:
بارك الله فيك ملوكة ونفع بكِ
فوائد قيّمة وجهد طيّب
جزاكِ ربّي خير الجزاء
نسأل الله أن يعيننا على الصيام والقيام والعمل الصالح في رمضان
ويوفقنا ويرزقنا جميعاً الإخلاص والقبول
:
ولكن لي وقفةٌ غاليتي مع جدول المحاسبة وإضافة نقاط حسب أداء الأعمال
فمحاسبة النفس يجب أن يكون ضمن منهج صحيح حتى لانحيد الطريق
وكم من مريد للخير لم يبلغه !
والأهمّ في الأعمال هي قبول الله لها وليس أداءها فقط !
فليس كلّ عمل مقبول عند الله - غفر الله لنا -
وما أدرانا هل هذا العمل مقبول أم لا حتى نقيّم أنفسنا ونضع لأعمالنا درجات ؟
وقد يكون في هذا دخول العُجب وإعجاب المرء بعمله !
وهنا تأصيل في حكم محاسبة النّفس عن طريق هذه الجداول
لعدد من علمائنا الأفاضل جزاهم الله خيراً
:
==================
:
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
يتبع بعض الناس طريقة لمحاسبة أنفسهم في أداء الصلوات المفروضة والسنن الرواتب ، وهي أن يضع جدولاً ،
هذا الجدول عبارة عن محاسبة لأدائه الصلوات خلال أسبوع واحد ، بحيث يضع أمام كل وقت صلاة مربعين ،
أحدهما للفرض والآخر للسنة الراتبة ، فإذا صلى الفرض مع الجماعة وضع لصلاته تلك درجة وإذا صلى الراتبة وضع لها درجة أيضاً ،
وإذا لم يصل لم يضع درجة وهكذا ، ثم في آخر الأسبوع يخرج مجموع الدرجات ، وتشتمل الورقة على أربعة جداول لشهر واحد ،
ويقول هؤلاء : إن مثل هذه الوسيلة تعين على المحافظة على أداء الفرائض والسنن ،
فما رأي فضيلتكم في هذه الطريقة ؟ هل هي مشروعة أم لا ؟ وما رأيكم في نشرها أثابكم الله ؟
فأجاب رحمه الله :
" هذه الطريقة غير مشروعة ، فهي بدعة ، وربما تسلب القلب معنى التّعبد لله تعالى ،
وتكون العبادات كأنها أعمال روتينية كما يقولون ،
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين ساريتين ، فقال : ( ما هذا ) ؟
قالوا : حبل لزينب تصلي فإذا كسلت ، أو فترت أمسكت به فقال :
( حُلُوُه ، لِيُصَلِ أحدكم نشاطه فإذا كسل ، أو فتر فليقعد )
ثم إن الإنسان قد يعرض له أعمال مفضولة في الأصل ثم تكون فاضلة في حقه لسبب ،
فلو اشتغل بإكرام ضيف نزل به عن راتبة صلاة الظهر لكان اشتغاله بذلك أفضل من صلاة الراتبة .
وإني أنصح شبابنا من استعمال هذه الأساليب في التّنشيط على العبادة ؛
لأن النّبي صلى الله عليه وسلم حذّر من مثل ذلك حيث حث على اتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين ،
وحذر من البدع ، وبين أن كلّ بدعة ضلالة ، يعني وإن استحسنها مبتدعوها ،
ولم يكن من هديه ولا هدي خلفائه وأصحابه رضي الله عنهم مثل هذا " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (16/111) .
:
=====================
:
وقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله
نحن ستة أصدقاء ، نجتمع كل 15 يوماً في بيت أحدنا على برنامج يتضمن القرآن ، والأربعين النووية ،
ومنهاج المسلم ، وموعظة صاحب البيت ورجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم والافتتاح بالقرآن ، والختم بالدعاء ،
ومن بين برامجنا : ورقة نملؤها كل شهر ، نسميها " جدول التنافس "
وتتضمن ورداً من القرآن ، والصلوات الخمس في المسجد ، والصيام ، وصلة الرحم ،
وعندما نواظب على ملئها تكون النتائج طيبة ، وعند عدم ملئها تكون النتائج سلبية ، من تفريط في تلاوة القرآن
فما حكم الشرع في هذا الجدول ؟
فأجاب
" الحمد لله : الذي يظهر لي أن اتخاذ هذا الجدول والتنافس على فقراته : بدعة ؛
لأنه يتضمن التفاخر ، والإعجاب بالعمل ،
ويتضمن كذلك إظهار العمل الذي إخفاؤه أفضل ؛
لأن إخفاء العمل من الصدقة ، وتلاوة القرآن ، أو الذكر : أبعد عن الرياء قال تعالى
( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ) الأعراف/ 55
وقال ( ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفياً ) مريم/ 2 ، 3
وأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله
( رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) .
فالذي ينبغي : التواصي بالتزود من نوافل الطاعات ، والإكثار من ذلك وكلٌّ يعمل ما تيسر له فيما بينه وبين ربه ،
وبهذا يحصل التعاون على البر والتقوى ، وتحصل السلامة مما يفسد العمل ، أو ينقص ثوابه
والله الموفق ، والهادي إلى سبيل الرشاد
والله أعلم "
انتهى
:
======================
:
وهنا جواب للشيخ محمد المنجد
السؤال: هل يجوز وضع جدول على صيغة أسئلة مقسمة على عدد أيام الشهر؟
الجواب: هل صليت الفجر في الجماعة؟ وهل ..؟ وهل ..؟
أشار العلماء إلى أن هذه بدعة من البدع ،
سلوك سبيل الجدول في المحاسبة والصح والخطأ والأرقام ، والعلامات هذه من البدع ،
فلا يجوز عملها ولا القيام بها، ولا توزيعها على الناس،
هذه طريقة صوفية ليست من طرق أهل السنة في محاسبة النفس عمل الجداول والعلامات والإجابة بنعم أو لا.
ليست هذه حسابات وكشوفات تقدم للميزانية،
الإنسان يستحضر تقصيره في نفسه، ويندم ويتوب إلى الله ويعزم أن يواصل النشاط ويجتهد هذا هو المطلب،
يتذكر ذنوبه أما كتابة الجداول فلا،
وممن أشار إلى بدعية الجداول الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين نفع الله بعلمه
:
==========================
:
أنا على ثقة أن الغالية ملوكة وكلّ الغاليات لم ينتبهنّ لهذه النقطة
فكلهنّ حريصات على البعد عن كلّ بدعة
ويجاهدن لنشر السنة والعمل بها وأولهنّ ملوكتنا ربي يسعدها
جزى الله الجميع خير الجزاء
نسأل الله أن يثبتنا جميعاً على دينه حتى نلقاه
ويوفّقنا لما يحبّه ويرضاه
:
الروابط المفضلة