ّ
هو صحابي جليل , رفيع الشأن ، فُتح داره فكانت مهداُ لرسالة رسول الله علية الصلاة والسلام ... أنه
* اسمه ونسبه *
هو عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك
بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد بمكة سنة 30 قبل الهجره (-675م) وأمه ( تماضر بنت حذيم السهمية ) ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية
وخاله نافع بن الحارث الخزاعي
تزوج وكان له ذرية يقدر عددهم بضعه وعشرون إنساناً , وكلهم من ولد عثمان بن الأرقم سكن بعضهم بلاد الشام
أما أولاد عبيد الله بن الأرقم فانقرضوا فلو يبق منهم احد
* كنيته *
كُنى بـــ " أبا عبد الله "
* إسلامه *
كان من السابقين الأولين وسابع رجل يدخل في الإسلام، وقيل : كان الثاني عشر من الذين أعلنوا إسلامهم.
وقد أسلم الأرقم بن ابى الارقم على يد أبي بكر الصديق، فعن عائشة زوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم
قالت ... خرج أبو بكر الصديق يريد رسول الله وكان له صديقًا في الجاهلية، فلقيه فقال ...
يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها ، فقال رسول الله ...
" إني رسول الله أدعوك إلى الله عز وجل " فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلامه
أسلم أبو بكر فانطلق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بين الأخشبين أحد أكثر سروراً منه بإسلام أبي بكر
ومضى أبو بكر وراح لعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص فأسلموا
ثم جاء الغد عثمان بن مظعون وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم فأسلموا
وفي المدينة آخى رسول الله بينه وبين أبي طلحه زيد بن سهل.
* دار أبن أبى الأرقم *
كانت هذه الدار على جبل الصفا قريبة من الكعبة، وهي الدار التي كان رسول الله يجلس فيها مع الصحابة
يقيمون فيها صلاتهم ويتعرفون على أحكام الدين الجديد وما ينزل علي النبي علية السلام من آيات الله بوساطة الوحي تباعاً
وينظموا فيها أنفسهم ، فهي أول دار للدعوة إلى الإسلام، وفيها أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين.
وكانت دار الأرقم في هذه المرحله من حياة الدعوه الإسلاميه تحتاج الى رجال لهم نفوذ وسطوه وشجاعه ومهابي الجانب في قومهم
لتنتقل الدعوه الى طور جديد ومرحله إيجابيه تتوفر فيها حرية الكلام والعمل الجاد في الدعوه إلى الله
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله مخلصاً أن يوفر لهم من يقوم بهذه المهمه ووافق ليلة يوم الأثنين وكان دعاءه :
(( اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين : عمر بن الخطاب أو أب الحكم عمرو بن هشام ))
الذي سمي فيما بعد أبا جهل بدل الحكم , لأنه ناصب الدعوه الإسلاميه وأهلها العداء منذ البدايه , ومات مشركاً تلعنه الأجيال الى الأبد
وشاء الله أن يأتي عمر بن الخطاب إلى هذه الدار من الغد بكرةً ليعلن إسلامه , وينضم إلى قافلة المؤمنين
وهكذا إستجاب الله تعالى في الحال دعاء نبييه وتحقق ما أراد ، وبذلك تكاملوا أربعين رجلاً بالدار، فخرجوا يجهرون بالدعوة إلى الله.
* دواعي إختيار رسول الله لدار الأرقم *
1- أن الأرقم لم يكن معروفًا بإسلامه، فما كان يخطر ببال قريش أن يتم لقاء محمد وأصحابه بداره.
2 - أن الأرقم بن أبي الأرقم من بني مخزوم، وقبيلة بني مخزوم هي التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم
فلو كان الأرقم معروفًا بإسلامه فلا يخطر في البال أن يكون اللقاء في داره، لأن هذا يعني أنه يتم في قلب صفوف العدو
3 - كان الأرقم فتىً عند إسلامه، فلقد كان في حدود السادسة عشرة من عمره، ويوم أن تفكر قريش في البحث عن مركز التجمع الإسلامي،
فلن يخطر في بالها أن تبحث في بيوت الفتيان الصغار من أصحاب رسول الله ، بل يتجه نظرها وبحثها إلى بيوت كبار أصحابه، أو بيته هو نفسه.
* دار الأرقم عبر التاريخ *
ارتبط أسم الأرقم بالدار التي كان صلى الله عليه وسلم مستخفباً فيها من قريش يدعو الناس فيها إلى ألاسلام
في أول الدعوه الإسلاميه فسميت (( دار الإسلام ))
ولولا هذه الدار لأغفل التأريخ حياة الأرقم بن أبي الأرقم الطويله, التي امتدت إلى يضعة وثمانين عاماً
شأنه في ذلك شأن عامة الصحابه الذين توفي عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهم يقدرون بعشرات الآلاف والذين قاتلوا معه وساهموا في نشر الدعوه الإسلاميه مع خلفاء الرسول الكريم
بصفتهم جند الله المجهولين الذين كانوا يمنّون انفسهم في نيل الشهاده أو النصر المبين على أعداء الله الكافرين ..
قاتلوا بإخلاص لتوكن كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى , ولترتفع راية الإسلام في كل مكان
لتنعم البشريه بحرية العقيده وتعبد الله مخاصاً له الدين .
