وجزاكما الله خيرا أختايَ الحبيبتان وبورك فيكما. آمين
"
4
"...لا إنما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدفعه لكيداً بيد وأنا لا أخالف أمراً لرسول الله." عبدالله بن حذافة السهمي لكسرى ملك الفرس. الكتاب
فيالسنة السادسة من الهجرة بعث رسول الله ستاً من صحابته برسائل لملوك الأعاجميدعوهم للإسلام، فكان من نصيب عبدِ الله الذهاب إلى كسرى حيث البلاد النائيةوالطريق الشاق، فليكن، لقد أطاع بن حذافة أمر النبي وودع البلاد وارتحل حتى وصل،ثم لما دخل على كسرى رفض أن يعطي الكتاب لأحد إلا لكسرى إطاعة لأمر رسول الله. وبينماعبد الله يقرأ: "...من محمد رسول إلى كسرى..." استشاط الملك غضبا ومزقالكتاب وأمره بالخروج.
خرجعبد الله حائرا ثم قرر أن يُيَمِّمَ وجهه شطر المدينة عائدا، في تلك الأثناءالتمسه كسرى فلم يجدوه، فبعث برسالة إلى باذان عامله على اليمن بأن ابعث لإحضارمحمد رسول الله إليه.
علمرسول الله بخبر حذافة فدعا على مُلك كسرى بالتمزيق، وبينما هم كذلك إذ جاء رسولَالله رجلان جلدان يأمرانِه بأن يذهب معهم لكسرى، فأمرهم بأن يأتوا في الغد، ثمأخبرهم في الغد بمقتل كسرى على يد ابنه شرويه، فدُهشا وانطلقا لملكهم وأخبراهالخبر، فقال إن كان كلامه صحيحا فهو نبي. فما لبث أن جاءت باذان رسالة من ابن كسرى بأن خُذلي الطاعة ممن عندك فقد قتلت أبي لظلمه، فأسلم باذان ومن معه من الفرس.
لمتنتهى قصة عبد الله بعد، فقد كتب له أيضا أن يلتقي بملك الروم قيصر؛ ففي العامالتاسع عشر من الهجرة النبوية بعث عمر رضي الله عنه جيشا لقتال الروم كان فيه عبدالله بن حذافة السهمي، وكان قد أُسر وقتها مع من أُسر من المسلمين، لكن قيصر أمرجنده بالإبقاء على الأسرى، فقد تناهت إلى مسامعه أخبارٌ عن قوة بأس المسلمينوصلابة عقيدتهم وحبهم للموت.
هناعرض الطاغية قيصر على عبدِ الله أن يتنصر ويشاطره ملكه، فأبي ذلك، فقال: أقتلك، فلميهتم عبد الله قائلا أنت وما تريد، فأُمر بعبد الله فصُلب ثم رُمي قريبا من يدهوقدمه، ولا يزال قيصر يعرض عليه التنصر وهو شديد الإيباء، فأمر بقدر فيه زيت ثمرفع على النار وأمام صمود عبد الله ومحاولات قيصر في تنصيره ألقى بأحد الأسرى في الزيتفطافت عظامه واختفى لحمه، عل عبد الله يتراجع، ثم أُمر بعبد الله أن يُلقى فيالقدر، فبينما هو واقف على القدر إذ بكى، فظن قصير أن بكاءه لأجل الموت، ولكنهيهات فلقد بكى لأنه تمنى أن يكن له عدة أنفس تخرج في سبيل الله. هنا، عرض قيصرعليه عرضا قال فيه؛ قَبِّل رأسي وأُخلي عنك، فقال عبد الله عنى وعن جميع أساريالمسلمين أيضا؟ ، فقبل قيصر ذلك، وقَبَّلَ عبد الله رأسه، فهذا العدو يخلى عن أسرىالمسلمين مقابل قبلة، إذن لا بأس. هكذافكر عبد الله، وعاد الأسرى إلى عمر واستقبلهم فرحا بعدما علم بخبرعبد الله، ثمقال عمر:"حقٌ على كل مسلم أن يُقبل رأس عبد الله بنحذافة، وأنا أبدأ بذلك، ثم قام وقبل رأسه" الكتاب
فيالك من بطلٍ مقدامٍ يا عبدَ اللهِ بنَ حذافة
الروابط المفضلة