسكو مدينة غدامس القديمة ثالث أقدم مدينة آهلة بالسكان في العالم،
وكمدينة تاريخية ومحمية من قبل المنظمة.
أصل التسمية ..
يعود أصل اسم كلمة " قداموس " بانه روماني الأصل ويعني " بلد الجلود "
أو اغداميس اي مناخ الابل كما يسميها الطوارق
ويسمونها أيضاً " مدينة القوافل " لمحطتها الرئيسية من الزمن البعيد.
نشأت مدينة غدامس ..
وجدت منحوتات ونقوش حجرية تدل على وجود حياة في غدامس وحولها منذ 10000 سنة.
ويقال إن تاريخ غدامس يعود إلى زمن النمرود بن كنعان بن سام بن نوح.
وخضعت المدينة قديماً لسيطرة الاغريق ثم الرومان ، إلى أن دخلها العرب لاول مرة بقيادة عقبة بن نافع ،
وبلغت ذروة مجدها في القرن الثامن عشر عندما خضعت للحكم العثماني الموجود أنذاك في ليبيا،
واصبحت مركزاً مهماً للقوافل ونقطة للتجارة بين حواضر القارة الإفريقية،
ثم احتلها الايطاليون عام 1924 م، واخضعوها لسلطتهم حتى اندحارهم منها ودخول القوات الفرنسية اليها سنة 1940م
وظلوا فيها حتى 1955 م ، وكانت الحكومة التونسية قد اعادت غدامس إلى ليبيا سنة 1951
سكان غدامس ..
يبلغ عدد سكانها تقريباُ 30 ألف نسمة،
ويعتبر المجتمع الغدامسي نسيج في مختلف فهو تركيبة من القبلية المتمدنة البسيطة من الامازيغ
مرورا بدخول الأجناس المختلفة من تجار و عبيد و انتهاء بدخول الطوارق في النصف الثاني من القرن العشرين.
فهم مزيج من ( الطوارق، الأمازيغ ، العرب ، والأفارقة )
واشتهر سكانها بحبهم للعلوم والدراسات بشتى مجالاتها، وشيدوا مدينتهم على طراز معماري مميز
فاشتهرت بمكتبتها الضخمة وبمخطوطاتها النادرة التي حافظ عليها السكان
ووردت غدامس في كتاب ياقوت الحموي "معجم البلدان" فقال عنها ..
" في وسطها عين أزلية وعليها أثر بنيان عجيب رومي يفيض الماء فيها
ويقسمه أهل البلدة بأقساط معلومة لا يقدر أحد يأخذ أكثر منحقه وعليها يزرعون"
ويقصد ياقوت بالرومي الآثار الرومانية " تمسمودين" والتي لا تزال هناك حتى الآن
آثارها القديمة ..
من أهم الشواهد الأثرية التي لها قيمة من الناحية السياحية تمسمودين
وهى أثار رومانية على هيئة أصنام وشبه أصنام مبنية بالأحجار الجبس ، ويذكر أنها بقايا معابد رومانية قديمة
كما توجد بغدامس بقايا قصور أو شبه قصور أو لعلها حصون مهجورة منها ..
قصر الغول شمالي غدامس
وقصر بن عمير
وقصر مقدول
إضافة إلى القلعة العثمانية التي خصص جزء منها لمتحف غدامس
معالم المدينة ..
تعد مدينة غدامس من مناطق الجذب السياحي في الجماهيرية العظمى منذ سنين
طويلة لما تزخر به من تراث ثقافي وحضاري متميز ، ولما تحويه من عادات وتقاليد وفنون متنوعة
جعلها قبلة للزائرين و السائحين من مختلف أنحاء العالم.
وتنقسم معالمها الى ثلاثة أقسام هي ..
* المدينة العتيقة حيث السور والجامع
* غابة النخيل
* المدينة الحديثة حيث المباني المستحدثة
وتمثل عين الفرس ذات الشهرة التاريخية القديمة وبحيرة مجزم ومنطقة الرملة أهم المعالم السياحية بالمنطقة .
وفيما يلي سوف زيارة مفصلة لكل منهم ..
" عين الفرس "
هي من أهم معالمها على الإطلاق باعتباره النواة الأولى لتكون المدينة
والينبوع الوحيد الذي جعل المدينة تستمر في عطائها
ولكن الأكثر من ذلك أن السكان أضفوا أهمية أخرى على العين ، وذلك من خلال النظام المتبع في توزيع مياهه
فقد استطاع الأهالي استغلال كل قطرة ماء تخرج من تلك العين
وذلك بوضع 5 سواقي للعين تتفاوت حجما وسعة متوالية حسابية عجيبة .
" قصر مقدول "
يوجد قصر مقدول على السور الغربي للمدينة ، وهو حصن يتضح أنه روماني فهو دائري ذو باب خفي وقد استعمل للمراقبة
ويعتقد أن الإمبراطور كركلا ابن الامبراطورسبتيموس سفيروس الذي ولد في مدينة لبدة على الساحل الليبي،
هو من أمر ببنائه بنى حصوناً في مدينة غدامس وذلك لتأمين هجمات الجرمنتين على مستعمرات الأمبراطورية الرومانية
" الأصنام ( تمسمودين ) "
هي آثار رومانية تعود إلى القرن التاسع عشرقبل الميلاد، عندما تمكن الرومان من احتلالها بقيادة كورنيليوس،
إلا أن البعض من الدارسين يرى أنها من بقايا الجرمنت الحضارة التي سادت جنوب ليبيا لفترة من الزمن قبل مجئ الرومان إلى المنطقة
تلك الدولة التي دخلت مع الرومان في صراع مما أدى إلى حملة كورنيليوس على المنطقة
وذلك في 19ق م وقد أجريت بعض الدراسات على تلك الأصنام
فالبعض يعتقد أنها مقابر للعثور على جماجم أسفلها ويرى البعض أنها أعمدة لبنايات دينية قديمة
" بحيرة مجزم "
وهي بحيرتان شديدتا الملوحة احداها عميقة ويقدر عمقها أكثر من 70 م.
" رأس الغول "
وهو نتوء جبلي بالقرب من الحدود الجزائرية
وحسب الحكايات الشعبية بالمدينة هو اخر معقل للكفار قبل استسلامهم للفتح الاسلامي علي يد عقبة بن نافع.
المطارات ..
يوجد في مدينة غدامس مطارين
مطار غدامس القديم : ويعتبر من المطارات القديمة في ليبيا.
مطار غدامس الحديث : وهو معد لاستقبال الطائرات الصغيرة والعملاقة, وبه مهبطين.
خليكم معانااااا فالجولة لازالت بأولها ...
الروابط المفضلة