مدخل.......
فليتكتحلو والحياة مريرة
وليتك تصفو والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
فإذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب
حب الله ورسولة هي الفطرة الأولى التي فطرنا عليه
وهي أولى نسمات الجنة التي استنشقها
اّدم وحواء
هي الحصن الذي نلوذ به حين تعصف بنا الشهوات
أو الشبهات...
فالذي ينشأعلى حب الله والرسول لايمكن أبدا أن ينكص على عقبيه
تلك المحبة التي يسكنها الأمل في رحمته
ويغشاها طمع المحب في محبوبه
تلك المحبة التي من الممكن أن تقلب حياتك من الضلال
إلى الهدى ومن الظلام إلى النور
يقول حبيبنا المصطفى "
: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما،
حقا انه الحب الذي يجعلنا نستشعر حلاوة الايمان
فحب الله هو الغاية القصوى التي يسعى إليها
كل لبيب ومابعد محبة الله ماهو إلاثمرة من ثمار محبة
الله وتابع من توابعها فهو أصل كل عمل في الدنيا
وأصل كل جزاء في الآخرة فأصل الوجود وكل المخلوقات
هو الله فكيف نحب الفرع ونترك الأصل
كيف نحب مخلوقات الله ونوليها من حبنا جانبا كبير
ا وهي فرع من أصل فحب الخالق هو الأصل
ولكي نهدى إلى الطريق الصحيح لمحبتك يا الله لابد أن نعرفك
حق المعرفة لابد أن نعيش ونتعايش مع كل معاني الثقة في الله
ونعلم أن الله خلقنا لأنه يحبنا وأكرمنا بنعم لاتعد
ولا تحصى لأنه يحبنا ومن علينا بأفعال تقربنا إليه
ولا تكلفنا شىء لأنه يحبنا
ويطمع في حبنا له فإن كان الإنسان بفطرته يحب من
يحسن إليه فكيف لايحب الله وهو من أحسن
إلينا بنعم لاتعد ولاتحصى
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار
وحين تسأل أحدهم اتحب الله؟
فيجيب الكل دون عناء وهل هناك من لايحب الله
إنها المحبة التي يقولها الكل دون يقين أو فعل
فالكل يدعي محبتك يا الله وهم عنها غافلون
فيعصون ويظلمون ويدعون أنهم يحبوك
لكن حبك يا الله بعيد عن قلوب هؤلاء
حبك يا الله هو تلك القوة الجبارة التي تدفعنا لفعل
الخير والتهافت عليه فترانا نقبل على قراءة القراّن
لأننا نحب الله ونكثر من الصلاة لأننا نحب الله
ونتصدق ونصوم ونقوم ونسبح ونحمد لأجل كسب
حب الله هذا هو الحب الذي يدفعنا نحو الطاعة
وليس مجرد أداء لواجب بل حبا في الطاعة
التي تقربنا إلى الحبيب
هو من أسمى درجات الحب وأولاها
حب الله هو أقوى علاقة تجعلنا نعمل ونجتهد لنرضي الحبيب
تلك العلاقة التي تسمو بنا لنرتفع ونعلو لنطول الجبال
ولكن أتكون محبة الله لفظا
حين نتحدث عن حب الله أرى كثيرات يتحدثون دقائق
في فتور في حين لو انقلب الحديث عن الموضة
أو الأزياء يمتد الحديث لساعات وساعات
أتعلمين لماذا ؟
لان من تحدثت عن الأزياء والموضة تحب ذلك فحلا
حديثها واستشعرت حلاوة حين تحدثت عنه أما محبة الله
لم تتمكن من قلوب كثيرات
ولعل ذلك لأن الأغلب لايعلم حقيقة الله
لايعلم كيف يحب الله !!!
إلهي كيف لايكون حبك هو أعلى درجات الحب بقلبي
وأسمائك الحسنى كلها تدعوني لحبك
يا ودود يا رحمن يا كريم ياعفو يابديع السماوات
والأرض ياحليم
من يحب أحدا يبذل قصارى جهده لتنفيذ رغباته
والحرص على رضاه
فمن أحب الله حقا فهو الحريص على فعل ما أمر به
وترك مانهى عنه
فأين نحن من تلك المقامات
أرى من يحب يضحي من أجل حبيبه فتلك تسعى لرضا
زوجها وتفعل المستحيل لكسب رضاه
لأنها تحبه......
فمن أولى بحبنا وتضحياتنا من الله ؟
نريد أن نعبد الله عبادة حب لاعبادة خوف
نريد أن نعبده لأننا نحبه ونحب طاعته ونحب كل عمل يقربنا له
لانريد أن نصلى لمجرد أن الصلاة فرضت علينا فنخطفها كنقر الغراب
بل نصلي لأن الصلاة مناجاة بيننا وبين الحبيب
حين نستشعر هذا الحب الرائع بيننا وبين الله ستكون صلاتنا غير
وقيامنا غير وعبادتنا كلها سيكون لها حلاوة في القلب
أكثروا من دعاء رسولنا الحبيب
اللهم انى اسالك حبك وحب من يحبك وكل عمل
يقربنى لحبك اللهم اجعل حبك احب الي من نفسي واهلي ومالي و---)
صدقت يا حبيبنا يارسول الله
ومحبتنا لرسول الله تلك المحبة التي تأصلت داخل قلوبنا منذ كنا صغارا نقرأ قصص الحبيب ونتمعن فيها ونسلم من داخلنا أن بشرا
لم يحظى بما حظى به النبي من شرف النسب وطهارة
المولدوصدق البشارات وحسن الاستقبال يوم مولده
فقد احتفلت الدنيا بأسرها به وازدانت الطبيعة بمقدمه وتجمل
الكون كله بمطلعه وقد بشر الأنبياء جميعابرسالته وبعثته
إنه حبيبنا وقدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ومحبته مشروطه بمحبة الله ولا تنفصل عنها يقول تعالى
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)آل عمران
وتلك هي شروط محبة الله أن يكون حبنا لرسول الله وطاعته يلازم محبتنا لله رب العالمين وأن نطيعه عليه الصلاة والسلام وأن يكون حب الله وحب نبيه مقدم على
أي حب وأقوى من أي علاقة تملأ قلوبنا
يقول تعالى
قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم
وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها
ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله
وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله
بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين
إنه وعيد لمن قدم حب الاباء والابناء والأزواج
والعشيرة والأموال والتجارة والمسكن عن حب الله
فقد توعدهم الله الوعيد الصارم أن يتربصوا حتى
ينفذ أمره ويستبدلهم الله بقوم اّخرين
يحبون الله ويحبونه
اللهم إجعلنا ممن يحبك ويحب رسولك الكريم
اللهم إملأ قلوبنا بحبك وحب نبيك يا أرحم الراحمين
واّخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلمي
عهد الأماني
الروابط المفضلة