~ §=§ الحَبيبَة الطّاهِرَة ( أمُّ عبدِ الله ) §=§ ~
وفِي بساتِينِ الهُدَى والنُّور ..
لازِلنا نتَفَيّأُ ظِلالَ الزهراتِ التّقَيَات ..
:
وفِي بيتٍ يمتلأُ نُورَاً , وينْبُعُ الإيمانُ مِنْ جَوانِبهِ , وتُشرِقُ فِيهِ شَمسُ الهِدَايةِ صَباحَ مَساء ,
وُلِدَتْ الحَبِيبَة الطّاهِرة ( أمُّ عبد الله ) بعدَ البِعثةِ بأربعِ أو خَمسِ سنواتٍ ,
فنشأتْ وترَعْرَعتْ بينَ أبوَينِ مُسلِمِين ,
فلَم تستَنشِقْ أبداً هواءَ الشّركِ، ولمْ تتنَفسْ أبداً هواءَ الكُفر.
تقول:" لمْ أعقلْ أبويّ إلّا وهُما يدينَان الدِّين ",
وذكرتْ أنّها لحِقتْ بسائِسِ الفِيلِ شيخَاً أعمَى يستعْطِي (يطلُبُ العطَاء) , وهاجَرتْ بِصُحْبَةِ أمّهَا وأُختِها وأخيها إلى المَدِينةِ .
وهِيَ أصغرُ من فاطِمَة رضِي اللهُ عنها بثَمانِي سِنين .
:
وهِيَ منْ هِي ؟ حَبيبَةُ الحَبيب, وإلفُهُ القَريب,الطَّيِّبةُ زَوجُ الطَّيِّب
[ الطَّيِّباتُ للطَّيِّبينَ والطَّيِّبونَ للطَّيِّبات ]
لا تُعلَمُ امرَأةٌ فِي الدُّنيا هِيَ أعلمُ بشرعِ اللهِ منهَا, حُبُّها قُربةٌ, وبُغْضُها ضلالٌ
وسَبُّها فُجورٌ, وقَذْفُها كُفْرٌ.
فمن هيّ ؟ وأيُّ شرفٍ نالتهُ ؟
كُلّ النساءِ يُزوجُوهُنّ آباؤهنّ , ولكنّ هذهِ الطّاهِرةِ كانَ لهَا شأنٌ آخر !
إذ أنّ الذّي أختارَها لنبيِّه هوَ اللهُ سُبحانَهُ وتعَالى ..
هلْ عرفتَ من هِيّ ؟ هل سمعتَ حدِيثِ النّبيّ وهُو يُخاطبُها فيقول : [ أُرِيتُكِ فِي المنامِ ، ثلاثَ ليالِي ,
جاءَنِي بكِ المَلَكُ فِي سُرقَةٍ مِن حَريرٍ ، فيقولُ : هِذهِ امرَأتُك ،
فأكْشِفُ عنْ وجْهك فإذا هِيَ أنتِ ، فأقولُ : إنْ يكُ هذا مِنْ عِندِ اللهِ , يُمضِهِ ] ،
وجاء في رواية عنها : أنّ جِبريلَ جاءَ بِصُورَتِها فِي خِرقَةِ حريرٍ خضراءَ إلى النّبيِّ فقالَ [ هذهِ زَوجَتُكَ فِي الدُّنيا والآخِرَة ] .
نعم .. إنّها حَبيبَةُ الحَبيبِ : الصِّدِّيقةُ بنتُ الصِّدِّيقِ , أمُّ المُؤمِنين
... عَائِشة رَضِيّ اللهُ عنهَا ...
والدُهَا الصِّدِّيقُ أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بن أبِي قُحافَة رضِيَ اللهُ عنه,
خيرُ النّاسِ بعدَ رسولِ اللهِ وبعدَ الأنبياءِ , وأمُّها أمُّ رُومَان رضِيَ اللهُ عنها .
