الحمد للّه، نستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا، من يهده اللّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
بعد أن هدانا الله ووفقنا بأقل القليل فى حملة الدفاع عن رسول الله
وكتبت كلا منا ما قدرها الله عليه
ولكن السؤال هل رسولنا الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
محتاج منا أن ندافع عنه فقط وقد تكفل الله بحمايته من كل سوء حيا وميتا؟
قال تعالى :
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ)
الطور (48)
كما قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ
وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
المائدة(67)
أي أصبر على أذاهم ولا تبال بهم فإنك بمرأى منا نحن نعلم ما تلاقيه وما يريدونه
ونحن نجازيك على ما تلقاه ونحرسك من شرهم وننتقم لك منهم
هكذا تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ رسوله قديما وحديثا
لأن آيات الله لكل زمان ومكان ومحفوظه حتى قيام الساعة
فهو قرآن كريم محفوظ من رب العالمين
قال تعالى :
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
الحجر (9)
ولكل من يتطاول على رسولنا الخاتم المبعوث رحمة للعالمين أذكره بقول الامام الشافعى
قال الإمام الشافعي .. رحمه الله
يخاطبني السفيه بكل قبـح........... فأكـره أن أكون له مجيبا
يزيد ســفاهة فأزيد حلـما............كعود زاده الإحراق طـيبا
إذا نطق السفيه فلا تجبـه............فخير من إجابته السكوت
فإن كلَمتــــه فرَجت عنـه........... وإن خليتـه كمـداً يمـــوت
وبعد أن دافعنا عن رسولنا بالكلمة
هل دافعنا عنه بأتباع سنته و أتبعنا أخلاقه ؟
كيف ؟
هذه مجموعة من الأسئلة تعرفى منها هل اتبعنا أخلاقه أم نحن مقصرين؟
قال تعالى:
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
الأحزاب 21
كان خلقه القرآن فقد زكاه ربه قائلا:
قال تعالى :
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
القلم
وقال عن نفسه
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
الراوي: أبو هريرة المحدث:
ابن باز - المصدر:
مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 215/2
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
كان الصادق الأمين
حقاً انه الصادق الأمين والسنة النبوية مليئة بالمواقف الكثيرة التي لا حصر لها
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الأمانة ويحذر من الغش والخيانة ويصف الخيانة بأنها من صفات المنافقين.
فهل نحن صادقون أمناء؟
هل نعلم ابناءنا الصدق وعدم الكذب ونعلمهم الامانة بأن نكون قدوة لهم
كان حليما مع من يخطئ وحتى مع أعداءه
وقد ورد هذا الحديث عندما بال رجلا فى المسجد
"لا تزرموه ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه"
لراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6025
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
والحلم هو ضبط النفس حتى لا يظهر منها مايكره قولاً أو فعلاً عند الغضب
فهل نحن نتحلى بالحلم فى تصرفاتنا وخاصة مع أولادنا ؟
كان رحيما لم يقسوا على أمرأة وخادما ولا عدو
لم ينتقم لنفسه من أحد قط بل كان يعفو و يصفح
قال تعالى :
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ }
آل عمران
فهل نحن رحماء نتراحم فيما بيننا ؟ هل نرحم كبيرنا وصغيرنا وخدمنا؟
كان كريما متصدقا لا يرد سائلاً أبدا لاتعرف يمينه ما أنفقت شماله
فهل نحن كرماء متصدقين ؟
كان يعفوا حتى مع من آذوه بل كان يدعوا لهم بالهداية
فهل نحن نعفوا عمن آذونا وظلمونا وهل ندعوا لهم أم عليهم؟
كان صبورا محتسبا صبر على الأذى من القريب والغريب
فهل نحن نصبر على الأذى ومصائب الحياة؟
كان عادلاً في قوله وفعله وحكمه لايجور ولايحيف وكان العدل من أخلاقه
فهل نحن عادلون مع الناس وبالذات أولادنا ونعاملهم بالعدل حتى فى القبلة؟
كان زاهدا فى الدنيا وما فيها ولم يكون محبا للمال ولا الجاه و لم يشبع قط من طعام
فهل نحن من الزاهدين فى الدنيا أم نريد أن نملك كل متاع الحياة ؟
كان يتميز بالحياء
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه)
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:
مسلم - المصدر:
صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2320
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فهل نحن نتميز بالحياء ونعلمه لأبناءنا أم رفعت عن الكثير منا هذه الصفة الجميلة؟
كان متواضعا
" وإن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد "
لراوي: عياض بن حمار المحدث:
مسلم - المصدر:
صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2865
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فهل نحن متواضعون أم نتكبر على من هم أقل منا فى الثراء أو العلم؟
فى مدح أخلاق المبعوث رحمة للعالمين
أبيات من شعر شوقى :
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء
زانتك في الخلق العظيم شمائل يغرى بهن ويولع الكرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا لا يستهين بعفوك الجهلاء
هذا قليل من كثير من أخلاق سيد المرسلين
المبعوث رحمة للعالمين
عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين
وأقول لأخواتى
وما من كاتب إلا سيفنـى...........ويُبقى الدهـر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء.........يســـرك في القيامة أن تراه
الروابط المفضلة