الكذب
ما اخطرها من كلمه وما اعظمه من ذنب من منا لا يكذب كلنا نكذب رغم يقيننا من حرمانية الكذب
ولكن لماذا نكذب؟ هل سأل احدنا نفسه هذا السؤال ؟ هل هناك ما يستاهل لنكذب بسببه ؟
كم من المرات نكذب فى اليوم الواحد نكذب على ابنائنا على ازواجنا وكل هذا لماذا هل لنتجنب المشاكل ؟
وهل بالفعل الكذب يبعدنا عن المشاكل ؟
قبل ان اكتب هذا الموضوع احببت ان اجربه على نفسى
واعرف كم كذبه اكذبها فى اليوم الواحد ونويت واحضرت ورقه وقلم ووضعتها فى جيبى وكلما كذبت كتبت فى ورقتى وفضلت هكذا طوال اليوم
وبعد انتهاء اليوم ونام زوجى واولادى جلست مع نفسى واخرجت ورقتى لاعرف كم مره كذبت فى هذا اليوم وما المواقف التى جعلتنى اكذب
وهنا كانت المفاجأه
ولكنى قبل ان احكى لكم ماذا اكتشفت وقبل ان تحكمى على كذباتى وهل تستاهل هذه المواقف التى كذبت بها ان اكذب بالفعل احب ان اعرفكم
ما حكم الشرع فى الكذب
لانى صدمت اكثر عندما عرفت حكم الشرع فى الكذب لا والله انا اترعبت
قال الله جل وعلا: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [سورة الإسراء: من الآية 36].
وقال تعالى: {مَايَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [سورة قّ:18].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الصدقَ يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفُجور، وإن الفجور يهدي إلى النَّار، وإنَّ الرَّجل ليكذبُ حتى يُكتب عند الله كذابا».
قال العلماء:
"إن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم.
والبر: اسم جامع للخير كله. وقيل: البر: الجنة،ويجوز أن يتناول العمل الصالح والجنة.
أما الكذب: فيوصل إلى الفجور وهو الميل عن الاستقامة.وقيل: الانبعاث في المعاصي".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهماعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«أربعٌ من كُنَّ فيه كان مُنافقا خالصا، ومن كان فيه خصلةٌ منهن، كانت فيه خصلة من نفاقٍ حتَّى يدعها:
إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب،وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».
وقال عبد الله بن عامر: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي صغير فذهبت أخرج لألعب،
فقالت أمي: ياعبد الله، تعال حتى أعطيك. فقال صلى الله عليه وسلم:
«وما أردت أن تُعطيه؟». قالت: تمرا. فقال:«أما إنَّكِ لو لم تفعلي لكتب تعليك كذبة».
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ :
لا يَزَالُ الْعَبْدُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى صِدِّيقًا ، وَلا يَزَالُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا .
الحالات التي يُباح فيها الكذب
الكذب حرام؛ لما فيه من الضرر على المخاطب أوعلى غيره. ولكن يُباح الكذب وقد يجب أحيانا،
فإن الفقهاء قد نصُّوا على أن الكذب ينقسم على أقسام حكم الشرع الخمسة
والأصل فيه التحريم:
القسم الأول: المحرم: وهو ما لا نفع فيه شرعا.
القسم الثاني: المكروه: وهو ما كان لجبر خاطر الوالد أو خاطر الزوجة.
القسم الثالث: المندوب: وهو ما كان لإرهاب أعداءالدين في الجهاد، كأن يُخبرهم بكثرة عدد المسلمين وعددهم.
القسم الرابع: الواجب: ما كان لتخليص مسلم أوماله من هلاك.
القسم الخامس: المباح: ما كان للإصلاح بين الناس.وقد قيل بقبحه مطلقا؛ لما ورد في أهله من الذم في كتاب الله العزيز.
بيان الحذر من الكذب بالمعاريض:
نُقلَ عن السلف أن في المعاريض إذا اضطر الإنسان إلى الكذب، فأما إذا لم تكن حاجة وضرورة فلا يجوز التعريض ولا التصريح جميعا، ولكن التعريض أهون.
ومثال التعريض:
ما روي أن مطرفا دخل على زياد فاستبطأه فتعلل بمرض،
وقال: ما رفعت جنبي منذ فارقت الأمير إلاّ ما رفعنيا لله.
- وقال إبراهيم:إذا بلغ الرجل عنك شيء فكرهت أن تكذب فقل: إن الله تعالى ليعلم ماقلت من ذلك من شيء
هناك بواعث كثيرة تدفع صاحب النفس الدنيئة إلى الكذب، ومنها:
أولًا: قلة الخوف من الله وعدم مراقبته في كل دقيقة
ثانيًا:محاولة تغيير الحقائق وإبدالها سواء لرغبة في الزيادة أو النقصان وسواء للتفاخر أو لمكسب دنيوي
أو غيره مثل من يكذب فيثمن شراء أرض أو سيارة، أو إيهام أهل المخطوبة بمعلومات غير صحيحة وغيرها.
ثالثًا: مسايرة المجالس ولفت الأنظار بقصص ومعلومات كاذبة.
رابعًا: عدم تحمل المسئولية ومحاولة الهرب من الحقائق في الأزمات والمواقف.
خامسًا:التعودعلى الكذب منذ الصغر وهذا من سوء التربية فهو منذ نعومة أظفاره يرى والده يكذب وأمه كذلك فينشأ في هذا المجتمع.
سادسًا:المباهاة بالكذب وأنه نوع من الذكاء ومن سرعة البديهة وحسن التصرف.
