جربة. . . وهل في الكون أجمل من غروب الشمس في كنف مداها. . .
تلك الرابضة على الأمواج كأنها عش القمر. . . تلك المتوجة بالألق القدسي عروساً على اَفاق الحلم. . .
تزدهر في ضمير الدهر، وتنمو على الأيام مثل حديقة نور وعطر وأغنيات.
بعيداً عن العاصمة تونس بمسافة 520 كلم في اتجاه جنوب خليج قابس ،
تقع جزيرة جربة كبرى جزر السواحل التونسية، الناعمة بدفء شمسها الطالعة على امتداد 330 يوماً في العام،
والتي ارتبطت بأساطير الإنسان الأولى إذ تقول إحداها
إن البطل الإغريقي أوليس اكتشف الجزيرة المتظللة بسعف النخيل الممتد على طول الساحل،
وما إن ذاق ورفاقه ثمار اللوتس . . .
حتى غمرتهم سعادة النسيان فاستقروا في الجزيرة رافضين الرحيل عنها.
وفي جربة يمكن للزائر أن يكتشف الفصل الخامس كما قال أحد الكتاب الفرنسيين،
وهو الفصل الذي يجمع بين كفيه العابرين تحت خيمته ويضفي على المكان سحر الزمان
وهو الفصل الذي شكل المانع الطبيعي للجزيرة ضد كل ما يعكر صفو أيامها وعذوبة مفاتنها.
تتميز جربة، إضافة إلى طابعها العمراني الفريد وإرثها التاريخي الخالد، وسحرها الطبيعي،
بما يمكن تسميته بالتسامح المتوسطي، وللاندماج بين الأديان والمذاهب والأعراق،
حيث يحافظ سكانها الأصليون من ذوي الجذور الأمازيغية (البربرية) على عاداتهم وتقاليدهم،
وهم مسلمون، ينتمون إلى المذهب الأباضي في غالبهم، تزاوجوا مع العرب فتعربوا،
كما اختلطت الأنساب الأخرى سواء كانت أفريقية (زنجية) أو أوروبية في بوتقة الانتماء الواحد
لتبدو جربة على ماهي عليه اليوم،
مدينة للاندماج الإنساني تستقطب مئات الاَلاف سنوياً، من السياح القادمين من مشارق الأرض ومغاربها.
الروابط المفضلة