وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
عندما ذهبتُ لأداء العمرة وزرت المسجد النبوي بعد ذلك ، شعرتُ بهيبةٍ شديدة عندما دخلته ، سبحان الله ..
وشعرت بخجل ٍ لا يوصف لتقصيرنا تجاه سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
كيف نفرط بسنةٍ وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي أوصل إلينا هذا الدين العظيم وتحمل كل أنواع المشقة في حياته ليوصله لنا على طبق ٍ من ذهب.. كيف نفرط بسنّة من بكانا قبل وفاته بفترة ، عندما رآه الصحابة يبكي وهو خارج من البقيع فقالوا ما يبكيك يارسول الله ؟ قال عليه الصلاة والسلام : ( اشتقت إلى إخواني ) ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟
قال ( لا أنتم أصحابي ، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني )
سمّانا " إخوانه " وما أقرب منزلة الأخ و أحبها لقلب الإنسان.. فكيف نترك سنّته عليه الصلاة والسلام وقد كانت منزلتنا عنده منزلة الأخوّة؟
كيف نفرط بسنة من بكى خوفاً علينا يوم القيامة حين تلا عليه الصلاة والسلام قول الله عز وجل في إبراهيم ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) وقول عيسى عليه السلام ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى ، فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك ، فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم ، فسأله ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم ، فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : (إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك) / رواه مسلم
كيف نفرّط بسنة من سيشفع لنا يوم القيامة..؟
مهما تحدثنا ووصفنا فلن نوفيه حقه صلوات ربي وسلامه عليه.. فلنفعل أقل ما يمكننا فعله لنثبت محبتنا وتقديرنا وشوقنا له عليه الصلاة والسلام..
وأظن أن أقل ما يمكننا فعله لنثبت ذلك هو أداء السنن الرواتب واتباع سنته في كل شيء..
بارك الله فيكِ ووفقنا وإياكِ لما يحب ويرضى وثبتنا على الطاعة..
أؤمن كثيراً.. بأن المساحة الفاصلة بين السماء والأرض.. وبين الحلم والواقع.. مجرد دعاء..
الروابط المفضلة