السلام عليكم و رحمة الله
كنت دوما أقرأ أو أسمع عن وصايا لقمان لإبنه و رأيت أنها من أعضم الوصايا .
اردت أن أنقلها إليكن لعل نقتدي بها جميعا فتكون لنا خيرا و لأولادنا .
تعريف بلقمان:
لقمان رجل آتاه اللَّه الحكمة، كما قال جل شأنه: ولقد آتينا لقمان الحكمة {لقمان: 12} منها العلم والديانة والإصابة في القول، وحِكَمُهُ كثيرة مأثورة، كان يُفتي قبل بعثة داود عليه السلام، وأدرك بعثته وأخذ عنه العلم وترك الفتيا، وقال في ذلك:
ألا اكتفي إذا كُفيت؟. وقيل له: أي الناس شر؟ قال: الذي لا يبالي إن رآه الناس مسيئًا(1). وقال مجاهد: كان لقمان الحكيم عبدًا حبشيًا غليظ الشفتين مشقق القدمين، أتاه رجل وهو في مجلس ناس يحدثهم فقال له: ألست الذي كنت ترعى الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني. وعن خالد الربعي قال: كان لقمان عبدًا حبشيًّا فقال له مولاه: اذبح لنا هذه الشاة فذبحها، قال: أخرج أطيب مضغتين فيها ، فأخرج اللسان والقلب، ثم مكث ما شاء اللَّه ثم قال: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها، قال: أخرج أخبث مضغتين فيها، فأخرج اللسان والقلب، فقال مولاه: أمرتك أن تُخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما، وأمرتك أن تُخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما. فقال لقمان: إنه ليس أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. {تفسير ابن كثير ، سورة لقمان}. وقال القرطبي: قيل إنه ابن أخت أيوب أو ابن خالته، رأى رجلاً ينظر إليه فقال: إن كنتَ تراني غليظ الشفتين فإنه يخرج من بينهما كلام رقيق، وإن كنتَ تراني أسود فقلبي أبيض. والآن مع وصايا لقمان
الوصية الأولى: البناء العقدي للطفل وتصحيح العقيدة
وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم {لقمان:13}. قال ابن كثير رحمه اللَّه في تفسيرها: يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه، وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف. ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد اللَّه وحده ولا يشرك به شيئًا، ثم قال له محذِّرًا: إن الشرك لظلم عظيم أي هذا أعظم الظلم، قال البخاري: عن عبد اللَّه رضي الله عنه قال: لمَّا نزلت: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم {الأنعام: 82} قلنا: يا رسول اللَّه، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: "ليس كما تقولون لم يلبسوا إيمانهم بظلم: بشرك، أولَمَ تسمعوا قول لقمان لابنه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم"(2). فالظلم هنا بمعنى الشرك، ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، أي لم يخلطوا إيمانهم بشرك. ثم قرَن بوصيته إياه بعبادة اللَّه وحده؛ البر بالوالدين، كما قال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا {الإسراء: 23}. وكثيرًا ما قرن اللَّه تعالى بين ذلك في القرآن الكريم.
الوصية الثانية:
يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير {لقمان: 16}. قال ابن كثير: ولو كانت تلك الذَّرَّة (من العمل) مُحَصَّنة محجَّبة في داخل صخرة صمَّاء، أو غائبة ذاهبة في أرجاء السماوات والأرض، فإن اللَّه يأتي بها؛ لأنه لا تخفى عليه خافية ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولهذا قال: إن الله لطيف خبير {لقمان: 16}، أي لطيف العلم فلا تخفى عليه الأشياء وإن دقَّت ولطفت، "خبير" بدبيب النمل في الليل البهيم. وقال القرطبي: رُوِيَ أن ابن لقمان سأل أباه عن الحبة التي تقع في سِفْل البحر أيعلمها اللَّه؟ فراجعه لقمان بهذه الآية: يا بني إنها إن تك مثقال... {لقمان: 16}.
الوصية الثالثة:
إن شاء الله أنقلها المرة القادمة و يكون جميل أن نناقش هذه الوصايا و تدلوا بأرائكم حتى نستفيد أكثر من توسعة الموضوع و من أفكاركن و أرائكن .
أنا في إنتضار تعليقاتكن طبعا إن رئيتم الموضوع دو أهمية .
و لنا إن شاء الله لقاء .
الروابط المفضلة