(..لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين َرَوؤفٌ رَحِيمٌ..)التوبة:128 ..
مع بزوغ تاريخ فجر الإسلام ، كُرم الإنسان في آدميته ، فجعل السخرية بالناس ، والاستهزاء بهم والاستعلاء عليهم
من المحرمات، فنهى الله تعالى عن ذلك ، وقال سبحانه وتعالى :
(..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا
تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ..)الحجرات:11
فلقد بلغت تكريم الإسلام للإنسان بشكل عام ، ولذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص ..
وبدون تمييز .. حداً بالغاً من السمو والرفعة .. فبُين دور كل فرد ، بما له من حقوق، وواجبات أمام الآخر..
فأوجب على الأصحاء إعانة ، ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ، لنفعل وجودهم في المجتمع وحتى يحسوا بقيمتهم الفعالة ؛ وأنهم
أُناس لا يستغني المجتمع عنهم مثلهم كمثلِ أي فرد..
وهكذا لو رجعنا لقراءة تاريخ صدر الإسلام ، سنجد المنزلة العالية التي وضعها الله سبحانه وتعالى لهذهِ الفئة من الناس ،
وسنتعرف على مكانتهم عند الله بعد أن آمنوا بالله وبرسولهِ ، وكيف نصروا الدعوة الإسلامية منذُ بدايتها ..
فكان التكريم لهم كبيراً ، بإعانتهم قدر المستطاع ، وبعدم تجاهلهم ، وبدمجهم في المجتمع المحيط بهم ، فلا تفاضل بينهم إلا
بالتقوى قال تعالى :(..إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..)الحجرات13
وحيث إن الإسلام لم ينكر وجود الإعاقة ، ولم يتجاهلها ، لذلك وضع لصاحبها الكثير من الحقوق الواجبة على المجتمع منها..
تقبل إعاقتهِ في بيتهِ دون أن يجد أي حرج ..
ومن حقوقهم ذوي الاحتياجات الخاصة ، على المجتمع أيضاً ، هى التي ذكرها سبحانه وتعالى في كتابهِ العزيز ، قال تعالى :
(.. لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ
أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً
أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ..)النور:61
وقد استطاع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن يتعامل وبكل حكمة مع كل من كان يعاني من إعاقة..
حيثُ كان صلى الله عليهِ وسلم، يكلفهم بأعمال تخدم الدعوة الإسلامية ؛ لدمجهم دمجاً كاملاً في المجتمع الإيماني..
حتى أصبح ينظر لهم ولعلمهم وعطائهم في عهد النبوة وما بعدها..
وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء..
الروابط المفضلة