ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله مصرف الأوقات والدهور . ومدبر الأحوال في الأيام والشهور .
ومسهل الصعاب وميسر الأمور . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له ، وإليه المنتهى والمصير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير
النذير . اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه وضاعف
اللهم لهم الأجور .
أما بعـــد : أيهــا النـاس ، اتقوا الله تعالى ، واعلموا أن الأمور كلها بيد
العزيز الحكيم، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن من صغير وعظيم .
{ مَـا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ
مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } فاطر2 ، { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ
لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } التوبة51 { وَإِن يَمْسَسْكَ
اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ
بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } يونس107
فالأمـر كلــه بيــد الله ، والتصاريف كلهــا منقادة لقــدر الله ، والأسبــاب
والمسببات تبع لحكمة الله . ليــس لشــيء مـن الأوقات والشهور عمــل
ولا تأثير، وإنما الأوقات تجري مسخرات بتقدير الملك الكبير، إنما جعلها
الله رحمة وخلفة لمــن أراد أن يذكــــر أو أراد شكورا ، وظروفا للأعمال
نافعها وضارها، فكل ميسر لما خلق له تيسيرا، فأوقات الموفقين زاهرة
بالأعمال النافعة والخيرات ، وأوقات المجرمين قـد ملئت مــــن الشرور
والآفات ليس لشهر صفر وغيــره نحس ولا سعد ولا شؤم ، فــلا هامة
ولا صفر ، وإنما هي تدابير الحي القيوم ، فلقد أبطل هذه الخرافات
الساقطة النبي المعصوم ، وأخبر أن الأسباب النافعة قسمان :
أسباب دينية، ترجع إلى الأعمال الصالحة الحسان المبنية على
الإخلاص والتقوى والإيمان .
وأسباب دنيوية تصلح المعاش يقوم بها العبد مستعينا بالرحمن ، وكــل
هــذا داخــل فــي قوله صلى الله عليــه وسلــم « احرص على ما ينفعك
واستعن بالله ولا تعجز » (1) - كمــا يفعل الأحمق الكسلان - ، فليــس
شيء من الخرافات سببا لخير ولا شر ولكنها خلل في العقول والأديان،
فمن علق بشيء منها أمله فهو جاهل ضال، وإنما المؤمن يتعلق بربه
الكبير المتعال . يسر الله لنا كل خير ومطلوب ، وحفظنا من كل سوء
وشر ومرهوب ، ومن علينا بالهدى والتقى ، والعفاف والغنى ،
وغفر لنا في الآخرة والأولى .
كتاب : الفواكه الشهية في الخطب المنبرية ( ص164 )
للشيخ : عبد الرحمن السعدي
...
(1) أخرجه مسلم في صحيحه ( ك القدر ، ب فى الأمر بالقوة
وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله ،
ص 1432 / ح 2664 ) من حديث أبي هريرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة