الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
الهوى وما أدراك ما الهوى، المفسد العظيم من مفسدات القلوب،
هو عن الخير صاد، وللعقل مضاد؛ لأنه ينتج من الأخلاق قبائحها،
ويظهر من الأفعال فضائحها والهوى حجاب بين العبد وربه،
فيه حطت النار، واستحق به غضب الجبار،
وحرم أتباعه منازل الأبرار، ولهذا عظمت منزلة مخالفته،
فلم يجعل الله للجنة طريقاً غير مخالفته، ولم يجعل للنار طريقاً غير اتباعه،
قال الله تعالى:
" فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى *
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى "
[النازعـات:37-41]
قيل: هو العبد يهوى المعصية فيذكر مقام ربه عليه في الدنيا
ومقامه بين يديه في الآخرة فيتركها -أي المعصية- لله.
(وإن جهاد النفس للهوى أعظم من جهاد الكفار)
قال رجلٌ للحسن : يا أبا سعيد ! أي الجهاد أفضل؟ قال: جهادك هواك.
قال ابن القيم رحمه الله: وسمعت شيخنا يقول: جهاد النفس والهوى أعظم من جهاد الكفار والمنافقين،
فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولاً؛ حتى يخرج إليهم -أي: للكفار- وبدون جهاد الهوى والنفس
لا يمكن الخروج إلى جهاد الكفار، فلا بد أن ينتصر عليها أولاً.
فلابد من معرفة الهوى وأسبابه
وطرق التخلص منه وخطره
موقف الشرع منه
وسوف نتتظرق الى علاج الهوى
الروابط المفضلة