بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصـــلاة والســـلام على سيدنا محمد ..
كلمـــــ ( على فراش المــوت ) ـــات
لقد كان سلفنا الصالح يحاسبون أنفسهم حتى عند سكرات المـــوت .. فلنتأمل سوياً تلك الكلمات ..
قيل لعبد الملك بن مروان في مرضه الذي مات فيه : كيف تجدك يا أمير المؤمنين ؟
قال : أجدني كما قال الله تعالى :
" وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ "
( الأنعام : 94)
ثم مـــات..
*:::*:::*:::*:::*
ولما حضرت معاذاً – رضي الله عنه – الوفاة قال : اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك. اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار ، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ، ومزاحمة العلماء بالرُكب عند حلق الذكر.
*:::*:::*:::*:::*
ولما حضرت بلالاً الوفاة قالت امرأته : واحزناه .. فقال : بل واطرباه غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه ..
*:::*:::*:::*:::*
وحُكي أن هارون الرشيد انتقى أكفانه بيده عند الموت ، وكان ينظر إليها ويقول :
" مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ "
( الحاقة :28-29)
*:::*:::*:::*:::*هكذا كانوا يرون الحقيقة الكبرى ( المــوت ) واضحة جلية جلاء الشمس في رابعة النهار ..
بل هذا الإمام ابن الجوزي يبكي عند الموت فيقول له تلاميذه : يا إمام ألست قد فعلت كذا وكذا ؟! فقال : والله إنني أخشى أن أكون فرّطت ونافقت فيحقّ عليَّ قوله تعالى :
" وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "
( الزمر : 47-48)
ثم قال : ولقد تاب على يديّ في مجالس الذكر أكثر من مائتي ألف ، وأسلم على يديّ أكثر من مائتي نفس ، وكم سالت عين متجبر بوعظي لم تكن تسيل ، ويحق لمن تلمح هذا الإنعــام أن يرجو التمام ..
وربما لاحت أسباب الخوف بنظري إلى تقصيري وزللي ..
ولقد جلست يوماً فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف ما فيهم إلا مَن قد رَقَّ قلبه ، و دمعت عينه ، فقلت لنفسي : كيف بك إن نَجَوا وهلكت ..؟!
فصحت بلسان وجدي : إلهي وسيدي إن قضيت عليّ بالعذاب غداً فلا تعلمهم بعذابي ، صيانة لكرمك لا لأجلي ، لئلا يقولوا عذّب الله من دلّ عليه ..
*:::*:::*:::*:::*
وأنت ماذا تنتظر من نفسك على فراش المـــوت ..؟؟
أسأل الله لنا ولكم حُسن الخاتمـــة
..
الروابط المفضلة