صاحب الغار
أبو بكر الصديق رضى الله عنه
الذى نزل فيه قرآنا
قال تعالى:
(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
التوبة (40 )
أسمه
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي
مولده :
ولد بعد عام الفيل بعامين وستة أشهر بمكة المكرمة فهو أصغر من النبى صلى الله عليه وسلم
كنيته ولقبه :
وسمى عتيقا لجمال وجهه وكان صاحب يد سباقة للخير وهو عتيق الله من النار لأنه أحد العشرة المبشرين بالجنة
ولُقّب بـ الصديق
ولُقّب بـ " الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال
قال تعالى :
( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
الزمر :33
الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم والذي صدّق به هو أبو بكرالصديق رضي الله عنه
وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
لأنه صدق النبي صلى الله عليه وسلم وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له :
قال له كفار قريش :إن صاحبك يزعم أنه أُسري به
فقال : إن كان قال فقد صدق !
ومما يؤكد تسمية النبى له بالصديق
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنهما :
أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال :
أخرجه البخاري في صحيحه(اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ)
وكذلك لُقب أبو بكر "بالأوّاه" وهو لقب يدل على الخوف والوجل والخشية من الله
وكذلك سمى بالأوّاه لرأفته ورحمته
صفته وفضائله :
كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً خفيف العارضين معروق الوجه ناتئ الجبهة وكان يخضب بالحناء والكتَم
وكان رجلاً رقيق القلب رحيماً ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه
قال ابن عمر رضي الله عنهما :فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
ماذا قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهممواقفه فى الهجرة
رواه البخاري
عن أبى سعيد الخدرى ضي الله عنه قال:
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال:
(إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله قال :
فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير
وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي
لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر)
صحيح البخارى
قال سبحانه وتعالى :
( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )التوبة
قال السهيلي :
ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه قال :
نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت :
يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال :
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء
ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله
ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه
فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر وليوم من أبي بكر خير من آل عمر
لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر
فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال :
يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك فقال :
يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني؟
قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر :
مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة فدخل واستبرأ ثم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل
فقال عمر :
والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر .
رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة
روى أبو داود في سننه عنأبي هريرة رضى الله عنه :
، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أَمَا إِنَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي
أبناءه
كانت أم رومان زوجة ابو بكر الثانية تزوجها بعد وفاة زوجته وأنجب منهاهما:
الصحابى الجليل عبد الرحمن بن أبى بكر
والسيدة عائشة أم المؤمنين زوج رسول الله رضى الله عنها
وكان له من زوجته الاولى هما:
الصحابى الجليل عبد الله بن أبى بكررضى الله عنه
والسيدة أسماء ذات النطاقين
التى كان لها دورا عظيما خلال رحلة الرسول
كانت (أم رومان) شديدة الايمان وتحب الله و رسوله حبا شديدا ولم تتأخر يوما على بذل الجهد والعطاء قى سبيل نصرة
الاسلام عائلة بأكملها عاشت وماتت على حب الله ورسوله
مواقفه لنصرة دين الإسلام ونصرة رسوله
فقد كان أول المؤمنين من الرجال
وكان أول من بذل ماله لنصرة الاسلام
قال تعالى :
{وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى}
[الليل17: 21]
قال ابن الجوزي: أجمع العلماء أن هذه الآية الكريمة نزلت في أبي بكر الصديق رضى الله عنه
رواى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضى الله عنه وأرضاه:
"مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنَي مَالُ أَبِي بَكْرٍ".
فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: هَلْ أَنَا وَمَالِي إِلا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهَ.
وفي رواية الترمذي عنأبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"مَا لأَحَدٍ عِنْدَنَا يَدٌ إِلاَّ وَقَدْ كَافَأْنَاهُ، مَا خَلا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا يَدًا يُكَافِئُهُ اللَّهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ".
يتبع
الروابط المفضلة