حياكن الله
في موضوعنا السابق كنا مع قصة الغراب وحكايته مع أبناء سيدنا آدم عليه السلام
واليوم دعونا نحلق .. مع حكاية طائر آخر ،،
من حكاية الطيور الثلاثة ، يُحكى لنا على لسانهم لأخذ العبرة من قصصهم كما ذكرها الذكر الحكيم ..
الهدهد يعتبر من أجمل الطيور ويحوز على المراتب الأولى في مملكة الطيورمن حيث جمال الشكل ..ذكر مرة واحدة في قوله تعالى:
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ } النمل20/21قصة الهدهد مع نبي الله سليمان عليه السلام كما ورد ذكره في القرآن الكريم
ووردت قصتها في سورة النمل وهى واضحة المعاني ، وتحمل الكثير من الايجابيات ..
يرويها لنا طائرالهدهد : يقول سبحانه وتعالى:
يقول الهدهد :
أنا الهدهد الحكيم هدهد سليمان عليه السلام ..
و لى مع نبي الله سليمان قصة طريفة دعونى أحكها لكم ..
***
وكنتُ مقرباً إلى سليمان عليه السلام ، وقد كان سيدنا سليمان كل يوم يقوم بتفقد طابور الجيش ، فلم يجدني في ذلك اليوم ؛أنا طيرمخلوق وجندي من جنود جيش سيدنا سليمان عليه السلام ،بعلم أعطاهما الله إياه ، وكان قائداً يجمع كل صفات القائد العظيم :
فقد كان سيدنا سليمان عليه السلام يعرف لغة الطير،
لأني كنت غائباً ، فسأل عني ولم يجدني ، فقد كان مكاني خالياً ؟؟ فغضب مني غضب
شديد وتوعدني بعقاب شديد .. ولكنه طلب أن أقدم له عندما أُحضر سبب غيابي ؛
حتى لا يوقع بي العقاب..
وقد كانت هذه أول مخالفة تصدر من طيرٍ ضعيف مثلي ..
كان مثالاً للطاعة والولاء ، ولا بد أن في الأمر سرّا..
كما قالها : " آصف" وزير سليمان عليه السلام
فسأل سليمان: أي سر يختفي وراء غياب الهدهد ؟!.
وعندعودتي ، أخبرتني الطيور بعقاب سيدنا سليمان عليه السلام ، فمكثُ غير بعيد عن سليمان ، وقلت بكل أدب وشجاعة :
؛ لأني والحمد لله كنت واثق من عملي الإيجابي الذي بسببه كان غيابي ...فقتربت من فتحة صغيرة لأشاهد هذه المملكة الرائعة وقومها وهم يعبدون ويسجدون للشمس من دون الله..
وما حدث أنني كنت أقوم بمهمة استطلاعية ضمن المهام التي يوكلها سليمان إلينانحن الطيور، حيث يوكل إلينا أن نطير بعيداً ونستكشف تعداد الأعداء وقوة تسليحها..
فطرت بعيداً ، وتخطيت جبالاً عالية ، ثم هبطتُ على وادٍ أخضر به زرع نضير، وقصور فخمة ، ثم اتجهت نحو قصر بديع فوق ربوة عالية ،
فدهشت .. مما رأيت من مناظر العز والجاه ، ومظاهر الملك ..
وتعجبتُ ..! لأني لم مثل هذا الا في ملك سليمان عليهِ السلام..
ثم توجهت نحو قصر "بلقيس" ورأيت عرشها العظيم ، وتفقدتهم ، ثم عُدت بأخبارهم ، فأصبحت والحمدلله سبباً في هداية أمة..
سألني سليمان: أين كنت أيها الهدهد..؟
وما سبب مخالفتك أمري ؛ وتركك مكانك بدون اذني ..؟!
فقصيت عليهِ قصتي كلها ، وشرحت لسليمان ما رأيت هناك ..
فأراد سليمان عليهِ السلام أن يختبرني ،فهوالمعروف بكمال عقله وسعة حكمته إلا أن يتحرّى صدق كلامي ، فقال عليهِ السلام:
فتسلمتُ الرسالة لأوصلها إلى تلك الملكةِ ( بلقيس ) في سبأ ليلاً ،
فدخلت من النافذة ، إلى مخدعها حيث تنام فوق سرير جميل .. وألقيت الرسالة من فمي وفتحت الرسالة ، فإذا فيها :
وهكذا كان غيابي ، ثم حضوري خيراً وبركة علي سليمان عليه السلام والملكةبلقيس وأهل سبأ...
وبقية القصة معروفة..
هذا هو طائر ( الهدهد ) استخدم كثيراُ في مجال الإستخبارات العسكرية والإتصالات السلمية ، لسرعته وذكاءه ،
وطريقته المذهلة في تنقلاته ، وقد وهبه الله هذا التاج تكريماً لهٌ ؛
فقد كان السبب في إسلام ملكة بلقيس وقومها..
ولقد نهى سيدنا محمد عن قتل الهدهد فقد روى عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن رسول
( نهى عن قتل أربع من الدواب : النملة والنحلة والهدهد والصرد)
والصرد هو نوع من العصافير الصغيره .. رواه أبو داود
وهكذا كان غيابي ، ثم حضوري خيراً وبركة علي سليمان عليه السلام والملكة بلقيس وأهل سبأ...
ومن أجل نشر دعوة الإيمان ، ومع إني كنت أعرف جزاء من يتاخر..
عُدت وأخبرت سيدنا سليمان بأمر القوم ، فأكملت الدعوة كموصل للرسائل....
يــــتبع
الروابط المفضلة