أعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيـمِ
إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
أخوتى فى الإسلام
لى سؤال هام وأريد من الجميع التفكر فيه
هل عندما يختطف الموت حبيبا لنا سواء كبيرا أو صغيرا نتأثر لفراقه ونظل نذكره أياماً معدودة و ربما اعتبرنا واتعظنا بتذكرة الموت
فقد كان هذا الانسان قبل دقائق ينعم بالحياة و يعيشها بالطول والعرض مستمتعا بكل متعها هل ياترى نتأثر بعظمة الموت ؟
أم إننا سرعان ما تنسينا الدنيا فنعود مرة أخرى لما كنا عليه من الغفلة والتهاون
فقد تزينت لنا الدنيا بألوان الزخارف وتعددت أمامنا الفتن وما زالت قلوبنا تنساق وراءها
أحيانا ًنحاول منعها و أحياناً يصيبنا شيء من الضعف و الوهن
كثيرا ما نحاول أن ننصح غيرنا وفي داخل أنفسنا مازلنا نحتاج لذلك النصح
قال تعالى:
" وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ"
آل عمران:185
تعالوا لنتدبر آخر وصية قرآنية نزلت فيها صلاحنا وفيها النجاة من العذاب
حتى لا نكون من الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم:
" وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ "
فرب العالمين يعظ عباده ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الأموال وغيرها
وإتيان الآخرة والرجوع إليه تعالى ومحاسبته تعالى خلقه على ما عملوا
ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير وشر ويحذرهم عقوبته
قال تعالى:
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ }
البقرة 281
يقول ابن كثير في تفسيرها :
" هذه الآية أخر ما نزل من القران العظيم وقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى
واحذروا أيها الناس يوما ترجعون فيه إلى الله فتلقونه فيه أن تَردوا عليه بسيئات تهلككم ,
أو بمخزيات تخزيكم , أو بفضيحات تفضحكم , فتهتك أستاركم , أو بموبقات توبقكم ,
فتوجب لكم من عقاب الله ما لا قبل لكم به , وإنه يوم مجازاة الأعمال لا يوم استعتاب ,
ولا يوم استقالة وتوبة وإنابة , ولكنه يوم جزاء وثواب ومحاسبة , توفى فيه كل نفس أجرها على ما قدمت واكتسبت من سيئ وصالح ,
لا يغادر فيه صغيرة ولا كبيرة من خير وشر إلا أحضرت , فتوفى جزاءها بالعدل من ربها , وهم لا يظلمون .
وكيف يظلم من جوزي بالإساءة مثلها وبالحسنة عشر أمثالها , كلا بل عدل عليك أيها المسيء ,
وتكرم عليك فأفضل وأسبغ أيها المحسن , فاتقى امرؤ ربه فأخذ منه حذره وراقبه أن يهجم عليه يومه ,
وهو من الأوزار ظهره ثقيل , ومن صالحات الأعمال خفيف , فإنه عز وجل حذر فأعذر , ووعظ فأبلغ "
تفسير القرآن العظيم
وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال
ثم مات يوم الاثنين، لليلتين خلتا من ربيع الأول
رواه ابن أبي حاتم
إنها لأعظم وصيه و كيف لا ؟
وهي وصيه رب العالمين وخالق الخلق أجمعين فهو سبحانه عالم بما يصلح أحوالهم
وهو سبحانه المطلع علي مصيرهم وما لهم وما ينتظرهم من مواقف وأهوال لا ينجوا منها إلا المتقون
فأوصانا وهو الرحيم بنا بما ينجينا من سخطه وعذابه فأمرنا بالتقوى
فليس علينا إلا الاستعداد ليوم الرحيل وهذا الاستعداد لابد من ترجمته ترجمه عمليه
بأن نجعل بيننا وبين عذاب الله تعالي وقاية فنقوي هممنا بكثرة الإنابة
والخطوات إلي المساجد وبر الوالدين وصله الأرحام والصدقة والإحسان إلي الفقراء والأرملة واليتيم
وغض البصر وحفظ الفرج وكف الأذى وحفظ اللسان والوفاء بالعهد وقيام الليل وقراءة القرآن وصيام النهار
بل علينا أن نسارع إلي كل أبواب الخير لنغنم محبة الله سبحانه ورضاه ولنكون يوم القيامة مع الفائزين ويوم الحشر مع الآمنين ونكون ممن ينادي عليهم :
قال تعالى :
" يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ "
الزخرف 68
حيث تتلقانا الملائكة وتطمئننا حتى لا نفزع مما نراه في ذلك اليوم بل وتبشرنا بجنة الخلد :
قال تعالى :
" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ"
فصلت 30
فمن أراد الفوز والنعيم المقيم و السعادة والنجاة فعليه ألا يُبرح هذه الآية خياله و لا تغيب عن باله
قال تعالى :
" وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ "
البقرة:281
يتبع
الروابط المفضلة