مشاركتي الثالثة
هي واحدة من النسوة الطاهرات اللاتي ضربن أروع الأمثلة في الإيمان
والعلم والصبر فكتب لها الخلود في تاريخ مشرق بالأنوار والبركات
*******
اسلامها
أسلمت في السابقين من الأنصار على يد مصعب بن عمير مصعب الخير
الذي انطلق من خير دور الأنصار دار بني عبدالأشهل قوم سعد بن معاذ رضي الله عنه
ذلك الصحابي الجليل الذي كان إسلامه بركة على قومه حيث روي أنه يوم أسلم
ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما ومسلمة
*******
نسبها
هي بنت عمة معاذ بن جبل الصحابي الجليل رضي الله عنه
ويلتقي نسبها مع نسب سعد بن معاذ في جدهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل
وهي نموذج رائع من النساء اللاتي كن يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أمور دينهن لتصل إلى طريق الصواب وتسلك جانب الخير
ولذلك وصفت بأنها كانت من ذوات العقل والدين
*******
روت عن نفسها فقالت : مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في جوار أتراب لي
فسلم علينا وقال : ( إياكن وكفر المنعمين )
تقول : وكنت أجرئهن على مسألته فقلت : يا رسول الله وما كفران المنعمين؟
قال : ( لعل إحداكن تطول أيمتها بين أبويها ثم يرزقها الله زوجا ويرزقها منه ولدا
فتغضب فتكفر فتقول : ما رأيت منك خيرا قط )
إنها
أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية
والتي لها مكانة خاصة في نفس أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
فهي التي زينتها يوم زفافها على الرسول صلى الله عليه وسلم
وأدخلتها عليه وأصبحت بعد ذلك تدعى أسماء عائشة أو أسماء مقينة عائشة
*******
جهادها
لقد نشأت رضي الله عنها في أسرة عرف أفرادها بالتضحية والجهاد
منذ أن أعلنت كلمة التوحيد ومنذ أن صادف نور الإيمان قلوبهم الصافية خالية فتمكن منهم
لقد كان لها باع طويل في عالم الجهاد
*******
ففي غزوة أحد قتل أبوها يزيد بن السكن وعمها زياد بن السكن وأخوها عامر بن يزيد
وابن عمها عمارة بن زياد بن السكن فلما بلغها مقتلهم وعلمت بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعتبرت كل مصيبة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هينة
*******
وشهدت أسماء كثيرا من الأحداث الهامة في الإسلام وكانت تشارك فيها
فحضرت غزوة الخندق وخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية
وبايعت بيعة الرضوان ثم شاركت في غزوة خيبر
*******
ولم تتوقف أسماء عن الجهاد فما إن أقبلت السنة الثالثة عشرة من الهجرة
حتى خرجت إلى بلاد الشام لتأخذ مكانها في جيش المسلمين في اليرموك
لتسقي العطشى وتضمد الجرحى ولم يكن عملها مقتصرا على ذلك
بل انغمرت في الصفوف وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها
*******
وعاشت بعد ذلك دهرا إلى أن توفيت في زمن يزيد بن معاوية
رضي الله عنها وأرضاها
الروابط المفضلة