::
دَعِيْنِي أُفْتِّش فِي أَشْرَف مَا لَدَيْك .. دَعِيْنِي أَقْتَحِم غُرُفَاتُه
أَوْرَدْتَه .. أَقْيَس نَبْضّاتّه الهَاتِفة لَيْل نَهَار ..
أَعَلِمَتِي مِن أَعْنِي ؟!!
نَعَم إِنَّه قَلْبَك أُخَيَّتِي فَهُو أَشْرَف مَافيك ..
هُو الْعَالَم بِالْلَّه , الْعَامِل لَه الْسَّاعِي إِلَيْه , الْمُقَرَّب الْمُكَاشِف ..
بِمَا عِنْدِك وَمَا يَكُنْه صَدْرِك ..
وَإِنَّمَا كُل الْجَوارح أَتْبَاع وَخُدَّام لَه يَسْتَخْدِمُهَا اسْتِخْدَام الْمُلُوْك لِلْعَبِيْد ..
دَعِيْنِي أُخْتِرْق هَذَا الْسُّوْر الْحَدِيْدِي الْفَاصِل بَيْن قَلْبِك وَبَيْن مَعْرِفَة الْلَّه
وَأَهْمِس لَك هَل عَرَفَت قَلْبِك ؟!!
مَتَى كَان جَوَابُك نَعَم فَقَد عَرَفْت الْلَّه !!
أَوْتَعْلَمِيْن اخَيَّتِي أَن مَن عَرَف قَلْبَه عَرَف رَبَّه , وَأَن أَكْثَر الْجَاهِلُوْن بِقُلُوْبِهِم وَنُفُوْسِهِم لَا يَعْرِفُوْن الْلَّه حَقّا ..
فَاللَّه يَحُوْل بَيْن الْمَرْء وَقَلْبِه وحَيْلْولتِه أَن يَمْنَعَه مِن مَعْرِفَتِه وَمُرَاقَبَتِه
حَيْث مَعْرِفَة الْقَلْب وَصِفَاتِه أَصْل الْدِّيْن وَأَسَاس طَرِيْق الْسَّالِكِيْن !!
خَلَق الْلَّه قَلْبِك غَالِيَتِي بِأَصْل فِطْرَتِه قَابِل لَلْهُدَى مَائِل عَن الْشَّهْوَة
تُطارد فِيْه جُنُوْد مِن مَلَائِكَة الْهُدَى شَيَاطِيْن الْإِنْس وَالْجِن دَائِمَا ..
إِلَى أَن يَتَمَكَّن احْدَى الْفَرِيْقَيْن مَن الْفَوْز وَيَنْفَتِح الْقَلْب لَهُم فَيَتَمَكَّن
وَيَسْتَوْطِن وَيَكُوْن اجْتِيَاز الْثَّانِي اخْتِلاسَا ..
كَمَا قَال تَعَالَى ( مِن شَر الْوَسْوَاس الْخَنَّاس ) الْنَّاس (4 )
وَلَا يَطَّرِد جُنْد الْشَّيْطَان مِن الْقَلْب إَلَا ذِكْر الْلَّه تَعَالَى , فَلَا قَرَار لَهُم مَع الْذِّكْر ..
فَرَاشَتُنَا الْطَّيِّبَة
مَثَل الْقَلْب كَمَثَل الْحِصْن الْعَالِي وَالْشَّيْطَان عَدُو لَك دَائِم , يُرِيْد أَن يَدْخُل
الْحِصْن وَيَمْلِكُه وَيُسْتَوْلَى عَلَيْه فَيَمْلأُه بِأَفْكَارُه وَيُسَيْطِر عَلَى كُل أَتْبَاعِه
مَن الْجَوَارِح وَيُصْبِح الْمُتَصَرِّف الْأَوَّل فِي أَمْرِك وَأَعْمَالُك
وَلَا يُمْكِنُك حُفِظ الْحِصْن إِلَا بِحِرَاسَة أَبْوَابَه وَمَنَافِذِه وَإِقَامَة الْدُّرُوع الْوَاقِيَه
حَوْلَه لِمَنْع اخْتِرَاقُه بِشَتَّى الْطُّرُق
وَدَعِيْنِي أُنَاشِد فِيْك صَوْت الْعَقْل الْمُحِب لَك , وَالْقَلْب الْنَّابِض بِخَوْفِه عَلَيْك
دَعِيْنِي يَدَي بِيَدِك نَبْحَث عَن مَدَاخِل الْشَّيْطَان لِلْقَلْب .
