تعدد زواجات النبى لم يكن شهوة ولكنها نخوة ❥ نفحة عبير من حياة خير البرية ❥
الحلقة الأخيرة
تحدثنا فى الحلقات السابقة عن ظروف زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل واحدة من أمهات المؤمنين وهم أجمالا :
1
خديجة بن خويلد رضي الله عنها.
2
سودة بنت زمعه رضي الله عنها.
3
عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها.
4
حفصة بنت عمر رضي الله عنها.
5
زينب بنت خزيمة رضي الله عنها.
6
أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية رضي الله عنها.
7
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها.
8
جويرية بنت الحارث وكان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية.
9
ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها.
10
صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها.
11
زينب بنت جحش رضي الله عنها.
واختلف في ريحانة بنت زيد النضرية هل كانت من زوجاته أم من إمائه؟
وكذلك ماريا القبطية
اليوم نتحدث عن الثلاث زيجات الاخيرة
وكانت كلها من قرشيات فاضلات صالحات من المهجرات الاوئل ومن أبناء عمومة رسول الله الزوجة التاسعة : أم سلمة بنت زاد الراكب
قصة زواجه صلى الله عليه وسلم بأم سلمة رضي الله عنها
حيث اشتمل هذا الزواج بأم سلمة وغيرها من أمهات المؤمنين
بالعديد من الحِكم والعظات التي تزيد في إيمان المسلم بعظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورفعة شأنه وكمال أخلاقه
و أم سلمة رضي الله عنها هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة
بنت عم خالد بن الوليد رضي الله عنه
وهي من المهاجرات الأول وكانت قد تزوجت بأبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي
ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة
وكانت قد ابتليت مع زوجها ابتلاء شديدا عند الهجرة
وجُرح زوجها أبو سلمة في غزوة أحد وخرج بعدها بسنتين في سرية
ولما عاد منها في جمادى الآخرة من السنة الرابعة للهجرة اشتد عليه جرحه ومات .
فلما توفي رضي الله عنه جاءت أم سلمة رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:
( يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات)
قال: (قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة)
قالت: فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا صلى الله عليه وسلم )
رواه ( مسلم )
قال عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه ـ :
إن أم سلمة لما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته
ثم خطبها عمر فردته
فبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم
فقالت: (مرحباً أخبر رسول الله أني غيرى(شديدة الغيرة) وأني مُصبية (ذات أولاد صغار)
وليس أحد من أوليائي شاهد )
فبعث إليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
( أما قولك: إني مصبية، فإن الله سيكفيك صبيانك، وأما قولك:
إني غيرى فسأدعو الله أن يذهب غيرتك، وأما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بي .. )
رواه ( أحمد )
وكانت أم سلمة قد ولدت طفلة من زوجها أبي سلمة بعد موته فعندما تزوجها
النبى صلى الله عليه وسلم جعل يأتيها فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها وكان
وكان صلى الله عليه وسلم حيياً كريماً يستحي فيرجع ففعل ذلك مرارا
ففطن عمار بن ياسر رضي الله عنه
وهو أخ لأم سلمة فأطلق قدميه نحو بيت أخته أم سلمة
فأخذ ابنة أخته ليسترضعها في بيته أو عند أحد النساء
فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: ( أين زناب ؟ فقالت قريبة عند ابن أبي أمية ووافقها عندها أخذها عمار بن ياسر
فقال - صلى الله عليه وسلم - : إني آتيكم الليلة )
رواه( أحمد )
وكانت لفتة حانية وتكريما رفيعا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تزوج أم سلمة رضي الله عنها
فقد أصبحت بعد وفاة زوجها المجاهد أبي سلمة
من غير زوج يعيلها أو أحد يكفلها رغم ما بذلت هي وزوجها من جهد لهذه الدعوة المباركة
وهي مع ذلك كان لها من الأيتام أربعة
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الزوج لها والكفيل لأبنائها
لم يكن زواجه صلى الله عليه وسلم من أم سلمة لأجل التمتع المباح
وإنما كان لظروفها وفضلها ودينها وعقلها الذي يعرفه المتأمل بجودة رأيها يوم الحديبية
فقد روى الإمام أحمد بسنده من طريق المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهما
قصة صلح الحديبية في حديث طويل ذكر فيه أنه لما تم الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم ومشركي قريش
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: ( يا أيها الناس انحروا واحلقوا )
قال: فما قام أحد
قال: ثم عاد بمثلها فما قام رجل حتى عاد بمثلها فما قام رجل فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم
فدخل على أم سلمة فقال: يا أم سلمة ما شأن الناس؟
قالت يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت فلا تكلمن منهم إنساناً
واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس)
ذلك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق فقام الناس ينحرون ويحلقون )
فكان رأي أم سلمة رضي الله عنها رأياً موفقا ومشورة مباركة، قال ابن حجر :
" وإشارتها على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تدلّل على وفور عقلها وصواب رأيها "
ثم إن أم سلمة رضي الله عنها من بني مخزوم أعز بطون قريش وهي التي كانت تحمل لواء الحراب والمواجهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ووراء هذا الزواج نوع تألف لهذه القبيلة وتقريب لقلوب أبنائها وتحبب إليهم ليدخلوا في الإسلام
بعد أن صاروا أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وقد نالت أم سلمة حظا كبيرا من أنوار النبوة وعلومها
حتى غدت ممن يشار إليها بالبنان فقها وعلماً بل كان الصحابة
يفدون إليها ويستفتونها في العديد من المسائل ويحتكمون إليها عند الاختلاف
ومن ذلك أن أبا هريرة وابن عباس رضى الله عنهم جميعا
اختلفا في عدة المتوفى عنها زوجها إذا وضعت حملها فبعثوا إلى أم سلمة فقضت بصحة رأي أبي هريرة رضي الله عنهم
وبلغ ما روته من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر الذهبي ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثا
اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة عشر وانفرد البخاري بثلاثة و مسلم بثلاثة عشر حديثا .
وقد ظهرت في زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أم سلمة ـ رضي الله عنها
حِكم كثيرة من حِكم تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم
إضافة إلى ما سبق منها الحكمة التعليمية
فقد كانت معظم مروياتها عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم
في الأحكام والعبادات وستر العورة والجنائز وحجاب المرأة
كما روت في المغازي وغير ذلك
وهو جزء من الحِكم التشريعية والإنسانية والتعليمية التي اشتمل عليها تعدد زوجاته
صلى الله عليه وسلم إضافة إلى ما يتعلق بمصلحة الدعوة وتبليغ الرسالة
فقد حرص في بعضها على توثيق الرابطة بين الإسلام وبعض القبائل
يتبع
الروابط المفضلة