ما لا يحسبه الناس كذبًا
ومن الكذب الذي لا يُوجب الفسق، ما جرت به العادة في المبالغة،
كقوله: طلبتك كذاوكذا مرة، وقلت لك: كذا مائة مرة، فإنه لا يريد به تفهيم المرات بعددها بل تفهيم المبالغة،فإن لم يكن طلبه إلا مرة واحدة كان كاذبا، وإن كان طلبه مرات لا يعتاد مثلها في الكثرة لا يأثم وإن لم تبلغ مائة، وبينهما درجات يتعرض مطلق اللسان بالمبالغة فيها لخطر الكذب.
ومما يعتاد الكذب فيه ايضا ويتساهل به، أن يُقال:كل الطعام، فيقول: لا أشتهيه؛ وذلك منهي عنه وهو حرام، وإن لم يكن فيه غرض صحيح.
قال مجاهد: قالت أسماء بنت عُميس: كنتُ صاحبةَ عائشة في الليلة التي هيَّئتُها وأدخلتُها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي نسوةٌ قالت: فوالله ما وجدنا عنده قريً إلا قدحا من لبن، فشرب ثم ناوله عائشة، قالت:
فاستحيت الجارية.قالت: فقلتُ: لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي منه، قالت:
فأخذت منه على حياء فشربت منه ثم قال:«ناولي صواحبك» فقلن: لا نشتهيه، فقال: «لا تجمعن جوعا وكذبا»
قالت: فقلت: يارسول الله: إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهيه أيُعدُّ ذلك كذبا؟ قال:
«إن الكذب ليكتبُ كذبا، حتى تكتب الكُذيبة كُذيبة». وقد كان أهل الورع يحترزون عن التسامح بمثل هذا الكذب.
ومما لا يحسبه الناس كذبا ايضا ويتساهلون فيه التحدّث بالكذب لإضحاك الناس:
عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ويلٌ للذي يُحدِّث فيكذبُ، ليُضحِك به القوم، ويلٌ له ويلٌ له».
واشتهرت ـ وللأسف أسماء من وراء هذه المعاصي،وامتلكوا الأموال والقصور، وأدخلوا السرور إلى نفوس الناس بزعمهم، فراقب الناس حركات الممثلين بكل اهتمام، وتلقّى الناس هذه البضاعة بالقبول،وتبرير ذلك، بأنه ترويح للنفوس،وإذهابٌ لبؤسها، وتبديدٌ لعناء الحياة، وما ذاك إلا لأنَّه موافقٌ لهوى نفوسهم.
الكذب من أنواع الكفر الأكبر
يقول ابن قيم الجوزية:"وأما الكفر الأكبرفخمسة أنواع:فأما كفر التكذيب: فهو اعتقاد كذب الرسل.كفر تكذيب، وكفراستكبار وإباء مع التصديق، وكفر إعراض، وكفر شك، وكفرنفاق".
وهذا القسم قليل في الكُفار فإن الله تعالى أيد رسله، أعطاهم من البراهين والآيات على صدقهمما أقام الحجة، وأزال به المعذرة. قال تعالى عن فرعون وقومه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَاأَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} [سورة النمل: من الآية 14]،
وقال لرسول اللهصلى الله عليه وسلم:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُون فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}[سورة الأنعام:33].
وإن سمي هذا كفرتكذيب أيضا فصحيح. إذ هو تكذيب باللسان.
وأما كفر الإباء والاستكبار:
فنحو كفر إبليس. فإنه لم يجحد أمر الله ولا قابله بالإنكار. وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار.
ومن هذا كفر من عرف صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه جاء بالحق من عند الله ولم ينقد له إباء واستكبارا، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل، كما حكى الله تعالى عن فرعون وقومه:
{أَنُؤْمِن لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} [سورة المؤمنون:من الآية47]، وقول الأمم لرسلهم {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} [سورة إبراهيم:من الآية 10]، وقوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} [سورة الشمس: 11].
وأما كفر اليهود:
كما قال تعالى:{يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [سورة البقرة: من الآية 146].
وأما كفر الإعراض:
فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول،لا يصدقه ولا يكذبه. ولا يواليه ولا يعاديه. ولا يصغى إلى ما جاء به البتة كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي صلى الله عليه وسلم: "والله أقول لك كلمة.إن كنت صادقا،فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك. وإن كنت كاذبا، فأنت أحقر من أكلمك".
وهو كفرالملحدين اليوم من المتسمين بأسماء إسلامية، المقلدين للإفرنج من اليهود والنصارى المنحلين عن كل خلق وفضيلة، زاعمين بجاهليتهم وسفههم أن هذا هو سبيل الرقي والمدنية.
وأما كفر الشك:
فإنه لا يجزم بصدقه ولا بكذبه، بل يشك في أمره وهذا لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم جملة. فلا يسمعها ولا يلتفت إليها.
وأما مع التفاته إليها ونظره فيها: فإنه لا يبقى معه شك؛ لأنها مستلزمة للصدق ولا سيما بمجموعهما فإن دلالتهاعلى الصدق كدلالة الشمس على النهار.
وأما كفر النفاق:
فهو أن يُظهر بلسانه الإيمان،وينطوي بقلبه على الكذب، فهذا هو النفاق الأكبر.
الكذب على الله عزَّ وجلّ وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم
قال الله عز وجل:{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}[سورة الزمر: من الآية60].
قال الحسن:"هم الذين يقولون: إن شئنا فعلناوإن شئنا لم نفعل".
(عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي فهو في النار)
(عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا فَقَالَ نَعَمْ فَقِيلَ لَهُ أَيَكُونُ الْمُؤْمِن بَخِيلاً فَقَالَ نَعَمْ فَقِيلَ لَهُ أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا فَقَالَ لا.
هنا نفى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- اجتماع تلكما الصفتين في القلب وهي الإيمان والكذب؛ لأن الإيمان من التصديق.
يتبع
الروابط المفضلة