وَكَيْف لَنَا أَن نَحْمِي الْحِصْن الْنَّابِض فِيْنَا مِن جُنْد الْشَّيْطَان دَوْمَا ً ..
فَأَبْوَاب جُنْد الْشَّيْطَان كَثِيْرَة يَدْخُلُوْن مِن أَي ثُغْرَة وَجَدُوْهَا لِيُقِيْم دَوْلَتِه
وَيَسْتَوْطِن ثُم لَا يَبُث أَن يَجْرِي مِنَّا مَجْرَى الْدَّم وَالْعِيَاذ بِالْلَّه !!
إِذَن لَيْس الْأَمْر هَيِّن وَأَنْت أَمَام خَصُّو عَنِيْد خَلَق وَهَدَفُه الْأُوَل أَن يَجْعَلْك
رَفِيْقَة لَه فِي الْنَّار وَأُنَيْسَة لَه فِي الْقْرَار ..
فَلتَجْتَهْدي فِي حَرْبِك ضِدَّه ولتُغْلْقي كُل الْأَبْوَاب الَّتِي يَنْفُذ مِنْهَا لَحْصِنِك ..
وَكَثِيْرَة هِي الْأَبْوَاب الَّتِي يتَسَْلّل مِنَّا الْشَّيْطَان لْيَسْتُعُمر قَلْبِك ..
مِنْهَا الْغَضَب ,, وَالْشَّهْوَة .. وَالْحِدَّة .. وَالْحَسَد وَالْحِرْص وَالتَّبَرُّج وَالْطَّمَع
وَغَيْرِهَا مِن الْأُمُوْر الَّتِي لَا تَخْفَى عَلَيْك وَالَّتِي مِن شَأْنِهَا أَن تَجْعَل مَن قَلْبِك
حِصْنَا ضَعِيْفا خَاوِيَا أَمَام جُنْد الْشَّيْطَان ..!!
أُخَيَّتِي .. ~
إِذَا قُلِعَت مِن قَلْبِك تِلْك الْصِّفَات الْمَذْمُوْمَة بَقِى الْشَّيْطَان بِالْقَلْب خَطَرَات واجْتِيَازَات مِن
غَيْر اسْتِقْرَار فِيْه
وَيَمْنَعُه عَن ذَلِك ذِكْر الْلَّه تَعَالَى وَعِمَارَة الْقَلْب بِالْتَّقْوَى ..
فَمِثْل الْشَّيْطَان كَمَثَل كَلْب جَائِع يَقْتَرِب مِنْك فَإِن لَم يَكُن بَيْن يَدَيْك لَحْم
وَخُبْز فَإِنَّه يَنْزَجِر بِنَهْرِك لَه ..
وَإِن كَان بَيْن يَدَيْك شَيْء مْن ذَلِك وَهُو جَائِع لَم يَنْدَفِع عَنْك بِمُجَرَّد الْكَلَام
فَكَذَلِك الْقَلْب الْخَالِي عَن قُوَّت الْشَّيْطَان يَنْزَجِر بِمُجَرَّد الْذِّكُر !!
يَقُوْل صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ( مَثَل الْقَلْب كَمَثَل رِيْشَة بِأَرْض فَلَاة تُقَلِّبُهَا
الْرِّيَاح ..) اخْرَجَه ابْن مَاجَه مِن حَدِيْث أَبِي مُوْسَى الْأَشْعَرِي
فَخِذِي كُل الْحَذَر وَاحْذَرِي أَن يَحْمِل قَلْبِك قُوَّتِا لَشَّيْطَان فَمَا يَلْبَث إِلَا أَن
يَهْجُم عَلَيْك هَجْمَة كَلْب جَائِع يَنْهَش فَرِيْسَتِه وَلَا يَتْرُكُهَا إِلَّا أَشْلَاء
( فَمَن يُرِد الْلَّه أَن يَهْدِيَه يَشْرَح صَدْرَه لِلْإِسْلام وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّه يَجْعَل صَدْرَه ضَيِّقا حَرَجا كَأَنَّمَا يَصَّعَّد فِي الْسَّمَاء ) الأْنَّعَام 125
الْلَّهُم اشْرِح صُدُوْرَنَا وَطَهِّر قُلُوْبَنَا وَوَفِّقْنَا لِمَا تُحِبُّه وَتَرْضَاه
وَآَخَر دَعْوَانَا أن الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن
ملخصات قرأتها ..
..
المصادر ..
القرآن الكريم
كتاب نزهة المتقين
لاتحزن عائض القرني
مختصر منهاج القاصدين
كتاب المسلمون حديث ذو شجون
الروابط المفضلة