وأما كُنيتُها : فقدْ كنَّاها بذلِكَ رسولُ اللهِ بابنِ أُختِها عبدُ اللهِ بن الزُّبيرِ،
عندمَا قالتْ لهُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها : يا رسولَ اللهِ ، كُلّ صَواحِبِي لَهنّ كنَى ،
قال( فاكْتَنِي بابنِكِ عبدُ الله )؛ يعنِي ابنُ أُختِها،عبدُ اللهِ بن الزُّبير، قالَ: فكانتْ تُكنّى بأمِّ عبدِ الله.
:
عقَدَ عليها النّبيُّ قبلَ الهِجرةِ وعمرُها سِتُّ سِنين بعدَ زَواجِهِ منْ سَودَةَ بعامٍ ,
لكنّهُ تزّوجَها فِي المَدينَةِ وعُمرُها تسعُ سنِين فِي السّنَةِ الثّانيةِ للهِجرةِ بعدَ غزوةِ بدرٍ ,
تقولُ:" تَزوّجَنِي رسولُ اللهِ مُتوَفّى خديجةَ، قبلَ الهِجرةِ، وأنا ابنةُ سِتٍّ،
وأُدخِلتُ عليهِ وأنا ابنةُ تسعِ سنين، جاءنِي نِسوةٌ، وأنا ألعبُ على أُرجُوحةٍ،
وأنا مُجمّمةً فَهيَّأنِني وصَنعنِنِي، ثُمَّ أتينَ بِي إليهِ )
وهِيَ قدْ نشأتْ فِي بيتِ صدِّيقِ الأُمّةِ ثُمّ انتقلتْ فِي سِنٍّ مُبَكِرّةٍ إلى بيتِ النُّبوّةِ ،
ليُواصِلَ النّبيُّ تربيةَ عائِشةَ ، وليَسقِيهَا بِمدَادِ الطُّهرِ، وتَسمَعُ القُرآنَ غَضّاً طَرّياً، منْ فَمِهِ .
وكانتْ امرأةٌ بيضاءُ جميلة ، ومنْ ثمّ ؛ يُقالُ لهَا الحُميرَاء , ولم يثبتْ أنّهُ ناداها بالحُميرَاء .
:
وسأَلَتْهُ مَرةً : يارسولَ اللهِ ، مَنْ مِنْ أزواجِكَ فِي الجنّةِ ؟ قالَ :" أمَا إنّكِ مِنْهُنّ "
وانظرْ إليهِ كيفَ كانَ تَرخِيمُهُ لإسمِها عندمَا قالَ :
" ياعَائِش ، هذا جِبريلُ ، وهُو يقرَأ عليكِ السّلام "
قالتْ : وعليهِ السّلام ورحمةُ الله ، تَرى مالا نَرى يارسولَ الله
وسَلامُ جبريلِ عليهَا يُعتبرُ مِن فضائِلِها.
:
وكانتْ تغسِلُ رأسَهُ وهُومُعتكِفٌ وتُرّجلُهُ ، وتُطَيّبهُ بيدِها لإحْرَامِهِ وحِلِّهِ .
وكانَ يجلسُ إليهَا النّبيُّ يُؤانِسُها ويُحدّثُها وتُحَدّثُهُ مثلما جاءَ فَي حديثِ أبِي زرعٍ الطّويل .
:
وتُحدِّثُ عائِشةُ عنْ فاطمةَ عندمَا جاءتْ للنّبيِّ ،
" فقالتْ : يارسولَ اللهِ ، إنّ أزواجَكَ أرسلنَنِي إليكَ يسألنَكَ العَدلَ فِي ابنةِ أبِي قُحافَة ، ( وأنا سَاكِتة )
قالتْ : فقالَ لها رسولُ اللهِ : "أيْ بُنَيّة ألستِ تُحِبّينَ مَنْ أُحِبُّ ؟
"قالتْ : بلى ، قالَ : " فأحِبّي هذِه " . :
:
الروابط المفضلة