فما نجده من أثر الصوم في الدنيا، من الصحة والسعادة، والفرح، … إلى آخره،
إنما هو عربون، والجزاء الحقيقي والثمن الحقيقي لهذا العمل إنما تجده في الدار الآخرة،
فيربي الصوم الإنسان على التطلع إلى الدار الآخرة التي فيها الجزاء الحقيقي
3- الاستسلام لله تعالى.
إن الصوم يربي العبد على العبودية، يقول الله عز وجل:
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ}
البقرة:187
فيكون في هذا أمر لك بالأكل، فتجد أن من العبادة أن تأكل،
ولذلك يستحب للإنسان أن يأكل عند السحور وعند الإفطار كما هو معروف،
ويكره له الوصال؛ بحيث يواصل الإنسان يوماً أو يومين فلا يفطر بينهما،
فتكون العبادة حينئذٍ بأن تأكل وتشبع شهوتك من الأكل والشرب،
وفي وقتٍ آخر يأمرك الله عز وجل بضد ذلك فيقول:
{ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}
البقرة:187
فنمسك من طلوع الفجر إلى الليل، عن الأكل والشرب وسائر المفطرات طاعة لله عز وجل،
فتتربى حينئذٍ على العبودية الحقيقية لله،
إذا قال لك: كل فإنك تأكل، وإذا قال لك: اشرب فإنك تشرب، وإذا قال لك: صم وأمسك؛
فإنك تصوم وتمسك. ففي هذا يتربى العبد على أن القضية ليست مجرد أذواق وشهوات
وأمزجة يتعاطاها؛ بل هي طاعة لله عز وجل،
فإن أمرنا بالأكل أكلنا وإن أمرنا بالإمساك أمسكنا.
فهذه تربيةً على العبودية الحقيقية لله جل وعلا، يأمرك بالشيء فتمتثل ويأمرك
بنقيضه فتمتثل أيضاً، وليس من الضروري أن ندرك علة أو حكمةً لهذا الأمر أو لذاك النهي،
فالعلة والحكمة تتلخص في أن الله تعالى أمر فأطعنا وامتثلنا،
ونهى فانتهينا وامتثلنا، وهذا هو معنى العبودية الحقيقية.
4- تربية المجتمع.
عندما نصوم يوماً من الأيام نفلاً، إما أيام البيض أو يوم عاشوراء أو يوم عرفة، أو ما أشبه ذلك.
فإننا نجد فيه شيئا من المشقة والتعب على عكس صوم الفرض
فإن الإنسان يقول فيه: سبحان الله! كيف يسر الله تبارك وتعالى لنا الصوم،
والله ما كأننا صائمين. هكذا لسان الجميع، ما هو السبب؟
طبعا لا شك أن الله تعالى يعين العبد في صيام الفرض وصيام النافلة
ولكن عندما فرض الله الصيام على الجميع في رمضان
فإننا نجد المجتمع بأكمله صائم هذا مما يجعل الصيام غير ثقيل على النفس
ولا نجد فيه إي مشقة او تعب وفي هذا تربيةٌ للمجتمع.
الروابط المفضلة