السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء \ الصفحة 306
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * قال : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوﻧﻬن : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ، وقال : النائحة إذا لم تتب قبل موﺗﻬا ، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ، ودرع من جرب ) رواه مسلم
ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال : (صلى لنا رسول الله * صلى الله عليه وسلم * صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : " هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ " قالوا :الله ورسوله أعلم ، قال: " قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) رواه بخاري ومسلم ولهما من حديث ابن عباس بمعناه ، وفيه : قال بعضهم: " لقد صدق نوء كذا وكذا ، فأنزل الله هذه الآية ( الواقعة-75 ){ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } إلى قوله ( الواقعة-82 ) { تُكَذِّبُونَ }
تلخيص الدرس الثاني من الاسبوع الثالث عشر
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# معنى هذا الباب هو أنتساب السقايا اي نزول المطر الى الانواء أي الى النجوم لان العرب والجاهليون
كانوا يعتقدون أن الانواء والنجوم سبب نزول المطر , وبعض قليل منهم يعتقدون أن الانواء والنجوم يأتي بالمطر
# قول الشيخ رحمه الله ( باب ما جاء في الاستسقاء بالانواء ) يعني باب ما جاء في نسبة الاستسقاء بالنجوم
وهذا نوع من التنجيم وهذا ايضا من السحر لان التنجيم من السحر
# ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد , أن الذي ينسب السقيا والنعمة والفضل الذي ياتيه حين نزول المطرالىالنوء والنجوم يكون قلبه ملتفتا ومتعلقا لغير الله جل وعلا وينسب النعمه لغير الله تعالى معتقدا بان النجوم سببها [/CENTER][/CENTER]
هذا منافي مع كمال التوحيد لان التوحيد لا يكتمل الى اذا نسب العبد كل النعم والفضل الى الله تعالى وان لاينسب شيئ لغير الله تعالى ولو ان هذا الشيئ كان سببا ولو كان هذا الغير أجري الله على يديه تلك النعم لانه لاينسب لغير الله تعالى فكيف بالنجوم ليست سببا اصلا
ان في ذلك نوعان من التعدي \-
2- أن تجعله سببا وتنسب اليه النعم والفضل لغير الله تعالى وهذا منافي لكمال التوحيد وشرك اصغر
# قول الله تعالى في سورة ( الواقعة : ٨٢ ) قال العلماء في تفسيرها انكم تكذبون تقولون نشكر الله على ما رزقنا من الفضل والنعم بل تنسبونها الى الانواء ولايجب ذلك وعليكم ان تنسبوا جميع النعم والفضل الى الله تعالى دون سواه
# وفي حديث الاشعري وقول رسول الله * صلى الله عليه وسلم * ان الاربع خصال من شعب الجاهلية اي ذمها ويجب الابتعاد عن جميع الشعب الجاهلية كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس قال رسول الله
* صلى الله عليه وسلم * ( أبغض الرجال إلى الله ثلاثة : ملحد في الحرم ، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه ، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ) رواه الشيخان فاذا اظهر احد اي شعب من الجاهلية اي رجعه بعد ما انقذ الله العباد منه وذلك ببعثة نبيه * صلى الله عليه وسلم * وظهور القران والسنة وبيان الاحكام فانه يريد سنة جاهلية في الاسلام ويكون من ابغض الناس عند الله تعالى لان هذا الحديث في دليل ذم للجاهليه وليس فيه اباحو لافعالهم
# قوله : " لا يتركوﻧﻬن : الفخر بالأحساب " يعني على وجه التكبر والرفعة , والطعن في الانساب اي النيل والقدح في انساب الناس من غير دليل شرعي , كما ذكره امام مالك ان الناس مؤتمنون عل انسابهم الا اذا فيها اثر شرعي مثلا اعطاء الحق لغير اهله او ميراث او عقد نسبة او زواج لان الطعن في الانساب من الامور الجاهلية
# " والاستسقاء بالنجوم " اي ينسبون السقيا للنجوم ومنهم من يطلب من النجوم السقيا كحال الذين يعتقدون ان الحوادث التي تحصل في الارض بسبب النجوم والان النجوم هي التي تحدث المقدرات والمنفعلات الارضية
# النياحة ايضا من خصال الجاهلية وهي رفع الصوت وشق الجيب عند المصائب وهي منافية للواجب الذي علينا ان نصبر وهي من الكبائر
# وفي حديث زيد ابن خالد عن النبي * صلى الله عليه وسلم * كان في اثر سماء ( اي المطر ) وكانوا بعد انصرافه من صلاة الصبح وكان مطرا سألهم النبي * صلى الله عليه وسلم * اتدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم وهذا القول يقال في حياته * صلى الله عليه وسلم * اما الان علينا قول : لا ادري او الله اعلم
قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر اي قسم الناس الى قسمين مؤمن وكافر اما المؤمن فهو الذي نسب هذا الفضل لله تعالى وشكر الله تعالى عليها وقالوا مطرنا بفضل الله ورحمته ومؤمن به وكافر بالكواكب أما الكافر فينقسم الى قسمين \-
- الذين يقولون ان نزول المطر بنوء النجم كذا والكوكب سببا في نزول السقيا وهم على شرك اصغر لانهم لم يعتقدوا التشريك والاستقلال ولاكن جعل ما لم يكن سببا , سببا
- اما هذا القسم يعتقدون ان المطر من اثار النجوم والكواكب وانها التي تفضلت بالمطر وذلك لانهم قاموا بعبادتها وهذا من كفر الاكبر باجماع العلماء لانهم يعتقدون الربوبية والالوهية لغير الله جل وعلا
# ويجب التنبيه لما نقول فمثلا اذا قلنا ظهر الوسم او اي من النجوم ذلك يعني ينزل المطر اي نعتقد فيه من الازمان فهذا جائز , اما اذا قلنا جاء الوسم او النجوم فياتي المطر اي يجعل من النجم سببا ومؤثرا في اتيان المطر وهذا كفر وشرك , فيجب الفرق بين كلاهما اي ما يقوله العوام الذين يتخذون النجوم ازمان واوقات وبين اهل الشرك
ــــــــــــــــــ
ربي زدني علما
الروابط المفضلة