وكان مصير هذه الدار أن باعها أحفاد الأرقم إلى الخليفه أبي جعفر المنصور ثم صارت فيما بعد للمهدي
فوهبها هذا لامرأته الخيزران أم موسى وهارون الرشيد فبنتها وجددتها سنة 161ه فعرفت بها وسميت
{{ دار الإسلام }} ..., إلى ...، {{ دار الخيزران }}
ثم وهبتها للمسجد الحرام, وأخيراً انضمت إلى الحرم المكي الشريف في توسعاته العديده خلال فترات التاريخ
* مواقف من حياته مع رسول الله *
عن الأرقم رضي الله عنة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم يوم بدر ...
ضعوا ما كان معكم من الأثقال" فرفع أبو أسيد الساعدي سيف ابن عائذ المزربان فعرفه الأرقم بن أبي الأرقم فقال ...
" هبه لي يا رسول الله ،! فأعطاه إياه".
وعنه رضي الله عنةأنه جاء إلى رسول الله فسلم عليه فقال: "أين تريد؟" فقال: " أردت يا رسول الله ههنا وأومأ بيده إلى حيز بيت المقدس،
قال .. "ما يخرجك إليه أتجارة ؟ " فقال: " قلت لا، ولكن أردت الصلاة فيه، قال: " الصلاة ههنا وأومأ بيده إلى مكة خير من ألف صلاة وأومأ بيده إلى الشام "
* شجاعته *
شهد الأرقم بن أبي الأرقم بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونفله يوم بدر من الغنائم سيفاً واستعمله على الصدقات , وهذه الوظيفه لا تعطى إلا لمن كان أهلاً لها .
ثم قاتل بعد وفاته صلى الله عليه وسلم في عهد الخلفاء الراشدين تحت راية الإسلام بصفته جندياً مجهولاً
مع إخوانه المجاهدين في الفتح الإسلامي العظيم
* ما روي عن الأرقم رضي الله عنه *
ربما لا تجد ذكر أبن الأرقم كثيرًا في كتب السيرة والتراجم، ومع أنه من الذين أسلموا قديمًا
إلا أن الباحث لن يجد له في كتب الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة أحاديث.
الأول * فله حديث في تفضيل الصلاة بمسجد المدينة على غيره إلا المسجد الحرام،
والثاني * حديث النهي عن تخطي رقاب الناس بعد خروج الإمام يوم الجمعة،
والثالث * بالإضافة الى حديث السيف الذي وهبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد روى أبو مصعب الزهري قال: حدثنا يحيى بن عِمران بن عُثمان بن الأرقم، عن عمه عبدالله، وأهل بيته، عن جده، عن الأرقم،
أنه تجهز يُريدُ بيتَ المقدِس، فلما فَرغ من جَهَازه، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يُودعُه، فقالَ ..
ما يُخرِجُكَ ؟ حاجةٌ أو تِجَارةٌ ؟ قال ... لا والله يا نبي الله، ولكن أردتُ الصلاةَ في بيت المقدس،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم .." الصلاةُ في مَسْجِدي خَيْرٌ من ألفِ صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام " ، فجلسَ الأرقم، ولم يَخرجْ.
وله رواية في مسند أحمد تحت باب “حديث الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله تعالى عنه”،
وفيه حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن هشام بن زياد، عن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، عن أبيه،
وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ...
" إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، ويفرق بين الاثنين بعد خروج الإمام، كالجار قصبه في النار "
(والمقصود بالقصب: الأمعاء).
ويروى عن الأرقم بن أبي الأرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: " ردوا ما كان معكم من الأنفال "
فرفع أبو أسيد الساعدي سيف بني العابد المرزبان فعرفه الأرقم فقال: هبه لي يا رسول الله، ! فأعطاه إياه، وفي مسند أحمد عن أبي أسيد قال ...
" أصبت يوم بدر سيف بني عابد بن المرزبان فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردوا ما في أيديهم أقبلت به حتى ألقيته في النفل "
قال ... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنع شيئًا يسأله، قال: فعرفه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي فسأله رسول الله عليه السلام فأعطاه إياه.
* وفاته *
ظل الأرقم يجاهد في سبيل الله، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين حتى جاءه مرض الموت،
ولما أحس رضي الله عنه بقرب أجله أوصى بأن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
ولما توفي الأرقم كان سعد غائبًا عن المدينة في العقيق وكان مروان بن الحكم أمير المدينة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
فأراد أن يصلي عليه وقال: أيُحْبَس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل غائب ؟ فعورض وأبى ابنه عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان
ورفض أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وقامت بنو مخزوم معه، ووقع بينهم كلام، حتى جاء سعد فصلى عليه.
ودفن بالبقيع سنة خمس وخمسين، وهو ابن بضع وثمانين سنة.
{ *؛ فسلام عليه يوم عاش للإسلام داعيه ومقاتلاً مجهولاً في فتوحات المسلمين
وسلام عليه يوم شهد أنتصاراتهم مع إخوانه المجاهدين حتى أتاه اليقين ؛* }
أتمنى منكم الرضاء والأستحسان ، والدعاء عن ظهر غيب
جمعتة لكم أختكم في الله الفالحة
دمتم بخير وهناء
الروابط المفضلة