تويت
"εїз" غفلة القلب "εїз"(الساعيات نحو العُلا) "εїз"
غفلة القلب
إنه آخر يوم في حياتك !!
لو جاءك هذا الخبر أنه بانتهاء هذا اليوم سينتهي عمرك
فماذا أنت فاعلة ؟؟
ما العمل الذي ستبادرين به هل ستصلين الفروض والنوافل بخشوع؟؟
هل ستتصدقين بما تملكين؟؟
هل ستصالحين من تهجرين؟؟
هل ستساهمين في نشر الخير والدعوة إلى الله؟؟
هل ستجلسين للذكر والاستغفار والدعاء والابتهال والبكاء من خشية الله والتوبة من جميع المعاصي؟؟
هل ستتخلصين من جميع المنكرات التي في بيتك ؟؟
هل ستقومين بكل أعمالك الصالحة التي آجلتها ؟؟
ماذا أنت فاعلة في هذا اليوم ؟؟
آجالنا عند الله تعالى لا نعلم متى تنتهي قد تكون اليوم أو غدا..
يأتي الأجل فلا يستأذن صاحبه يجيئه على غفلة منه..
فما بالنا لو جاءنا وقلوبنا غافلة؟؟
نعيش بين الناس نمشي ونتحرك نضحك و نمزح وقلوبنا غافلة..
نعمر دنيانا ونحث الخطى فيها وكأننا فيها معمرون..
نبني البيوت ونعلي بنيانها ونحن لا نعلم هل نسكنها أم نسكن القبر قبلها؟!
لا نغفل في الدنيا عن شيء نريد الكثير وكلما حصلنا على شيء أردنا غيره..
نعمر دنيانا على حساب آخرتنا..
يقول الله تعالى (( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون )) اية 1 الأنبياء
عن ماذا نحن معرضون ؟؟
عن ماذا نحن معرضون ؟؟
عن الغاية التي خلقنا الله لأجلها (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))
نغفل عن تعمير آخرتنا والسعى لها سعي المحب المجد في طلبها
يقول الله تعالى في سورة الأعلى (( قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى* بل تؤثرون الحياة الدنيا *والآخرة خير وأبقى ))
لو سؤل أحدنا هل تريد أن تموت ؟؟لأجاب: لا.. بالتأكيد لا أحد يريد أن يموت
لكن الموت هو الحقيقة التي لا ينكرها أحد أو يشك فيها..
قد يشك الانسان في أنه يحصل على مال أو وظيفة أو ...
لكنه لا يشك أبدا في أنه سيموت ويغادر الدنيا في لحظة من لحظات حياته وقد تكون أقرب إليه من أنفاسه..
لكن ومع أن الإنسان يدرك تلك الحقيقة إلا أنه يعيش غافلا عنها لأنه آثر الحياة الدنيا عمّر دنياه..على حساب آخرته,, ويخاف أن يغادر العمران إلى الخراب..
يصطحب الغافلون.. الذين يزينون له السيئات ويزيدونه غفلة.. عن الطاعات وقد نهى الله تعالى عن صحبتهم
(( ولا تُطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فُرطاً)) سورة الكهف آية 28
أمرنا الله تعالى بذكره في كل حين ونهانا أن نكون من الغافلين
وقال تعالى(( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين)) سورة الأعراف آية 205
إن الغفلة عن الموت وأمر الآخرة يجعل الإنسان منغمسا في شهواته
فلو أن لدى إنسان قصراً به كل مايريد من لذات الدنيا فهل سيتركه ليعيش في كوخ متهالك؟؟
هكذا من يعمر دنياه لا يريد أن يتركها لأنه يعلم أنه لم يعمر قصرا في آخرته
لكن من استيقظ قلبه وعرف ربه وتذكر الموت وأنّ أجله محيط به سيعمر آخرته على
حساب دنياه لن يهتم بالدنيا وإن جاءته راغمة طائعة
قال علي بن أبي طالب:
الدنيادارُ بَلاء, ونُزُلُ عََنَاء, أسعدُ الناس فيها أرغبُهم عنها,
وأشقاهم بها أرغبُهم فيها, فهي الغاشةُ لمن انتصحها, المُهلِكةُ لمن اطمأنَّ إليها,
طوبى لعبدٍ أطاع فيها ربَّه, ونصحَ نفسَه, وقدَّمَ توبتَه, وأخَّرَ شهوتَه.
قال الإمام الشافعي:
يا من يعانق دنيا لابقاء لها * * يمسي ويصبح في دنياه ســفارا
هلا تركت لذي الدنيا معانقةً ** حتي تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جـنان الخلد ** تسكنها فينبغي لك ألا تأمن النارا
يا من يعانق دنيا لابقاء لها * * يمسي ويصبح في دنياه ســفارا
هلا تركت لذي الدنيا معانقةً ** حتي تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جـنان الخلد ** تسكنها فينبغي لك ألا تأمن النارا
قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام لابن عمر رضي الله عنهما: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) رواه البخاري
فلتكن هذه يقظة للقلوب الميّتة التي عاثت فسادا وغفلت عن الحق علّها توقظهم
وتنهض بهم من جحيمهم
ـــــود 
تعليق