السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختى الفاضلة: تخيلى معى لو ان الله عرض عليك المستقبل كصحفة واضحة امامك,ورأيت ما سوف يحدث
من أمور لو قضى الله لك حاجتك,واستجاب لرغبتك...وما سوف يحدث لو فعل الله ما يشاء,وقدره لك(ولا يفعل إلا
ما يشاء سبحانه وتعالى)..صدقينى لاخترت ما اختاره الله لك,فما اختاره الله لك هو الخير بلا ريب
ولو اظهر الله لك ما يخفيه عنك من الغيب,لظللت ساجدة راكعة له سبحانه وتعالى
شكرا على ما قدره لك,فأنت لا تعلمى اين الخير,ولكنك تحكمين بظاهر الأمر,ولكن الله يعلم اين الخير
سبحانه,وطالما انك من عباده الصابرين المحتسبين إن شاء الله,فصدقينى لن يضيعك الله إن شاء الله
إنما هو يؤخر عنك هذه الحاجة,لحكمة عنده لا تعلمينها
وكم سمعنا عن محتاجين لأمور,عندما تفضل الله بها عليهم,قالوا يا ليته لم يستجب لنا
والأمثلة فى هذا الباب لا تحصى ولا تعد,وقد تكونى عايشتى بعضها,أليس كذلك؟
وقد يكون تأخير الله لمسألتك حبا لك ..يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه البخاري(5641-5642)، ومسلم(2573)، وكذلك روى بنحوه عن عائشة – رضي الله عنها- كما عند البخاري(5640)، ومسلم(2572
وعن أنس – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "إذا أراد الله بعبده خيراً عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة". وقال أيضاً إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضى فله الرضا، ومن سخط فله السخط" أخرجه الترمذي(2398)، وقال حديث حسن.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة". أخرجه الترمذي(2401)، وقال حديث حسن صحيح
فهذا بلاء من الله تبارك وتعالى,والبلاء صدقينى والله نعمة من الله,كما بان لك من الاحاديث السابقة
ولقد كان الصحابة والتابعين,يخافون على انفسهم إذا ظلوا بلا ابتلاءات لمدة طويلة,ويخشون ان يكون ذلك استدراجا
من الله تبارك
ثم عليكى ان تستحضرى دائما اننا لم نأتى لهذه الدنيا حتى:نُنعم ولكننا جئنا لنُبتلى ونُمحص
فهذه الدنيا ليست هى النهاية,فالدنيا دار ممر,والاخرة دار مُستقر
هذه الحياة ما هى إلا قنطرة للآخرة...فإما نعيما ليس مثله نعيم,وإما بئس الشقاء
فمن يأتى الى الدنيا,ويظن ان كل ما يُريد سوف يتحقق,وان كل شىء سوف يمر بسهولة ويسر
ودون عناء,فلقد اخطأ فهم الدنيا
فعليكى ان تأتنسى دائما بالآخرة,وتعلمى ان الله لن يضيع صبرك ابدا
وانه سيجزيكى خير الجزاء إن شاء الله تعالى
عليكى ايضا ان لا تيأسى من روح الله,وان لا تسمحى للشيطان بأن يستحكم منك,وان يُلقى فى
نفسك اليأس والقنوط,لإن ذلك من اقوى اسلحته (لعنه الله)فكونى على حذر منه,واقتربى من الله
ولا تسمحى للخواطر والأفكار السوداوية,ان تجد لك سبيلا
انتى مع الله,والله يراك,ويعلم ماانتى فيه من البلاء,وهو الذى قدر لك هذا سبحانه
فلما الجزع؟..ولما الهلع؟
اعملى ان ما اصابك لم يكن ليُخطأك,وان ما اخطأك لم يكن ليصيبك
فكل شىء سائر بقدر
ايضا ابحثى عن اخوات يحببنك فى الله,وتحبينهم فى الله
فهذا من اقوى وسائل التثبيت إن شاء الله بعد الإستعانه بالله
وهن كثيرات بإذن الله,عليكى ان تأتنسى بهن,وتتسلى بهن
فهن لن يردن إلا سعادتك
اين تجديهن؟؟
تجيدهن فى المساجد..فى الدروس..فى المجموعات الإسلامية النسائية
مثل المجموعة الطيبة جدا (صحبة صالحة)..معهم ستشعرين بإذن الله انك فى عالم مختلف
لا يسوده إلا الحب,والأخوة فى الله
فبحبكن لبعضكن..تدخلن الجنة إن شاء الله اخوات على سرر متقابلات
وفى النهاية لا املك سوى ان ادعو الله لك بأن يفك كربك
وان يُزيل همك,وان يُهدأ روعك,وان يهديكى الى سبيل الرشاد
وان يهديكى,ويهدى بك,وان يجعلك سببا لمن اهتدى
وان يوفقك الى كل عمل صالح,يُحبه ويرضاه
وان يجعل هذا البلاء,تكفيرا لذنوبك..وان يكون سببا
لبلوغك الفردوس الأعلى بإذن الله تبارك وتعالى
مع النبيين والصديقيين والشهداء
إنه ولى ذلك والقادر عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الروابط المفضلة