الحمدُ لله حمدًا طيِّبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربُّنا ويرْضَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريكَ له،
وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسولُه،
الحشرات مخلوقات الله في الأرض ، وعظمة الخالق في خلقهِ..
وقد أكرمها سبحانه وتعالى وخص بعضها في كتابهِ الكريم ..
حيث وردت اسماء بعض الحشرات في مواضيع مختلفة ، بنحو ثماني حشرات
هي : (.. البعوض ، والذباب ، ودابة الأرض ، والجراد، والقمل ، والفراش، والنحل ، والنمل..)..
هذا أيضاً ما نجده عند الأحاديث والسنة النبوية الشريفة..
ولحيث أن الإسلام ينظر إلى تلك الحشرات باهتمام لأهميتها في الحياة ونفعها للإنسان، ولكونها قبل ذلك آية من آيات عظمة
الخالق وبديع صنعه ؛ فإذا استعرضنا كتاب الله تعالى وما فيه من ذكر تلك الحشرات الصغيرة ،
لوجدنا أنها رغم ضعفها ، أن لها دوراً كبيراً في هذه الحياة ، تقوم بهِ كلُ حسب ما وهبها الله تعالى من قوة..
وكتيراً ما سمعنا أنها استعملت في الماضي كنوع من العذاب ، وأرسلت من الله سبحانه وتعالى على من يعصي رسله..
كما استعمل بعضها للدلالة على الثواب والجزاء والخير الذي يرسله الله لعباده المتقين ..
فهذا سر من الخالق العليم بخلقه..
وقد حوى القران الكريم على ذكر بعضها ؛ لارتباطها الوثيق بالإنسان .. أوللتفكر في آيات خلقه
وكان تكريم الله لها تكريماً عظيما ، عندما سميت سور من القران الكريم ..
بأسماء بعضها ، وهي سور(.. النحل ، والنمل ، والعنكبوت ..)، وفي بعض السور ذكرت حشرات أخرى وهي:
(..البعوض ، والذباب ، والقمل ، والجراد..) وقد أشارت الآية 26 من سورة البقرة إلى البعوض في قوله تعالى:
(.. إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ
بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِين..)البقرة26.
أي: أن الله لا يستصغر شيئاً يضرب بهِ مثلاً ولو كان في الحقارة والصغر مثل البعوضة، كما لا يستنكف عن خلقها وعن ضرب المثل بها.
الروابط المفضلة