بسم الله الرحمن الرحيم
--
الآن أريدك أن تركز معى فى هذا الموضوع الهام
يتشدق اليهود – و معهم الغرب- بضرورة بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى
و كثير من المسلمين حائرون
دعنى الآن أن أعرض عليك مايلى :
أولاً : هل تعلم أن سيدنا سليمان عليه السلام لم يَسلم من أذى اليهود كغيره من الأنبياء
فهو عندهم ليس نبياً و لا يعتبرونه يهودياً لأن أمه ليست من بنى إسرائيل
بل يعتزون به لسببٍ واحدٍ هو أنه ورث الملك من أبيه داوود عليه السلام
و تجدهم لا يقولون نبى الله داوود بل الملك داوود
و قد أساءوا إليهما فقالوا أن داوود أرسل قائد جيشه " أوريا" فى حربٍ لسبب واحد هو أن يتزوج "بت شبع" التى أنجب منها فيما بعد سليمان
و حتى تعرف بعض ما يقولون عن سيدنا سليمان عليه السلام و علاقاته النسائية يكفى ما تقرأ فى سفر " نشيد الأنشاد "
حيث تجد الكثير من العبارات الجنسية التى لا يليق أن تنسب لهذا النبى الكريم
ثانياً : رأى نبى الله سليمان أنه لكى يجعل الناس يؤمنون دعا الله أن يهبه ملكاً لا ينبغى لأحدٍ من بعده
"قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ "
[ص : 35]
حتى إذا رأى الناس هذا الملك خضعت عقولهم للإسلام
و قد سخر الله له الريح و الجن و الإنس و الطير ...
و قد نجح هذا الأمر مع بلقيس ملكة سبأ و قومها
"قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا
قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
[النمل : 44]
ثالثاً : لما مات سليمان عليه السلام أشاع شياطين الإنس والجن أن معجزاته لم تكن معجزات حقيقية بل كانت سحراً و أن سليمان لم يكن نبياً بل كان ساحراً كافراً
و للأسف إتبعهم اليهود و قالوا لم يكن ملك سليمان إلا مجرد سحر
و أراد الله عز وجل أن يبين للناس الفرق بين السحر الذى هو مجرد خداع بصرى و بين المعجزة الحقيقية
فأرسل مَلَكين " هاروت و ماروت " يعلمان الناس السحر حتى يميزوا بين السحر و المعجزة
و كانا ينبهان اليهود ألا يستخدموا السحر فى الأذى
و للأسف كانوا يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه
و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم
و أرجو أن تقرأ معى هذه الآية الكريمة
وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ
يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ
وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ
وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ
وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
[البقرة : 102]
رابعاً : أراد نبى الله سليمان عليه السلام أن يكمل المعبد الذى بدأه أبوه داوود عليه السلام ليصلى الناس فيه لرب العالمين ..
و لم يكن هذا المعبد – هيكل سليمان – دليلاً على الملك كما يظن اليهود بل كان بيتاً للصلاة
و أتذكر فى هذا المقام ما رآه السيد المسيح عليه السلام فى الهيكل بعد قرون من عهد سليمان عليه السلام أن اليهود قد حولوه إلى سوقٍ تجارى
حيث نهر الناس و جلس باكياً و قال " مكتوبٌ جعلتُ بيتى للصلاة و أنتم جعلتموه مغارة لصوص !!
" وتنبأ لهم أن هذا الهيكل سيُهدم بعد وفاته و لن يبقى فيه حجر على حجر و قد حدث ذلك فعلاً
المهم .. أراد الله عز وجل أن يكون هذا المكان الطاهر بيتاً يصلى الناس فيه لله رب العالمين وهذا ما هو موجود فعلاً الآن حيث تنتشر فيه المساجد
و ليس قصراً شاهداً على ملك اليهود
مَن أولى بنبى الله سليمان : المسلمون أم اليهود ؟؟
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ [النمل : 15]
وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص : 30]
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ
وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً
[النساء : 163]
الروابط المفضلة